القيامة هى الوسيلة التى تنقل الإنسان من الخوف إلى الحب

 البابا تواضروس الثانى  بابا الإسكندرية  بطريرك الكرازة المرقسية 
 البابا تواضروس الثانى  بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية 

أهنئكم أيها الأحباء بعيد القيامة المجيد الذى نحتفل به بعد 55 يوما فى الصوم المقدس وبعد أن قضينا أسبوع الآلام فى الصلوات ورغم أن الظروف فى هذا العام لم تسمح بالاحتفال الكامل فى كنائسنا بسبب الإصابات الموجودة على مستوى العالم من جراء هذا الوباء وبلادنا أيضًا تتأثر به.
قام السيد المسيح فى اليوم الثالث بعد الصليب وكانت قيامته كما هو ثابت تاريخيًا وجغرافيًا وكنسيًا والمواضع التى تشهد بالقيامة والشهود الذين حضروا وشاهدوا، واثبتت هذا القيامة أن الحياة أقوى من الموت وأن الحب اسمى من الكراهية وأن الخير أقوى من الشر وأن الحق اسمى من الباطل، وقيامة السيد المسيح فى اليوم الثالث ومن هذه الحادثة صار رقم ثلاثة له أثر هام جدًا فى حياة الإنسان. 
وأود أن اركز على نقطة واحدة أن حياة الإنسان مرتبطة بمخاوف كثيرة التى يواجهها الإنسان عبر حياته وهى مخاوف عديدة وتجعله فى حالة من حالات الخوف من يخاف من الفشل، المرض، الموت، من وداع الأحباء من الشيخوخة من العجز من تغير الأحوال، هذه المخاوف الكثيرة تجعل الإنسان يعيش فى حالة من حالات الخوف وربما ونحن فى هذا العام وانتشار فيروس الكورونا بهذه الصورة فى العالم بصورة فجائية جعل المخاوف تزداد وجعل حياة الإنسان فى حالة قلق ولكن القيامة هى الوسيلة التى تنقل الإنسان من حالة الخوف إلى حالة الحب.
 القيامة نقلت وحولت كثيرًا من حالة الخوف إلى حالة الحب الكامل، سوف اشرح لكم ثلاث خطوات نجدها فى مشاهد القيامة الجميلة .
1- الخطوة الأولى: خطوة نقاء.
الإنسان لا يستطيع أن يتمتع بالقيامة وينتقل من حالة الخوف إلى حالة الحب الكامل إلا من خلال خطوة نقاء القلب ولكى يعيش الإنسان حياته السليمة أمام الله كإنسان الله ينبغى أن يأخذ هذه الخطوة النقاء «طوبى لأنقياء القلب لأنهم يعينون الله» مثال على ذلك نجده قبل قيامة المسيح بأيام قليلة يأتى بطرس الرسول وينكر المسيح ونحن نتعجب من ذلك وشعر بطرس أنه مرفوض وعاش حالة من الخوف بعيدًا عن السيد المسيح وبعد قيامة السيد المسيح رجع إلى مهنته صيد السمك ونسى كل شيء، وفى معجزة صيد 153 سمكة ويكون بطرس موجودا ويجد السيد المسيح على الشاطئ وفى وسط هذه الجلسة السيد المسيح ينادى بطرس ويقول له »اتحبني؟» هو سؤال من كلمة واحدة وقال بطرس«نعم يا رب أحبك»ويكررها ويقول له» أنت تعلم يارب أنى أحبك» وهذه هى اللحظة التى تحول فيها بطرس الرسول من الخوف إلى حالة الحب الكامل لأنه نقى قلبه وصار قلبه ممتلئا بمحبة السيد، خطوة النقاء أول خطوة تجعل الإنسان يتحول من حال الخوف إلى حالة الحب الكامل والقيامة هى التى تستطيع أن تصنع هذا كفعل فى حياة الإنسان.
الخطوة الثانية: خطوة الرجاء
والرجاء مرتبط بالايمان، الإنسان الذى يعيش فى الخوف دائمًا لديه أفكار سلبية محبطة وتجعله يصل إلى اليأس أوالانتحار إذا فقد الرجاء، خطوة الرجاء خطوة لازمة لينتقل الإنسان من حال الخوف إلى حالة الحب، مثال على ذلك القديسة مريم المجدلية عمل معها السيد المسيح عملًا عظيما وأخرج منها شياطين وصارت تتبعه وصارت فى حياة القداسة وذهبت إلى القبر وهى مترجية رغم الخوف والدموع ولكن هذا الرجاء القوى الذى دفعها لتذهب إلى القبر وتبحث عن معلمها تغلبت على مخاوفها الداخلية، خطوة الرجاء خطوة لازمة للإنسان الذى يريد أن ينطلق من حالة الخوف إلى حالة الحب لذلك عندما نادى عليها السيد المسيح «يا مريم» كانت النتيجة أن النغم لنداء اسمها عرفها أن هذا هو السيد المسيح ومن دهشتها تريد أن تمسكه ولكن المسيح حب أن يذكرها إن لها دور أن تذهب وتنقل خبر القيامة إلى التلاميذ، أيها الحبيب الذى تعيش فى مخاوف كثيرة يجب أن تحفظ رجاءك فى داخلك، لذلك نقول فى الصلاة «يا رجاء من ليس له رجاء» وأنت يا الله من خلال القيامة حولت الخوف إلى فرح وأمل. 
الخطوة الثالثة: خطوة البناء (العمل)
خطوة الصعود والارتفاع إذا توفر للإنسان نقاء القلب ورجاء العقل تصير يده يدا عاملة تبنى نسمع عن توما الذى شك فى قيامة المسيح ويظهر السيد المسيح ويقول له انظر مكان المسامير والحربة ويصرخ توما «ربى وإلهي» وينتقل من أورشليم ويذهب إلى الهند ليبشر باسم المسيح، إذا امتلك الإنسان نقاء القلب ورجاء فى العقل يستطيع أن يبنى ويحتضن الآخرين وأن ينتقل من حال الخوف إلى حالة الحب الكامل.
القيامة ليست مجرد احتفال وليست حدثا فى التاريخ القيامة حياة، ولنستطيع أن نفرح بالقيامة ادعوكم أن تقرأوا إنجيل معلمنا يوحنا ورسائله الثلاثة وسفر لرؤيا هذه الأسفار الخمسة مجموع أصحاحاتها 50 أصحاح وتتناسب مع فترة الخماسين المقدسة نعيشها ونفرح فيها بالقيامة المجيدة.