«أجزخانة ستيفنسون».. صيدلية الإنجليز العريقة في قلب مصر

«أجزخانة ستيفنسون»
«أجزخانة ستيفنسون»

كتبت: همسة هشام

تزخر منطقة وسط البلد وما يجاورها، بالعديد من الأماكن التى لا زالت تحمل عبق التاريخ وتحكى ذكرياته، وضمن تلك الأماكن التاريخية التى لا حصر لها تأتى «أجزخانة ستيفنسون» التى لا تزال تحافظ على طرازها الإنجليزي، غير أن آثار الزمن تركت بصماتها على تفاصيلها.

فمبجرد وصولك إلى أبواب تلك الأجزخانة تشعر بأنك على أعتاب قصر أحد الملوك والهوانم، فما بين إعلانات لمنتجات قديمة مازال أصحاب الصيدلية يحتفظون بها، ومجموعة من «السرنجات» على مفرش من القطيفة النبيتى فى الفاترينة ودواليب مليئة بالتركيبات ووصفات الأدوية، ومجموعة من الزجاجات القديمة من أيام الإنجليز، تشعر وأنك عدت إلى حقبة الثلاثينات كأنه لم يمر على المكان سبعون عامًا.

ويروى لنا زهير إحسان سمان بداية حدوتة «ستيفنسون» والتى أنشأها البريطانى جورج ستيفنسون عام 1889، وحتى اشتراها والده، ويقول أن «ستيفنسون» سلسلة أجزاخانات إنجليزية تأسست عام 1899، تتميز بالديكور القديم الكلاسيكي، فكانت مقاسات الأجزخانة وأخشابها كلها قادمة من إنجلترا.

ويتذكر زهير قائلا: «كنت مع والدى هنا وأنا فى العشرينات.. وافتكر السرنجات أنى كنت لازم أغليها بعد ما يتم استعمالها.. المكان هنا عبارة عن مدرسة لكل طلاب الطب»، وبابتسامة فخر استكمل: «والله حاجة تفرح.. فى الأول كان الزوار أجانب أو ناس كبيرة فى السن أما دلوقتى الوضع اختلف الشباب بيجى ويتفرج».

ويصطحبنا زهير إلى المعمل، الذى بمثابة مصنع الأدوية فى مصر قديمًا، لما يحتويه من تركيبات قديمة لمختلف أنواع الأدوية، وفى دفتر كبير سُطر بمواصفات الأدوية وتركيباتها وكميات كل دواء، واسم الطبيب الذى وصف الدواء للمريض، حتى أنه سجل الكميات بالملى لكل دواء.

وقال: «الحكاية ومافيها أن الأجزخانة شهدت على بشوات وهوانم مصر، وتركيبات وتفاصيل كثيرة».

وأضاف: «تعمل الأجزخانة حاليًا كأى أجزخانة فى بيع الأدوية وغيرها من المستلزمات الطبية ويزورها الجميع للشراء أو للمتعة بهذا التاريخ الطبى».