المسجد أو الجامع هو دار العبادة الذي يقصده المسلمون للعبادة، حيث يقوم فيه المسلمون بصلاة فروضهم الخمس يوميا.
وسمي بالمسجد لأنه المكان الوحيد المقدس الذي يسجد فيه فئة الناس لربهم، وكلما زادت مساحة المسجد اطلق عليه اسم «جامع» لأنه يجمع الناس للصلاة فيه، لذلك يقول الفقهاء بأن يعتبر كل «جامع» مسجد، وليس كل مسجد «جامع».
وخلال شهر رمضان المبارك، سنقدم أبرز الجوامع التاريخية المتواجدة في العالم أجمع ، و في هذا الإطار نقدم قصة مسجد « القبلتين » المتواجد بالمدينة المنورة وسبب تسميته بهذا الأسم.
بني مسجد «القبلتين» في العام الثاني للهجرة النبوية على يد بنو سواد بن غنم بن كعب في عهد رسول الله محمد – صلى الله علية وسلم – ولهذا المسجد مكانه كبيرة عند المسلمين ، فهو من أبرز وأهم المساجد التاريخية الموجوده في المدينة المنورة ، ويعد من أبرز المعالم الإسلامية حول العالم.
ويرجع تسميته بمسجد القبلتين بارتباطه بحدث مهم ، ففي يوم ١٥ من شعبان كان رسول الله يزور أم بشر من بني سلمة معزيا ، وعند صلاة الظهر نهض رسول الله يصلي وبعد أن أتم ركعتين نزل عليه الوحي يخبره بأن القبلة تم تحويلها من بيت المقدس إلى الكعبة المشرفة وذلك في الآية الكريمة : «قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره».
ومنذ ذلك الحدث سمي المسجد بهذا الاسم ، ويحظى مسجد « القبلتين» بالكثير من الاهتمام من قبل السلطات السعودية ، وذلك لأهميته التاريخية والدينية ، فهو يعد من أهم الشواهد للسيرة النبوية في المدينة المنورة.
وقديما كان يبلغ مساحة المسجد حوالي ٤٢٥ متراً مربعاً، وفي عهد الخليفة عمر بن عبد العزيز تم تجديد المسجد ، ثم بعد ذلك جدده الشجاعيّ شاهين الجماليّ في عام 893 هـ، وتم تحدده مره اخرى على يد سليمان السلطان العثماني في عام 950 للهجرة.
وقامت المملكة العربية السعودية بعمل تجديدات وتوسعات ليستقبل المسجد اكبر عدد من الزوار والمصليين ، حيث قامت ببناء قاعة جديدة كاملة للصلاة وفيها مكان مخصص للنساء للصلاة.
وكذلك قامت بإنشاء صالة كبيرة للوضوء، وقد قامت أيضاً بصبغ حجارة المسجد باللون الأبيض، والعديد من التجديدات الأخرى سواء في الإنارة أو في أعمال الزخرفة أو في السجاد أو التكييف والتدفئة.
ويقع مسجد القبلتين على بعد 4 كيلو متر من المسجد النبوي المتواجد في منطقة بني سَلِمَهْ على هضاب حرة الوبرة في الطريق الشمالي الغربي للمدينة المنورة، وتحديداً على طريق خالد بن الوليد ، ويتميز المسجد بلونه الابيض الناصع.
