واحد من أصعب القرارات التي عانى منها شاعر العامية بيرم التونسي، وهو أمر من الملك فؤاد الثاني في 25 أغسطس عام 1920 بنفيه إلى تونس، وكان ذلك لإبعاده عن مصر بسبب قصيدتي «البامية الملوكي» و«القرع السلطاني»؛ حيث أدت هاتين القصيدتين إلى غضب الملك بشدة.
وعندما وصل إلى تونس بحث عن أهل أبيه التونسي الجنسية حتى عثر عليهم، لكنه فوجئ بأن استقبال أهل والده اقتصر على بعض المجاملات البسيطة بعدما أصبحت العائلة إقطاعية تصون أملاكها وتخاف عليها ولا تريد من يعكر هذا الصفو خصوصا بعدما وصلت أخبار بيرم ومشاكله في مصر إلى تونس.
وقد عانى بيرم التونسي كثيرا بسبب وضعه تحت المراقبة التونسية منذ وصوله باعتباره مشاغبا وباعث ثورات وبعد وجوده في تونس 4 أشهر قرر السفر إلى فرنسا في محاولة منه لإثبات ذاته.
اقرأ أيضًا| مأساة أديب باكستاني.. ترجم رواية مصرية فاعتقلته السلطات
وبعد حياة حافلة بالقسوة والتشرد في أوروبا نجح بيرم التونسي في التسلل مرة أخرى عائدا إلى مصر عبر ميناء بورسعيد، وقد أصدر الملك فاروق أمرا بالعفو الملكي عنه وذلك عام 1938، بحسب ما نشرته جريدة أخبار اليوم في يناير 1961.
وقبل الذهاب إلى المنفى كان بيرم متزوجا من سيدة تدعى «إحسان»، وقد طلقت منه بعد أن حكم عليه بالنفي وعندما عاد بعد 20 عاما إلى مصر بعد صدور العفو الملكي عنه علمت زوجته السابقة برجوعه فطلبت الطلاق من زوجها وعادت إليه مرة أخرى وأنجب منها ولدان.
ولم تكن زوجته تعرف القراءة والكتابة وحدث أن بيرم التونسي كان يعكف على كتابة حوار قصة عنتر وعبلة، تمهيدا لتحويله إلى فيلم سينمائي، وترك أوراقة متناثرة على مائدة السفرة التي كان يكتب عيها روايته ومواويله وقام بالذهاب إلى النوم.
وعندما استيقظ بيرم في صباح اليوم التالي ذهب إلى المائدة ليقوم بترتيب أوراقه واستكمال ما بدأه، فلم يجد أوراقه فما كان من زوجته إلا أن جمعت الأوراق المتناثرة وألقتها جميعا في صحيفة القمامة.
فعقدت المفاجأة لسانه وما كان به إلا الإسراع إلى الشارع متجها إلى صناديق القمامة ليقوم بجمع أوراقه وهو ينعى حظه بما آلم به أدبه وأشعاره.
ومنذ ذلك اليوم قرر بيرم التونسي بألا يكتب في المنزل أبدا وأصبح يكتب في مقاهي حي السيدة زينب.
المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم
