معان ثورية

جبر الخواطر على الله

محمد الحداد
محمد الحداد

اجبروا الخواطرَ، وشاركوا المشاعرَ، واعلموا أنَّها عبادةً لا ينساها اللهُ القويُّ القاهرُ، وقديماً قالوا: «من سَارَ بينَ النَّاسِ جابرًا للخَواطرِ أدركَه لطف  اللهُ فى جَوفِ المَخاطرِ». 
قبول الاعتذار مِن تطييب الخواطر، وإهداء الهدية مِن تطييب الخواطر، وتعزية أهل الميت مِن تطييب الخواطر، ومواساة المظلوم والمكلوم، والمريض والفقير والمسكين مِن تطييب الخواطر. 
فما أحسن أن نقصد الشراء من بائع متجول فى حر الشمس يضطر للسير على قدميه باحثا عن رزقه مساعدة له وجبرًا لخاطره، وما أروع أن نقبل اعتذار المخطئ بحقنا خصوصًا عندما نعلم أن خطأه غير مقصود. 
وفى هذا الزمان تشتد الحاجة إلى مواساة الناس والتخفيف عنهم وتطييب خاطرهم؛ لأن أصحاب القلوب المنكسرة كثيرون. 
وجبر الخاطر لا يحتاج سوى إلى كلمة من ذكر، أو دعاء، أو موعظة، وربما يحتاج الآخر لمساعدة وابتسامة. 
الله  سُبْحَانَهُ «الذِى يَجْبُرُ الفَقرَ بِالغِنَى، والمَرَضَ بِالصِحَّةِ، والخَيبَةَ والفَشَلَ بالتَّوْفِيقِ والأَمَلِ، والخَوفَ والحزنَ بالأَمنِ والاطمِئنَانِ، فَهُوَ جَبَّارٌ مُتصِفٌ بِكَثْرَةِ جَبْرِهِ حَوَائِجَ الخَلَائِقِ. 
وكان من دعاء النبى صلى الله عليه وسلم فيما روى عن ابن عباس رضى الله عنهما أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يقول بين السجدتين: «اللهم اغفر لى وارحمنى واهدنى واجبرنى وارزقنى. 
اللهم إنك جبرت بخاطر سيدنا محمد  فى «رجب» فغسلت أحزانه بالإسراء والمعراج وجبرت خاطره فى «شعبان» فولَّيته قبلةً يرضاها وأعلنت على الملأ أنك وملائكتك تصلون عليه وأمرتنا بالصلاة والسلام عليه وجبرت خاطره فى «رمضان» فأعطيته النصر والفتح وليلة القدر فبحق هذا كله وببركة وبكرامة سيد الخلق وحبيب الحق عندك أن تجبر بخاطرنا ياجبار الخواطر وأن تتقبل دعاءنا وأن تعطينا سؤلنا فى «رمضان» ونحن بأحسن حال وأن تدخلنا الجنة برحمتك بصحبة نبينا وحبيبنا محمد  يا رب ونحن فى شهر «رمضان» ادخل علينا الفرح والسرور على كل بيت من بيوتنا وفك كرب أهلنا وفرج همهم ويسّر أمورهم واشفى مرضاهم وارحم ميتهم...