بدون إزعاج

    مصطفى عدلى
مصطفى عدلى

صوتها كان يبعث حواديتها، يعلمنا القيم، الأخلاق، الفضائل، ويغرس فى عقولنا السلوكيات الطيبة، بين حلقات رحلتها حول العالم «غنوة وحكاية» خطفت أذهاننا، عقولنا، أجيال متعاقبة كانت محظوظة بصوتها وتجربتها، سنوات طوال كانت هى المعلم الحقيقى، غابت أبلة فضيلة بكل فضائلها وغابت حلقاتها عندما رحلت بروحها وجسدها لتحل علينا لعنة أبلة فى الألفية الجديدة لم يعرفها مجتمعنا من قبل، حواديتها هادمة للقيم، كلماتها خادشة للطفولة، شهرتها تعتمد على إيحاءات جنسية رخيصة لضيوفها، ليبتسم المتلقى ويصفق الجمهور، ثلاثون عاما بين أبلة فضيلة بقيمتها ومضمونها الراقى الذى يتناسب مع كلمة «أبلة» التى تشير للمعلمة التى تمنحك المعرفة والدرس والعلم، وبين «أبلة» فاهيتا التى تسقط بين محتوى حلقاتها التليفزيونية قيم طفولتنا وأخلاق أجيالنا بدروس فى «التفاهة»، بحلقات هدفها الأول والأخير هو التريند ولو كان على حساب حق الكلمة وقيمتها، شاشتها مجرد وسيلة لتقديم مضمون مهلهل يستمد قوته من كلماتها الخادشة، تبدع بدروس فى العبارات الخارجة، والسلوك المتدنى فى الحوار، أمد الله فى عمر معلمة الأجيال الحقيقية «أبلة فضيلة» ولا سامح الله «فاهيتا» التى أستحى أن أمنحها لقب «أبلة» لأنها مسئولية.. عذرا هذا واقع إعلامنا المؤلم بين أعوام «أبلة» فضيلة وسنوات «الست» فاهيتا.