المسجد أو الجامع هو دار العبادة الذي يقصده المسلمون للعبادة، حيث يقوم فيه المسلمون بصلاة فروضهم الخمس يوميا.
وسمي بالمسجد لأنه المكان الوحيد المقدس الذي يسجد فيه الناس لربهم، وكلما زادت مساحة المسجد أطلق عليه اسم «جامع» لأنه يجمع الناس للصلاة فيه، لذلك يقول الفقهاء بأن يعتبر كل «جامع» مسجد، وليس كل مسجد «جامع».
وخلال شهر رمضان المبارك، سنقدم أبرز الجوامع التاريخية المتواجدة في العالم أجمع، وفي هذا الإطار نقدم قصة بناء أول مسجد في الإسلام ويسمي بمسجد قباء.
قصة بناء المسجد تعود عندما هاجر الرسول محمد – صلى الله علية وسلم – إلى المدينة المنورة ، بعدما تعرض للإذي من قبيلته بمكة ، حيث كانت أول بقعة جلس بها الرسول كانت في قباء ، فاختير هذا الموقع ليتم بناء مسجد قباء به ، وسبب استقرار الرسول بهذه البقعة وجود بئر كان يرتوي منه ، والبئر كان يسمى ببئر الصحابي « الجليل أبي أيوب الأنصاري».
وضع رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أول حجر في قبلته، ثمّ جاء أبو بكرٍالصدّيق -رضي الله عنه- ووضع حجراً آخر، ثمّ فعل عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- كما فعل أبو بكر، فشرع النّاس بعدهم في البناء والفرحة تغمرهم حتى أكملوا المسجد.
اقرأ ايضا||«الجامع القديم» بصنعاء أول مسجد بني في اليمن
ويقع مسجد قباء في جنوب المدينة المنورة ، وهو يبعد عن المسجد النبوي نحو 4 كيلو متر تقريبا، ويعد من أكبر المساجد في المدينة المنورة في وقتنا الحالي ، حيث أن المسلمون اهتموا بمسجد قباء خلال العصور فجدده عثمان بن عفان - رضي الله عنه - ثم عمر بن عبد العزيز الذي جعل له رحبة وأروقة ، وقام « عمر بن عبد العزيز ببناء أول مأذنه بالمسجد سنة 435هـ .
وفي سنة 555هـ جدده جمال الدين الأصفهاني وجدده أيضاً بعض الأعيان والمحسنين حتى عام 881 هجريا، وفي عهد الدولة العثمانية جُدد مسجد قباء عدة مرات آخرها كان في عهد السلطان عبد المجيد.
لقي مسجد قباء عناية كبيرة تم تجديده وترميمه من الجهة الشمالية وذلك في عام 1388هـ ، وفي عام 1405هـ أمر خادم الحرمين الشريفين الملك «فهد بن عبد العزيز آل سعود» - رحمه الله - بإعادة بنائه ومضاعفة مساحته عدة أضعاف مع المحافظة على معالمه التراثية بدقة فهُدم المبنى القديم وضُمت قطع من الأراضي المجاورة من جهاته الأربع إلى المبنى الجديد وامتدت التوسعة وأعيد بناؤه بالتصميم القديم نفسه وجعل له أربع مآذن عوضاً عن مئذنته الوحيدة القديمة كل مئذنة في جهة ويصل ارتفاعها حوالي 47 متراً .
وبُني المسجد على شكل رواق جنوبي وآخر شمالي تفصل بينهما ساحة مكشوفة ويتصل الرواقان شرقاً وغرباً برواقين طويلين ، ويتألف سطحه من مجموعة من القباب المتصلة منها 6 قباب.
وبلغت مساحة المصلى وحده 5035 متراً مربعاً ، وبلغت المساحة التي يشغلها مبنى المسجد مع مرافق الخدمة التابعة له 13500 متر مربع في حين كانت مساحته قبل هذه التوسعة 1600 متر مربع فقط ، كما ألحق بالمسجد مكتبة ومنطقة تسويق لخدمة الزائرين .
اقرأ ايضا||المسجد العمري الكبير.. أقدم دار عبادة في لبنان| صور
