قاتل وداد حمدي.. حاول ذبح يسرا وأحمد زكي وفشل

وداد حمدي - أرشيف أخبار اليوم
وداد حمدي - أرشيف أخبار اليوم

في سنة 1942 كان المخرج فؤاد الجزايرلي يصور مشاهد خارج الاستديو فقدمت إليه فتاة وطلبت العمل معه فسألها هل تعرفين السباحة؟.. فأجابت: نعم دون أن تفكر.

 

أمرها المخرج بارتداء ملابس السباحة والوقوف مع زملائها الكومبارس وبدأ التصوير فألقوا جميعهم بأنفسهم في حمام السباحة ومن بينهم الفتاة الجديدة التي قفزت قفزة رائعة وتم تصوير المشهد وخرج الجميع من حمام السباحة إلا هذه الفتاة الجديدة كانت تغرق فأنقذها مساعد المخرج، والحقيقة أنها لم تعرف السباحة لكنها كذبت من أجل الفن.

 

هذه الفتاة هي دواد محمد عيسوي الشهيرة بـ"وداد حمدي"، مواليد 16 ديسمبر 1929 بكفر الشيخ؛ حيث حصلت على الابتدائية ثم انتقلت إلى القاهرة بحثا عن عمل لتحمل المسئولية مع أسرتها وتعرفت على عبدالحميد توفيق في معهد الموسيقى بحكم ترددها على المعهد.

 

اقرأ أيضًا| نجا بمعجزة.. سر الرجل الذي انفجرت بجواره القنبلة الذرية

 

وجد توفيق أن صوتها جميل لحن لها أغنيتنا الأولى "لما افتكرت ليالي زمان" والثانية "محلاها الدنيا في عيني"، وشاركه زكي طلميات أوبريت "شهرزاد"، وبعد عودتها من الشام والعراق شاركت في الأعمال عديدة فمثلت أكثر من دور كعاملة في المصنع والطالبة وراقصة إلا أنها انحصرت في دور الخادمة, كان 20 قرشا هو أول أجر له في عام 1942 حتى وصل أجرها في عام 1952 إلى 200 جنيه.

 

وداد الإنسانة

 

اشتهرت وداد حمدي بدور الخادمة في السينما المصرية, وكانت إنسانيتها هي ما يتغلب عليها فوصلت رسالة لها من معجبة بالابتدائية  تقول لها: "يا ماما وداد نفسي ألبس انسيال دهب مثل زميلاتي.. أرجو أن تهديه لي".

 

تحركت دموع وداد الأم التي لم تنجب وأسرعت إلى محل صاغة وأرسلت الهدية للطفلة وكانت من أسعد لحظاتها بعد وقفها أمام الكعبة، كما فتحت مشروع لتصفيف شعر وأطلقت عليه "مولان روج" ودفعت كل ما تملك في هذا المحل وقسطت الباقي وكل هذا من أجل مساعدة صدقها المصفف "جيمي" وخروجه من أزمته.

 

وكانت تعشق أم كلثوم وعبدالحليم, وتهوى قراءة الروايات البوليسية وتعشق الممثل الأمريكي جريجورى بيك وكانت تضحك من قلبها  على "الكسار وعادل إمام بينما كان يبكها عبدالمنعم إبراهيم ودموع الرجال".

 

وقد جعل عشقها للفن ترضى بدور الخادمة الذي اتقنته وكما تسبب هذا العشق نفسه مقتلها على يد "رجيسير" كان يعاني من أزمة مالية وكان مدين بمبلغ 12 ألف جنيه منها 3 آلاف جنيه للفنان أحمد رمزي فقرر الرجيسير قتل الفنانة يسرا لكن رفضت استقباله ثم ذهب إلى أحمد زكي لقتله لكن لم يجده فقرر قتل وداد حمدي لأنه يعلم أنها تملك درجة عالية من الإنسانية.

 

كانت وداد تعطف على الجميع, ولعل آخر مرة التقى القاتل بوداد حمدي قبل موتها بـ6 أشهر لإعداد فيلم ملوخية بالأرانب لكنه لم يكتمل, وماتت الفنانة وداد حمدي بعد طعنه لها بالسكين يوم 26 مارس 1994.

 

 ورحلت وداد حمدي بعد مشوارها الفني الذي تضمن أكثر من 700 فيلم و100 مسرحية و100 مسلسل تليفزيوني.


المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم