«لوكا» أول مصرى يصنف ضم أفضل 20 راقص باليه بالعالم:

«راقص باليه»: تمسكت بجنسيتي المصرية ورفضت تصنيفي كفرنسي

 لوكا خلال أحد العروض
لوكا خلال أحد العروض

سعى وراء حلمه  رغم صغر سنه وأنه لم يتجاوز عقده الثانى  لكنه نجح فى السعى وراء حلمه غير المألوف، حتى صنف ضمن أفضل 20 راقصاً للباليه على مستوى العالم ليكون «لوكا عبد النور» أول طفل مصرى يدخل ذلك التصنيف.... «الأخبار» تحاور راقص الباليه المصرى المصنف ضمن الافضل عالمياً حول مشواره الفني.

 فى البداية.. حدثنا عن مشوارك الفني؟
- بدأت مشوارى الفنى بمصر خلال دراستى بإحدى المدارس الدولية التى كانت طريقى للتعرف على الفنون المسرحية فى سن مبكرة، وذلك بفضل عروض نهاية العام التى شاركت فيها منذ طفولتي، كنت محظوظا للغاية حيث أتيح لى الفرصة للعمل مع محترفين رائعين فى عالم الفن مثل المخرج وليد عونى وإيزابيل باييت ومروة حامد فى العديد من المناسبات، وقد شجعتنى المدرسة ودعمتنى باستمرار لتنمية موهبتي.
 كيف بدأ مشوارك الدولى فى الفن؟
- فى صيف 2015 شاركت فى ورشة تدريبية للرقص الدولى لمدة أسبوعين فيChâteaurouxبفرنسا، حيث شاركت فى دروس الرقص بقيادة معلمين محترفين ومعتمدين دوليًا، وأتيحت لى الفرصة لحضور العرض فى نهاية فترة التدريب وقبل المغادرة، ذهبت أشكر المعلمين على كل العمل المنجز، عندها أوضح لى أحدهم أن لدى شيئًا ما وأنه سيكون من الرائع أن آخذ دروسا فى الباليه.
 وهل اقتعنت أسرتك بقرار الرقص بسهولة؟
- كنت أعبر عن رغبتى فى أن أصبح راقص باليه لعدة سنوات وأن اتقن ذلك الفن وهو ما رفضه والدى فى ذلك الوقت، حيث من غير الشائع أن يتم تشجيع الشباب على تعليم رقص الباليه فى مصر، لكنه اقتنع برغبتى فى النهاية.
 وكيف كانت أولى خطواتك حتى أصبحت راقصا محترفا؟
تنقلت بين العديد من استوديوهات الرقص فى القاهرة، وبدأت العمل مع الدكتور مجدى صابر بدار الأوبرا المصرية، والذى نصحنى بتكثيف تدريبي، ثم بدأت فى الذهاب إلى مركز القاهرة للرقص المعاصر الذى سمح لى فى سن 12 عامًا فقط بالمشاركة فى فصول التدريب مع راقصين محترفين أكبر سنا، وبعد ذلك أتيحت لى الفرصة لمقابلة مدرس باليه فرنسى أكد GD أيضًا على مهاراتى فى الرقص.
 وماذا فعلت لتنمية مواهبتك؟
- بدأت فى البحث عن استوديو أقرب إلى المنزل لمزيد من التدريب المكثف بعد اليوم الدراسي، وعندها قررت تعليم أساسيات الباليه، من قبل أساتذة فى ذلك المجال وبعد بضعة أشهر وفى عام 2016، شاركت معهم فى ورشة عمل، وهناك تم رصدى من قبل أكاديمية الرقص فى زيورخ بسويسرا التى عرضت علىّ الحضور لمدة أسبوع خلال شهر أكتوبر لمعرفة ما إذا كان بإمكانى الانضمام إلى مدرستهم العام التالي.
وكيف بدأ مشوارك فى سويسرا؟
- فى أكتوبر 2016، غادرت مع والدى إلى سويسرا وفى نهاية الأسبوع لم يتم اختيارى فى أكاديمية الرقص فى زيورخ وذلك بسبب قصر قامتى فى هذا الوقت، ودعنى أخبرك أن الذى رفضنى فى ذلك الوقت هو الذى رشحنى مؤخرا للاشتراك فى مسابقةPrix de Lausanne
 ومتى اتخذت قرارك لتصبح راقصا محترفا؟
بعد رفضى فى أكاديمية الرقص فى سويسرا عدت إلى القاهرة، واستأنفت دراستى وتدريبى وأصبحت مستعدا للمشاركة فى مسابقة دولية فى إيطاليا وكان الهدف من هذه المسابقة بالطبع هو العودة بجائزة أو منحة دراسية، وقد أخذت قرارا أن يصبح الرقص مهنتي.
ومن هنا اتخذت القرار الصعب بالسفر لمتابعة حلمى من خلال التسجيل بالمسابقة، وبالفعل نجحت فى الحصول على منحة دراسية لمدة عام واحد فى بودابست بالمجر، كما تم اختيارى للمشاركة بالحفل النهائى للمسابقة.
 وما هو عام الحسم بالنسبة لك فى مشوارك الفني؟
- فى سبتمبر 2017 غادرت لمدة عام إلى المجر، وكنت أعلم منذ البداية أن العام سيكون حاسمًا بالنسبة لى إما أننى سأتمكن من التغلب على جميع الصعوبات، أو سأتخلى عن حلمى وأعود إلى الوطن، ومع انتهاء تجديد المنحة الدراسية، تم دعوتى إلى ألمانيا من قبل أساتذتى وذلك للتعرف على شخصيات مهمة فى عالم الباليه حتى أتمكن من مواصلة تدريبى فى الخارج وبالفعل التقيت بشتيفى شيرزر، المديرة الفنية لأكاديمية الرقص فى زيورخ، والتى عرضت علىّ الانضمام للأكاديمية اعتبارًا من سبتمبر 2018 وتم قبولى بالأكاديمية بعدما تم رفضى فى المرة الأولى.
 حدثنى عن مشوارك فى الأكاديمية؟
- كان المشوار بها صعبا والأيام طويلة جدًا حيث يتم تدريب الطالب 6 أيام فى الأسبوع، ويبدأ يومى فى الصباح الباكر ثم أذهب إلى دروس الرقص وانتهى فى وقت متأخر بالإضافة إلى المناهج النظرية كدروس اللغة الإنجليزية، وعلم التشريح، وإدارة الحياة المهنية، وتاريخ الرقص، كما أننى بجانب دروس الرقص والدروس النظرية أصبحت أعمل كمسئول صيانة المطبخ الجماعى بالمدرسة الداخلية التى كنت أعيش فيها، لكسب مصروفى الشخصي.
 وكيف شاركت فى أكبر مسابقة للباليه بالعالم؟
- فى أغسطس 2020، بدأت عامى الدراسى الثالث والأخير بهدف رئيسى وهو التخرج والعثور على وظيفة للعام المقبل، فى أكتوبر كانت المدرسة تخطط لتقديمى فى مسابقة Prix de Lausanne، وهى أكبر مسابقة باليه فى العالم.
وكان حلمى قد بدأ يتحقق فى ذلك وبدأت أكثف تدريبى اليومى حتى أننى كرست إجازة نهاية الأسبوع لمواصلة تدريباتي، والمشاركة فى المسابقة، كان يجب علىّ اجتياز جميع الاختبارات، وتقدم للمسابقة 399 راقصا وراقصة من جميع أنحاء العالم تم تصفيتهم إلى 78 راقصا وراقصة إلى أن وصلت التصفيات النهائية إلى 20 راقصا وراقصة وكنت أول مصرى يتم اختياره بالتصفيات النهائية فى هذه المسابقة العالمية.
وتم تسجيلى لأول مرة بمسابقة Prix de Lausanne بجنسيتى الفرنسية، نظرًا لانتهاء صالحية جواز سفره المصرى فى ذلك الوقت، ولكننى صممت بشدة على تسجيلى بالمسابقة كمصرى وهو ما تم بالفعل فى النهاية.
 وما هى أهم الجوائز التى حصلت عليها؟
حصلت على جائزة أفضل مرشح سويسري، وجائزة اعلى تصويت للجمهور، وجائزة المركز الثانى، وكنت رابع متسابق يحصل على 3 جوائز خلال مسابقة Prix de Lausanne منذ1973.