«من هنا مرت السيدة مريم».. «بئر العين» مقصد الباحثات عن الإنجاب

بئر العين
بئر العين

هنا يقع بئر العين، فى جنوب صحراء حاجر دنفيق بنقادة غربى دير الأنبا بسنتاؤس أسقف قفط وهو أقدم دير كما يعرف فى برية الأساس، والذي ما زال رغم جفافه ، مقصدا للباحثات عن الإنجاب من المسلمات والمسيحيات وإزالة النكد والأمراض، وسط اقاويل تشير إلى كرامات خارقة واساطير حول مرور السيدة مريم من هنا .

ينسب البئر لأحد الرهبان المسحيين الذى تفجر له حسب أحد الكرامات التى تروى، ودارت حوله العديد من الروايات  و الخرافات منها أن أسفله رمال "متحركة ناعمة " تبتلع كل ما يقع داخله حيث ﻛﺎن اﻟﻨﺎس إذا أرادوا أن ﻳﺪﻋﻮا ﺑﺎﻟﻬﻼك على ﺷﺨﺺ ﻣﺎ، ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻘﻮﻟﻮن ﻟﻪ: "ﻳﺎ رب ﺗﻘﻊ  فى بير العين".

بئر العين الذي جفت المياه فيه، ما زالت السيدات يعتقدن بأنه له قدرة سحرية على الإنجاب،  فبعد زيارته والتبرك به، تحمل السيدات على حد أقاويل يتداولها أهالي المنطقة حتى الآن،  بعدما تاورثت هذه الأقاويل منذ الأجداد.

لم تقتصر الأقاويل والأساطير حول البئر وقدرته على تعافي السيدات وقدرتهن على الإنجاب بعد حرمان يمتد لسنوات،  بل وصلت الاقاويل حول مزاعم البعض بمرور السيدة مريم، حيث ذكرت بعض المراجع أن البئر مرت بها السيدة مريم ووضعت سيدنا عيسى عليه السلام أسفل نخله بجوار البئر، ورواية أخرى للمؤرخ ابن صليب يشير فيها إلى أن السيدة مريم مرت بجوار البئر وكان معها يوسف النجار.

البعض تداول رواية عن مولد السيد المسيح عند نخله بجوار العين، لكنها حكاية لا تعقل وفقا لما اشار به احمد الدعباسي، باحث أثري، حيث قال الحق تبارك وتعالى فى كتابه الكريم"وَاذكُرْ فيِ الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أهْلِهَا مَكَانًا شرَقِيا.. سورة مريم – الآية 16" فإذا افترضنا أن قوم السيدة مريم كانوا يعيشون بصعيد مصر على ضفاف النيل، فإننا سنجد أن بئر العين تقع في أقصى الضفة الغربية لنهر النيل، ولم يكن في مصر حياة إلا على جانبي ضفتي نهر النيل، والآية الشريفة تشير إلى أن السيدة مريم عليها السلام اتجهت جهة الشرق، وموقع بئر العين على خلاف ذلك فهو في أقصى الغرب، كما أنه المتواتر أن مولد المسيح عليه السلام كان بفلسطين وليس فى مصر، وكذلك من المعروف أن السيد المسيح وأمه لم يتجاوزا أسيوط جنوباً في رحلتهم إلى صعيد مصر.

ففي مشهد يؤرخ إلى الاعتقادات السائدة عند البعض من السيدات اللاتي يتخذن شتى الطرق للعلاج سواء الذهاب إلى أطباء أو الذهاب إلى مشايخ وقمامصة، أو التبرك بالمقامات والآبار و " شق الكوبري أو خضة القبر"، وغيرها تذهب سيدات يعانين من عدم الإنجاب إلى بئر العين في صحراء نقادة للتبرك به،  إذ تذهبن إليه السيدات على استحياء يمارسن طقوس هناك كعادات توارثتها الاجيال في محاولة للتخلص من العقم والنكد.

يقول محمود علي، أحد أهالي المنطقة،  إنه منذ سنوات طوال، تأتي السيدات مسلمات ومسيحيات إلى بئر العين للتبرك به ، لاعتقادهن بقدرة بركته على إزالة الأمراض والنكد والإنجاب، لافتا أن البئر كانت تتدفق فيه المياه إلا أنه في الفترة الأخيرة جفت المياه وبالرغم من ذلك فإن السيدات ما زلن يأتين إلى البئر لممارسة عادات اعتقادية تتعلق بالانجاب.

ويوضح محمد سيد، طالب أزهري،  أن هذه خرافات وأساطير يؤمن بها البعض وينكرها البعض، إلا أن البعض ما زال يمارس هذه العادات التي ليست من الدين في شىء.

بشرى فرح، باحث أثري ، يشير إلى أن تاريخ البئر يرجع للقرن اﻟﺴﺎدس الميلادى ﰲ ﻋﻬﺪ اﻷﻧﺒﺎ "ﺑﺴﻨﺘﺎؤس أب ﺑﺮﻳﺔ"، ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ ﺻﺤﺮاء ﺧﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ المياه وﺗﻔﺠﺮت العين لأﺣﺪ اﻟﺮﻫﺒﺎن اﻟﺬي ﻫﺮب ﻣﻦ ﺑﻄﺶ اﻟﺮوﻣﺎن، ليشرب وﻳﻌﻴﺶ فى هذه المنطقة القريبة من دير مارجرجس.

قاطرة النهضة فى الريف| بعمق ٩٠٠ متر تدفق مياه البئر العميقة بواحة سيوة