رشا صبيح
يتكون القرن الأفريقي من 4 دول هي الصومال وأريتريا وإثيوبيا وجيبوتي. ورغم أن جيبوتي هي أصغرهم من حيث المساحة، إلا ان تلك الدولة الصغيرة، كما تصفها مجلة «فاينانشيال تايمز» البريطانية، تكتسب أهمية خاصة بسبب موقعها الاستراتيجي.
فهي تتمتع بمنافذ بحرية متميزة على البحر الأحمر وعلى خليج عدن. كما تتشارك في حدودها البرية مع ثلاث دول هي أريتريا التى تحدها شمالاً، وأثيوبيا التي تحيط بها من الشمال الغربي والغرب والجنوب الغربي، والصومال التي تقع في الجنوب الشرقي. كذلك هي بوابة شرق أفريقيا والجسر الرابط بين القارة السمراء والجزيرة العربية، إضافة إلى إطلالتها على مضيق باب المندب الشديد الأهمية من الناحية الاقتصادية، لذلك فعن طريقها يمكن السيطرة على حركة التجارة العالمية فى مضيق باب المندب، فضلاً عن المرور الهام لأى تحركات عسكرية قادمة من أوروبا أو الولايات المتحدة الأمريكية إلى منطقة الخليج والعكس..
وباب المندب أحد أهم الممرات المائية في العالم بين أوروبا وآسيا وشرق أفريقيا، إضافة لكونه ممرا مائيا تجاريا مهما على صعيد سرعة النقل البحرى والتبادل التجاري بين أوروبا وآسيا، حيث يمر عبره سنويا نحو 25 ألف سفينة. كما يمر من خلاله نحو 30 % من نفط العالم..
وترى صحيفة «الفاينانشيال تايمز» أن الموقع الاستراتيجى للغاية لهذه الدولة الأفريقية الصغيرة لم يجعل منها فقط نقطة التقاء للتجارة العالمية، ولكنه جعل منها ايضاً محطة سلام و استقرار نادرة فى موقع استراتيجى للغاية ولكنه مشتعل بالصراعات فى الجوار. حتى إنها نالت لقب بلد السلام لعام 2018 من قبل منظمة «سلام بلا حدود العالمية».. علاوة على ذلك، ونظرا لموقعها الاستراتيجي، اصبح لها دور كبير فى مكافحة الارهاب، حيث اصبحت العمود الفقرى لتحالف عالمى ضد حركة الشباب، وهى جماعة إرهابية صومالية مرتبطة بتنظيم القاعدة.
ويؤكد أبو بكر عمر هادى، رئيس هيئة الموانئ والمناطق الحرة فى جيبوتي، للصحيفة ان موقع جيبوتى المتميز جعلها ليست فقط ذات اهمية اقتصادية وجيوسياسية، ولكن مضيف محايد للقوى العالمية. وأضاف المسؤول الحكومى للمجلة : «ما يمنح جيبوتى هذا التألق هو حقيقة أن القوى العظمى موجودة هنا، وهذا يعنى أنها آمنة».. واختتمت مجلة «فاينانشيال تايمز» تقريرها بتصريحات خاصة لوزير خارجية جيبوتى، قال فيها «أن بلاده تقع فى منطقة جيو استراتيجية حيوية حيث لجميع أعضاء المجتمع الدولى مصالح خاصة». وأضاف «نحن ندرك أن هناك منافسة اقتصادية جدية بين القوى الكبرى» لكنه شدد على أن بلاده «لا تقع تحت أى مجال من مجالات النفوذ».
