عاجل

أبداعات عربية

أنا «زومبى» حقيقى

أنا «زومبى» حقيقى
أنا «زومبى» حقيقى

محمد‭ ‬رضوان‭ - ‬رام‭ ‬الله‭ ‬

‭ ‬أنا‭ ‬أرمم‭ ‬وجهى‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬صباح‭ ‬أمسح‭ ‬الخيبات‭ ‬المتراكمة‭ ‬مثل‭ ‬غبار‭ ‬كثيف‭ ‬من‭ ‬قلة‭ ‬الاستخدام‭ ‬تعيس‭ ‬ذلك‭ ‬الذى‭ ‬ينام‭ ‬على‭ ‬أمل‭ ‬ليصحوَ‭ ‬على‭ ‬خيبة‭ ‬العاصفة‭ ‬الرملية‭ ‬التى‭ ‬مرت‭ ‬على‭ ‬وجهى‭ ‬اسمها‭ ‬أنتِ‭ ‬أنتِ‭ ‬المسئولة‭ ‬عن‭ ‬مجيء‭ ‬فصل‭ ‬الغبار‭ ‬القادم‭ ‬أنتِ‭ ‬المسئولة‭ ‬عن‭ ‬حدوث‭ ‬هذه‭ ‬الكارثة‭ ‬الطبيعية‭ ‬بالكاد‭ ‬أرى‭ ‬شعرى‭ ‬الممتلئ‭ ‬بالتراب‭ ‬والملطخ‭ ‬بالضحايا‭ ‬على‭ ‬المرآة‭ ‬بالكاد‭ ‬أقتنع‭ ‬أننى‭ ‬‘أنا’‭ ‬أنا‭ ‬مجرد‭ ‬‘زومبي’‭ ‬خرجت‭ ‬إلى‭ ‬الشارع‭ ‬الآن‭ ‬لم‭ ‬أعد‭ ‬جثة‭ ‬ميتة‭ ‬قاربت‭ ‬على‭ ‬الانتهاء‭ ‬القُبل‭ ‬التى‭ ‬كنا‭ ‬نتبادلها‭ ‬فى‭ ‬السرّ‭ ‬تحولت‭ ‬إلى‭ ‬بقع‭ ‬سوداء‭ ‬فمى‭ ‬ممتلئ‭ ‬بأكياس‭ ‬من‭ ‬الدم‭ ‬لا‭ ‬أستطيع‭ ‬التحدث‭ ‬مع‭ ‬صاحب‭ ‬‘البار’‭ ‬لا‭ ‬أستطيع‭ ‬التوقف‭ ‬على‭ ‬الإشارة‭ ‬الحمراء‭ ‬صرت‭ ‬أعتقد‭ ‬أن‭ ‬الرصيف‭ ‬للسيارات‭ ‬والشارع‭ ‬للأموات‭ ‬الأحياء‭ ‬أنا‭ ‬الوحيد‭ ‬الذى‭ ‬أتجول‭ ‬فى‭ ‬المدينة‭ ‬الآن‭ ‬الساعة‭ ‬دائماً‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬اقتراب‭ ‬الخوف‭ ‬انتظار‭ ‬الخوف‭ ‬أشدّ‭ ‬من‭ ‬الموت‭ ‬تعالى‭ ‬واكتشفى‭ ‬وجهى‭ ‬الجديد‭ ‬بعد‭ ‬التورط‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬الحبّ‭ ‬أنا‭ ‬‘زومبي’‭ ‬حقيقى‭ ‬ويدك‭ ‬العذراء‭ ‬هى‭ ‬الوحيدة‭ ‬القادرة‭ ‬على‭ ‬مسح‭ ‬كلّ‭ ‬جثث‭ ‬الأموات‭ ‬المتراكمة‭ ‬على‭ ‬جسدى‭ ‬ويدكِ‭ ‬فقط‭ ‬هى‭ ‬التى‭ ‬تُعيدنى‭ ‬إلى‭ ‬شكلى‭ ‬الأول‭ ‬قبل‭ ‬التورط‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬الحب‭ ‬يَدُكِ‭ ‬هى‭ ‬الحل‭.  ‬