التحية لمصر .. حقن الدماء الفلسطينية

عهدية أحمد السيد
عهدية أحمد السيد

بقلم: عهدية أحمد السيد

مازالت التحديات الجسام تواجه أمتنا العربية والاسلامية يوما بعد آخر، وكأن أقدارنا أن يكون بيننا من لا يؤمن بأن الطموحات غير المنطقية دائما تؤدى إلى بعثرة جهود الأمة فى ترسيخ الأمن والاستقرار حتى تقوى على مجابهة هذه التحديات، لكن للأسف هؤلاء مرة أخرى أوردوا الأبرياء المهالك فراح ضحية لهذه التصرفات النساء والاطفال وكبار السن فضلا عن ضياع الامكانيات المادية وتشريد الناس من بيوتهم التى دمرت.

 

إن الحرب فى الأراضى الفلسطينية كانت فاجعة كبيرة رأينا فيها ما لا يحب أن يراه بشر من دماء وأشلاء وأرواح طاهرة زكية فقدت، تغمدهم الله بواسع الرحمة، لكن بفضل الله تعالى والجهود المخلصة التى قامت بها القيادة المصرية بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى والدور البارز للدبلوماسية المصرية قد حقنت دماء شعبنا الفلسطيني، وذلك من خلال الوساطة الناجحة التى قامت بها مصر، الأمر الذى أثلج صدور كل العرب والمسلمين لمكانة فلسطين فى قلوبنا جميعا.

 

إن الدور الذى لعبته مصر فى الوساطة التى أوقفت الحرب على غزة هو فى الحقيقة ليس غريبا على قيادة الرئيس السيسي، وفى اعتقادى ان كل الحلول مهما كانت مستحيلة هى ممكنة فى ذات الوقت، فتاريخ مصر وحضارتها العريقة ومواقفها المشرفة الوطنية كفيلة بنجاح وساطتها فى أى ملف إقليمى باعتبارها لاعبا استراتيجيا له أهميته فى كل الاوقات بشكل خاص فى نزع فتيل الأزمة بين الأطراف المتصارعة.

 

إن العالم بات يدرك بشكل واضح لا لبس فيه أن مصر صمام الأمان ويعهد إليها بكل المهام الصعبة، لذا من الطبيعى أن يؤكد الرئيس الامريكى جو بايدن ذلك من خلال توجهه بالشكر إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى والدبلوماسية المصرية على جهودها فى الوساطة ونجاحها، وخلال الكلمة المقتضبة التى ألقاها بالبيت الأبيض تحدث بايدن عن الاشتباكات الأخيرة فى فلسطين مؤكدا أن مصر بذلت مجهودات كبيرة من أجل الوصول إلى وقف لإطلاق النار فى قطاع غزة.

 

إن الحرب الأخيرة فى القطاع التى حصدت المئات من الأرواح نسأل الله سبحانه ان يرحمهم وان يتقبلهم وأن يصبر ذويهم، أكدت من جديد أهمية النظر فى حل الدولتين من أجل الحفاظ عى حق الشعب الفلسطينى فى أرضه ومقدساته وفى حرية خياراته، وفى ذات الوقت يسهم هذا الحل فى مصلحة المنطقة واستقرارها فى ظل تهديدات الجماعات التى تستهدف أمنها والنيل من مكاسبها التى تحققت فى العديد من المجالات.

 

إن الأمة العربية والاسلامية تحتاج لوقفة لمدارسة الكثير من القضايا التى تهم واقعنا العربي، وبشكل خاص القضية الفلسطينية، ومن بعدها الجماعات الارهابية التى تنشط فى محاربة نجاحات وانجازات الكثير من دولنا وبدعم خارجي، وهناك التحدى الإعلامى الفضائى الذى تقوده الجماعات المتشددة بدعم من قطر، وأعتقد هو من أكثر الملفات التى ينبغى الاهتمام بها لأن قطر بواسطة قناتها الخبيثة (الجزيرة) تحيك الدسائس والمؤامرات ضد بلادنا بصناعة الأكاذيب.

 

إن العالم فى الوقت الراهن يموج بالكثير من الإشكالات والتعقيدات خاصة فى ظل الأزمة الصحية التى تجتاح البشرية بلا استثناء، وأن كل اقليم فى المعمورة مشغول بالتفكير فى الكيفية التى يخرج بها من هذه الأزمة وبأقل الخسائر، لذلك نجد أن الكثير من الاحداث الجسام فى العالم تحدث ولا نجد تفاعلا كبيرا معها، من هنا تأتى أهمية التكتلات والتعاون فيما بين أصحاب الكتلة الواحدة لمواجهة الصعوبات، أعتقد أن قضايا أمتنا العربية والاسلامية هى واحدة لذلك من السهولة بمكان أن تتوحد إرادتنا لتجاوز هذه الإشكالات، لأن فى الوحدة قوة.

 

رئيسة جمعية الصحفيين البحرينية