الحزن والصمت، التفكير والصمت ثم الدعاء لاعلاء كلمة الحق، نعم الدعاء بصدق الروح والقلب، بالرحمة والمغفرة لإنسان كان صادق النية، ضاع حقه، وضاع مستقبله، وضاع تاريخه المشرف، لا لشىء إلا أنه كان حسن النية فيما فعل، هذا الإنسان أساء إليه ما يسمى الآن فنان.
أما الإنسان فهو الطيار الراحل أشرف أبواليسر، والذى مات كمدا وحزنا وألما، على ما آلت إليه رحلته المتميزة فى عالم الطيران، هذا الرجل له من اسمه نصيب «أشرف» ويأتى من الشرف، اليسر من التيسير بعد العسر، ماذا فعل فى دنياه حتى يرضى عنه الله، ويرحل قبل أن يحصل على حقه ممن ظلمه وتسبب فى ضياع كل شيء منه، إلا أنه تحلى بالصبر، فجزاه الله ثواب الصابرين.
يقولون إن أقدارنا كظلالنا تتبعنا من لحظة الميلاد وحتى صمت القبور وهذا الطيار الذى رحل حاملا معه دعوات الملايين تلك الأيام المباركة فهنيئا لك أيها الرجل الطيب، والذى هداك الله الصبر على الابتلاء، وعندما جاء حقك بالتعويض من محكمة الدنيا فما كان ربك نسيا فاعطاك اكثر من حقك، رحمك الله رحمة واسعة أيها الطيار أشرف أبواليسر، فبرحيلك حصلت على الجائزة الكبري، رحمة الله ورضوانه دعوات الملايين من القلوب الصادقة.