كلام فى السينما

لغز «مانك»

هويدا حمدى
هويدا حمدى

 بين ألغاز هذا العام يبدو فيلم «Mank» لديفيد فينشر أقواها.. يستحوذ دائما فى كل سباق على نصيب الأسد من الترشيحات لكن فى النهاية يخرج خالى الوفاض أو بجائزة أو اثنتين فقط ليثير الدهشة.. فما هو السر خلف تلك الترشيحات العبثية والتى تفضى للاشيء؟!.. هل انحياز لموضوع الفيلم الهوليودى، فربما يثير نوستالجيا لدى المحكمين حيث تدور الأحداث في فترة الثلاثينات الذهبية.. والإعداد لـ «المواطن كين» الذى أختير كأفضل فيلم فى التاريخ؟!
 يكشف «مانك» خفايا الصراع بين هيرمان مانكيوز وأورسون ويلز على نسب الفيلم بعد إصرار مانك على كتابة اسمه ككاتب وحيد للسيناريو ورفض ويلز، وأدى ذلك الصراع لعدم حضور كليهما حفل الأوسكار فى بداية الأربعينات لتسلم الجوائز؟! الفيلم يفضح أورسون ويلز ويتهمه بالسرقة والاحتيال مدعيا أنه لم يكتب مشهدا فى «المواطن كين» لكنه رفض الاعتراف بذلك، وبحبكة درامية محكمة انحاز فينشر لمانك الذى صوره كسولا خمولا مخمورا طول الوقت لكنه أبدع وحده فى كتابة «المواطن كين»، ولم يمنح فينشر ويلز سوى بضع دقائق للظهور ليمنح مانك الحق والسيطرة كاملين، مستغلا أداء جارى أولدمان الرائع، لكن ذلك ضاعف من الإحساس بالملل مع سيناريو طويل ممل أصلا.
 بكل المقاييس «مانك» ليس الأفضل هذا العام الذى أثرت الظروف على مستوى أفلامه.. الفيلم ثقيل، إيقاعه رتيب، ورغم إمكانات هائلة إنتاجا وإخراجا وتمثيلا خاصة للمخضرم جارى أولدمان، إلا أنه يفشل فى الاحتفاظ بانتباهك رغم أداء أولدمان المبهر حقا والذى استحوذ على الفيلم الطويل جدا فلم تكن هناك مشاهد بدونه تقريبا.. وقد يكون أولدمان هو السر لانبهار البعض بالفيلم وهو رهان فينشر، لكنه كعادته يخسر الرهان.. ورغم أن أولدمان هو أفضل عناصر الفيلم إلا أنه خرج بلا جوائز فى معظم السباقات، آخرها أول أمس فى جوائز «SAG» رابطة الممثلين الأمريكيين، ذهبت الجائزة لشادويك بوزمان الذى استحوذ على أفضل ممثل خلال موسم الجوائز الأمريكية وقد يتوج بالأوسكار فى ٢٥ الشهر الحالى.. فعند لحظة الاختيار لا يبقى الانبهار بمانك وتذهب الجوائز لأفلام أخرى، لتتلاشى ضجة غير مستحقة للفيلم الأكثر ترشيحا هذا العام.