با لعقل

مقارنة غير متكافئة

شوقى حامد
شوقى حامد

أحرص على متابعة معظم مباريات الدوريات الأوروبية الأسبانية والإنجليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية بينما أشاهد كل المباريات المحلية.. واضطر أحيانا لعقد المقارنات بين ما يجرى على الأبسطة الخضراء هنا وهناك.. وفى كل مرة أشعر بالإحباط وينتابنى نوع من الاكتئاب وصنوف من اليأس.. فالمقارنة ظالمة لصالح الأوروبيين وقد تصل إلى عدم التكافؤ تماما.. الكرة هناك يلعبونها بالأفهام ونلعبها نحن هنا بالأقدام. يتناقلونها وفقا لتكتيك وتكنيك علمى فكرى وموضوع ومصنوع.. ونطيح نحن بها بعشوائية وارتجالية حسبما تيسر وكيفما يتاح.. المقومات الحديثة من سرعة لدقة لقوة لوعى متوافرة بغزارة عندهم بينما نتابع عندنا رتابة وبلادة وبطئا وضعفا.. نلمح فى كل الفرق نجوما أفذاذا من الطراز النادر أمثال ميسى وبنزيما وهارى كين وصلاح ونيمار ومبابى وليفاندوسكى ومولر ورونالدو وغيرهم بينما تتساوى عندنا القامات وتقترب المسافات ولا نجد ثباتا فى المستويات.. الأنظمة هناك تتمتع بالانضباط وتتحلى بالقدرات واللوائح لديهم راسخة وواضحة وواقعية.. أما قياداتنا الجبلاوية ولوائحنا المحلية فهى مبهمة ومطاطة ومتغيرة للدرجة التى تنتهى فيها بعض المسابقات دون أن يتحدد فيها معالم البطل ويتنازع على قمتها أكثر من فريق كما حدث فى دورى الشباب مؤخرا حيث أعلن كل من الأهلى والزمالك استحقاقهما للبطولة فى ظل خضوع وخنوع من اللجنة إياها.. المسابقات هناك تديرها لجان متخصصة من الأندية المشاركة. أما عندنا فتدار بلا لجنة وبلا رئيس ويتولاها من الباطن رئيس اللجنة ثلاثية التشكيل أحادية القرار وتشكو الأندية من العنت والعسف الواقع عليها دون أن يحفل بهم مسئول أوحتى يسمع شكواهم أحد.. أما الجماهير هناك فلها صوت مسموعا حتى وإن كان وجودها الفعلى حتى الآن ممنوع وكان لها الفضل الأول فى إلغاء التوجهات الانفصالية التى سعى إليها رؤساء بعض الأندية الشهيرة لتوفير الموارد المالية لتتناسب مع حجم الانفاقات الباهظة أعادت الاستقرار للساحة التنافسية.. ترى هل نحلم بأن نحيا حتى نرى ترؤس بعض الغيورين الوطنيين لاتحاد الكرة وإنهاض اللعبة الشعبية الأولى من سباتها الذى طال وتخلفها الذى امتد وانهيارها الذى استفحل. يارب امنحنا العمر!