فى عيد الأمهات المثاليات.. الرئيس يُوصى بـ«هن» خيراً

فاطمة: اشتغلت فى المعمار وشيلت رمل وزلط علشان أربى عيالى.. ووفاء الأم الشقيانة رمز للعطاء

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

كتبت :أسماء السروجي 

المرأة (أمّ) وأخت وحبيبة وصديقة ورفيقة درب وزميلة بالعمل، موظفة وعاملة ومناضلة وكاتبة ومبدعة ومفكِّرة، عنوان لكل شيء جميل في حياة الرجل والأسرة والمجتمعات أجمع، المرأة الأم، هي التي تخيطُ سنينَ العمرِ بعطرٍ لتتنشّقَ الأيامُ رائحةَ الأنوثة، وهي التي تمسحُ عن آهاتها عرقَ الاستسلام ليرفلَ الأملُ في ثوبِ النجاة، وهي التي تلدُ الحب بمخاض الشّوق وتسمّيه بأسماء الورود ليؤمن بالقيامة، وهي دمعةُ كِبَرٍ لا تلمحها إلا حُبَيبات النّدى فتسرقُ منها «لألأةَ النَور»، إذ بـ«الأخبار المسائى» ترصد قصص كفاح لأمهات استحقين نيل لقب الأم المثالية، وتكريمهن من قبل الدولة.


قالت فاطمة سيد أحمد الورواري، الحاصلة على لقب الأم المثالية على محافظة الإسماعيلية، وعلى مستوى الجمهورية، إن الله أكرمها بمنحها لقب الأم المثالية، تكليلاً لجهودها ورحلة كفاحها منذ طفولتها.
وأضافت السيدة التى تبلغ من العمر 62 عاما، وتعيش بالتل الكبير بمحافظة الإسماعيلية، أن لديها ابنتين، الأولى حاصلة على معهد حاسب آلي، والثانية حاصلة على كلية دراسات إسلامية قسم أصول دين.
وأشارت إلى أنها طلقت منذ أن كان عمرها 22 عاما، مشيرة إلى أنها طلقت من زوجها مرتين.

وتابعت فاطمة، أنها فضلت العمل خارج الحكومة، مشيرة إلى أنها عملت في معمار المبانى والمحارة، و«كانت تهز الزلط من الجبال وتحمله على عربيات كبيرة»، قائلة: «اشتغلت وأنا في ابتدائي ومحرت واشتغلت على السقالة، واشتغلت على عربيات نصف نقل، ولم أتوقف يوماً واحداً عن العمل، ووزعت منتجات الألبان على محافظات السويس والإسماعيلية والشرقية».

وأوضحت: «لم أنظر إلى عمل السيدات وكان بالنسبالي شغل ضعيف وأجره ضعيف»، مشيرة إلى أنها كانت تحقق من شغل المعمار دخلاً جيداً جداً، «والدي كان شغالاً في البناء وتزوجت منذ أن كان عمري 20 سنة، وساعدت والدى منذ أن كنت في الابتدائية».

وتضيف : عملت بالمعمار والتصوير وأشارت إلى أنها عملت لحساب نفسها منذ أن كانت في الصف الثالث الإعدادي، إلى جانب تعليمها، موضحة أنها كانت تهوى التصوير الفوتوغرافي والفيديو، وفي الثانوية العامة توفى لها أخوان، مما تسبب في رسوبها في ذلك العام، ثم تزوجت في عامها العشرين.

وأشارت إلى أنها بعد عام من إنجابها بنتها الأولى التحقت بالمعهد العالي للخدمة الاجتماعية، ولم يحالفها الحظ وطلقت من زوجها، وعندما كبرت ابنتها التحقت بمعهد الحاسب الآلي، قائلة: «كان نفسى أدخل كلية إعلام قسم صحافة أو حقوق، والتحقت بالفعل بكلية الحقوق لحل مشكلاتى ومشكلة قرية الزهراء التي تقطنها».

وعن عملها أوضحت، قائلا : «كنت باخد الشقق من أساسها، وكنت بحب الشغل علشان أعرف الدنيا كلها إن الست تقدر تشتغل أي شغلانة، وعملت بالتصوير الفوتوغرافى وفتحت أستوديو تصوير، وكان إيراد الاستوديو 300 جنيه يومياً».

وأوضحت أن القرية سميت زهراء على اسم ابنتها الصغرى لأنها تبرعت بـ4 أفدنة للمنفعة العامة ومصنع تدوير القمامة، خصص منها مدرسة مجتمعية، مشيرة إلى أن المحافظ كرمها وسمى القرية الزهراء، لأن اسمها فاطمة الزهراء، وابنتها الزهراء، وسميت العزبة باسمها واسم ابنتها، وأعطوها لقب العمدة، ولقبت بالقائد العرفي، ومحت أمية 300 شخص، وعينت بالحكومة وهي في سن كبيرة، وأصبحت على المعاش منذ عامين.

كما فازت وفاء عبدالحافظ عبدالمطلب، بلقب الأم المثالية بالمركز الأول بمحافظة الوادى الجديد وهى من مواليد 26 يناير 1961، وتبلغ من العمر 60 عاماً، وتعيش في منطقة « القلقان» بمدينة الخارجة في محافظة الوادي الجديد، ولديها 3 أبناء كلهم يعملون في وظائف حكومية وحاصلين على مؤهلات عليا.

تقول وفاء، إن زوجها «عبدالوهاب عبدالحميد محمد»، كان يعمل مهندساً مدنياً حراً، في مجال المقاولات وتوفي في مايو عام 1995، بعد رحلة مرض مع الكبد، تاركاً خلفه 3 أطفال أكبرهم «حنان» كانت تبلغ من العمر 10 سنوات.

أضافت وفاء، أنها حاصلة على دبلوم معلمين وكانت لا تعمل ولم تخرج لمجال العمل خلال فترة حياة زوجها لما كان يقدمه لأسرته من جميع وسائل الراحة ومستوى معيشى جيد، إلا أنها اضطرت للخروج للعمل قائلة: لكي أنفق على الأطفال عقب وفاته مباشرة كنت أعمل في مجال التعليم لكننى كنت إجازة بدون راتب طوال فترة حياة زوجي.

وأشارت وفاء، إلى رفضها الزواج عقب وفاة زوجها وفضلت تربية أبنائها الثلاثة متحملة ظروف الحياة ومتكبدة عناء المعيشة مع 3 أطفال في سن صغيرة، وبالفعل نجحت في تربيتهم جميعاً، حيث إن ابنتى الأولى هى «حنان» حصلت على بكالوريوس تجارة خارجية جامعة حلوان عام 2005، وتعمل حالياً موظفة في بنك مصر، بينما شقيقها الأوسط «محمد» وحصل على بكالوريوس تجارة جامعة أسيوط عام 2010، ويعمل حالياً موظفاً بالديوان العام للمحافظة، فيما حصل الابن الأصغر على بكالوريوس طب بشري عام 2018، ويعمل طبيباً حالياً بمستشفى الخارجة العام.

أوضحت وفاء، أنها تظل تكافح مع أبنائها الثلاثة لحين خروجها للمعاش وكانت آخر وظيفة لها هي مدرسة تربية دينية ونشاط بمدرسة أنور البارودي بمدينة الخارجة، مؤكدة أنها كانت حريصة على استكمال تعليمهم الجامعي وإيجاد فرص عمل لهم لائقة، كما نجحت في مساعدة وتجهيز ابنتي الكبرى وشقيقها الأصغر محمد، على الزواج، ولدى أحفاد حالياً.

وقالت هناء فوزي، الأم المثالية الأولى على محافظة الأقصر، إن عمرها 60 عاما وتوفى زوجها منذ 32 سنة، وبعد وفاته تحملت مسؤولية تربية أولادها «ترك لي طفلين الأولى ريتا مبارك 6 سنوات، وتعمل حالياً دكتورة تحاليل، وريمون 3 سنوات ويعمل طبيب نساء وتوليد».
وأضافت، أن الظروف اضطرتني أن أحصر عملي ما بين المحاماة والمحكمة، وكنت أتمنى أن يكون لي مكتب خاص إلا أن رعاية أبنائي منعتني من ذلك، ولكني لم ولن أندم يوماً واحداً على كفاحي مع أولادي، «لو عاد بى الزمن لاخترت نفس التضحيات».
وعن لحظة إبلاغها فوزها بالأم المثالية، قالت إنها لحظة لا يمكن وصفها، و«يكفي شعوري بأن أولادى قدروا تعبي معهم طول السنين الماضية».

من جانبها وجهت نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعى الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسى في مستهل كلمتها لإعلان الأمهات المثاليات لعام 2021 وذلك خلال مؤتمر صحفي نظمته الوزارة اليوم الأحد.
وأشارت القباج إلى أن الرئيس جعل من هذا اليوم يوماً جميلاً واعتراف منه بدور المرأة فى المجتمع المصري.
وتابعت المرأة تسهم في التنمية والتمكين الاقتصادي، وأوصيكم خيراً أن يكون لنا دور في النهضة الاقتصادياً، مؤكدة أن الدولة لا تبخل على أي مشروع من مشروعات التنمية.

وأضافت خلال مؤتمر وزارة التضامن الاجتماعي لإعلان أسماء الأمهات المثاليات 2021، أن المرأة تخدم في المجتمع ولها دور كبير، والدولة لا تبخل على خدمة المجتمع والأسرة والعمل الدائم على التمكين الاقتصادى.
وقالت لأمهات الشهداء، هنيئاً لكن ولهم وهم فى الجنة إن شاء الله، كما وجهت الشكر لجميع الأطباء والعاملين في مواجهة فيروس كورونا، مؤكدة أن المرأة تلعب دوراً بطولياً داخل المجتمع.

يذكر أنه، تتضمن الشروط الخاصة، باختيار الأمهات المثاليات لعام 2021 التأكيد على معيار عطاء الأم وإعلاء القيم الإنسانية وترسيخ معنى الأسرة وقدرتها على الحفاظ على تماسكها وترابطها، وإيجاد التوازن بين المسؤوليات المتعددة للأم واحتضان ورعاية الأبناء واحتوائهم بالعطف والحنان.

«عندي 20 ابناً فخورة بيهم وفخورة بمناصبهم وفخورة بتربيتي لهم وخدمتي لهم لأكثر من 25 سنة»، هذه الكلمات قالتها الراهبة خاريس جادالله، الأم المثالية الفائزة بمحافظة قنا.
وقالت خاريس البالغة من العمر 60 عاماً، إنها واجهت صعوبات في بداية حياتها عندما اتخذت قراراً بالرهبنة حيث رفضت أسرتها قرارها بالاتجاه للرهبنة، قائلة: «أهلي وافقوا عندما وضعتهم أمام الأمر الواقع لقرارى بالرهبنة». 
وأوضحت أنها خدمت في دار أيتام ماري مرقص للبنين للأطفال الأيتام وهم في سن الطفولة حتى وصلوا للجامعات، وقالت خاريس «ولادي كلهم أصبحوا جامعيين ومنهم من دخل كليات الصيدلة والطب والتجارة والحقوق»، مشيرة إلى أن وزارة التضامن الاجتماعى هي من اختارتها وكرمتها وأبلغتها بفوزها بالأم المثالية لمحافظة قنا.