دماء على الكتب.. روايات الناجين من مجزرة إسرائيل في «بحر البقر»

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

يبدو أن مدرسة بحر البقر أخذت نصيبًا من اسمها فغرقت في بحر من دماء الأطفال الأبرياء حين ارتكبت إسرائيل جريمة ليست ضد الأطفال فقط بل ضد الإنسانية بأكملها في يوم 8 أبريل 1970.

استخدمت طائرات الفانتوم الأمريكية في ضرب مدرسة ابتدائية مشتركة بمحافظة الشرقية, واستشهد العديد من التلاميذ وأصيب عشرات آخرين كما أصيب العديد من المدنيين أيضا.

اقرأ أيضا| هنا مدرسة بحر البقر.. ذكرى «ندالة وغدر» إسرائيل ضد الأطفال

 وانفرد مندوب أخبار اليوم بمعرفة تفاصيل غارة بحر البقر،  ونشر على صفحات الجريدة بتاريخ ٩ أبريل ١٩٧٠، مؤكدا أن هذه الغارة تزامنت مع احتفال محافظة الشرقية بوضع أساس أول كلية في جامعة الزقازيق.

 

وكانت مدينة الشرقية تشهد يوما طبيعيا لا شيء فيه غير الاحتفالية، فالفلاحون يزرعون في الحقول والأطفال فى المدرسة الوحيدة في المنطقة وهي "مدرسة مشروع بحر البقر" تبعد عن الزقازيق بثمانين كيلو مترا, والمدرسة بها فصول لثلاث سنوات فقط لأنها حديثة الإنشاء بنيت بجهود ذاتية للأهالي وتضم أكثر من 139 طالبا وأعمارهم ما بين السادسة والعشر سنوات لم يحضر في يوم 8 أبريل 1970 غير 89 طالبا فقط.

 

وفي تمام الساعة العاشرة صباحا أصيبت المدرسة بغارة من القوات الإسرائيلية, كما دمرت الصواريخ 10 منازل دفعة واحدة وتصدعت 5 منازل أخرى، وبمجرد سماع الضجة التي حدث من إثر الغارة، فاعتذر جميع المسئولين الذين كانوا يفتتحوا أول كلية في جامعة الزقازيق عن انتهاء بالاحتفال وانطلقوا إلى مكان الغارة.

وسارع أهالي الحسينية لإنقاذ الاطفال بمجرد سماعهم دوي الغارة على المدرسة فكانت ملحمة تاريخية من يسرع لحمل الأطفال المصابين ومن يسرع بالتبرع بالدم ومن يسرع لجلب المؤن والمستلزمات الطبية.

كما قامت سيارات الإسعاف بنقل المصابين ومحاولة إنقاذهم ونقل الموت، وفي الساعة السادسة مساءً كانت الشرقية اكتظت بالوزراء والمراسلين الأجانب حيث أبدى الصحفيون الأجانب استنكارهم لهذه الحادثة البشعة وقرر وزير الشؤون الاجتماعية صرف إعانات لأسر الضحايا 10 جنيهات لكل مصاب و100 جنيه للشهيد.

والتقى مندوب جريدة أخبار اليوم ببعض المصابين ليرووا ما حدث, فقال الطفل حسن محمد غريب بالصف الثاني الابتدائي: "كنت أتلو الدرس وفجأة أحسست إننا في ظلام ولم أعد أرى شيئا وضاع الكتاب منى".

أما مفيدة رضوان - ربة منزل فتقول: "إنها كانت تجهز الطعام لأسرتها ولم تشعر بشي إلا أن البيت سقط فوق رأسها فحاولت انتزاع جسدها من الأنقاض حتى استطعت وانطلقت على المدرسة تبحث عن طفلها حتى وجدته.

يقول المهندس عاطف خضر أحد سكان القرية وشاهد عيان لما حدث: "لم يكن شيئا متوقعا قبل حدوث الغارة, حدثت فجأة, عدوان همجي على الأبرياء, فاستشهاد 31 طالبا من بينهم مدني واحد, وأصيب 46 منهم 36 طالبا والباقي من المدنيين".

استنكرت جميع الإذاعات العربية هذا العدوان فمن مبادئ الحرب الشريفة عدم قتل الأبرياء. 

 

 المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم