إبن مصر

السيسى وتصحيح الأخطاء

د. إسلام قناوي الفقيه الدستورى
د. إسلام قناوي الفقيه الدستورى

بقلم/ د. إسلام قناوي

مما لا شك فيه أنه خلال ما يقرب من خمسين عاما مضت كانت النظرة الرسمية لأفريقيا تتسم بعدم التقدير، الأمر الذى سمح للكيان الصهيونى أن يزيد من تواجده بهذه البقعة المهمة والمليئة بالخيرات والثروات، فنوم الأنظمة السابقة عامة والنظام السابق خاصة فى سبات عظيم جعل إسرائيل تتوغل وتتعمق داخل القارة السمراء عسكريا واقتصاديا وثقافيا،   وكان ذلك بسبب قِصَر النظر المصرى سابقا فى الأهداف الإسرائيلية، إذ تركز المعتقَد فى اهتمام إسرائيل بمنطقة الشرق الأوسط فقط  .

 إلى أن جاء الرئيس السيسى بحكمته ونظرته الثاقبة وصحح الأوضاع التى تركها له النظام السابق، فمن اللافت للنظر اهتمام القيادة السياسية بأفريقيا اهتماما خاصا، ولما لا وهى امتداد استراتيجى مهم لمصر، وتلك نظرة لم تأت من فراغ وإنما بنيت فى عقل ووجدان "رجل المخابرات" السيسى قبل "الرئيس". 

من هنا انطلقت شرارة التغيير وفتح العلاقات بيننا وبينهم، ليكون أول رئيس مصرى يخاطب الدول الافريقية بلسان عف متواضع خال من الكبر والعنجهية مؤكدا أننا جميعا أبناء قارة واحدة يجرى فى عروقنا دم واحد وفى بلادنا نهر واحد ناقلا رؤية متوازنة مختلفة بما يحقق مصالح وأهداف أبناء القارة كافة، حيث وضع خارطة طريق لغزو أفريقيا سياسيا واقتصاديا وفكريا واجتماعيا وصحيا وفى مختلف المجالات مما يحقق أهدافا عدة تصب جميعها فى مصلحة مصر. مؤكدا ضرورة التسريع نحو إنشاء منطقة للتجارة الحرة بين أبناء القارة بما يسهم فى تخفيض أسعار السلع ويزيد من تنافسية القارة عالميا ويخلق بالطبع فرص عمل للشباب. إن مكانة الرئيس السيسى وحكمته وأسلوبه المختلف فى معالجة كافة القضايا محليا واقليميا ودوليا جعلت منه قائدا لأفريقيا بأسرها، فهو هادئ دمث الخلق لا يخاطب الناس باستعلاء وإنما يحكمهم بالمنطق والبينة والصدق، وكلها صفات مكنته من ان يكون ساكنا فى عقوق وقلوب ووجدان أبناء وطنه وقارته أيضا.. والبقية تأتى.