قطار ٩٥١ المتجه إلى بورسعيد آخر العابرين لمنطقة الحادث

قطار الحياة.. دقائق فاصلة بين الحياة والموت

حادث قطار طوخ
حادث قطار طوخ

دقائق معدودة كانت الفاصل بين الحياة والموت، قطار الحياة انطلق بسرعة يحتضن داخل عرباته قصص العديد من الركاب، منهم المتوجه إلى عمله أو العائد إلى أسرته، المريض الذى يحلم بالعلاج فى مستشفى بعيد، الطبيب والمستشار والضابط والفلاح والعامل الذين يذهبون إلى وظائفهم وأعمالهم، الطلاب إلى جامعاتهم ومدارسهم، وغيرها من القصص الكثيرة التى يحملها قطار الحياة، آملين فى أن يصل إلى محطة، إلا أن القدر قد يغير المواعيد ويتوقف الزمن ويغير المحطة النهائية، لتكون فى مستشفى أو داخل غرفة عمليات.

ففى صباح مشمس طبيعي أمس، انطلق الركاب بقصصهم من محطة القاهرة، وفى الساعة 12 ظهراً توقف قطار 951 المميز على رصيف المحطة وبدأ المواطنون فى الصعود إلى عرباته للذهاب إلى بورسعيد، انطلق القطار فى طريقه بشكل طبيعي، عابراً منطقة سندنهور وكفر الحصة وطوخ، ولم يعلم الركاب أنهم اخر قطار يمر من هنا، الساعة 1.20 ظهراً، تحرك قطار 949 من على أرصفة المحطة مثله مثل نظرائه من القطارات، على متنه الركاب المتجهون إلى المنصورة فى رحلته اليومية، وفى الساعة 2 ظهراً، شعر الركاب باهتزاز شديد فى العربات، الأم احتضنت صغيرها، وآخر ينطق الشهادة وآخر يجلس متمسكاً فى الكرسي، وفى ثوان معدودة، توقف الزمن بالقطار ووصل إلى محطة ليست هى المكتوبة على جداول التشغيل، لتخرج 4 عربات عن القضبان أمام قرية سندنهور، وينقلب عدد منها، ويسقط عدد من المصابين والوفيات، بعضهم كانت محطته الأخيرة فى مستشفيات محافظة القليوبية، وآخرون كانت محطتهم النهائية لقاء ربه وتوقف به قطار الحياة إلى الأبد.

جانب آخر من قصة ركاب قطار 951 الذى وصل الى بورسعيد فى الساعة الرابعة والنصف، يصدمون أنهم كانوا على بعد خطوات من نفس المصير، وأن المنطقة المنكوبة عبروا منها قبل وقت قليل من وقوع الحادث.