تبقى لحظة فوز النجم الأسمر شادويك بوسمان بجائزة جولدن جلوب لأفضل ممثل عن دوره فى فيلم "قاع مارينى الأسود "، بعد 6 أشهر من رحيله لحظة مؤثرة وتاريخية أيضا.
بالقطع كان النجم يحلم بتلك الجائزة ويرسم مشهد تتويجه، خاصة أنه مرشح لجائزة الأوسكار أيضا، لكن القدر لم يمهله، كما حطم خبر رحيله فى أغسطس الماضي قلوب محبيه وجمهوره، كان مشهد تسلم زوجته الجائزة نيابة عنه، موجع أيضا، حينما قالت سيمون ليدوارد، من خلال zoom في حديث عاطفي على شرف بوسمان فجّر دموع المتابعين "كان يشكر الله، كان يشكر والديه، كان يشكر أسلافه على إرشادهم وتضحياتهم.
كان يقول شيئًا جميلًا، شيئًا ملهمًا يضخم هذا الصوت الخفيف داخلنا جميعًا الذي يخبرنا أنه يمكننا الاستمرار في الاتصال به مرة أخرى.
شادويك بوسمان، الذي اشتهر بدور البطل الخارق في فيلم "الفهد الأسود" "Black Panther"، توفي بعد معاناة مع مرض السرطان، وعمره 43 عاماً، بمنزله، وعائلته بجانبه، ولم يتحدث يوماً بشكل علني عن مرضه، لم يكشف الأمر صراحة في وسائل الإعلام، ولم يسع لاستدرار العطف واستجداء الاهتمام حيث فضل الألم في صمت ثم الرحيل الصادم وهو مبتسم.
وقالت عائلته حينئذ للجمهور: "لقد ثابر شادويك، وهو مقاتل حقيقي، خلال كل ما مرّ به، وقدّم لكم العديد من الأفلام التي أحببتموها كثيراً".
وأضافت: "من "مارشال" إلى "دا فايف بلودز"، وفيلم "مارتينيز بلاك بوتوم " والكثير من الأفلام الأخرى −كلها تم تصويرها جميعاً أثناء وبين عدد لا يحصى من العمليات الجراحية وجلسات العلاج الكيميائي.
وذاعت شهرة بوسمان من خلال أداء شخصيات من الحياة الواقعية، مثل لاعب البيسبول العظيم جاكى روبنسون فى فيلم "42" فى عام 2013، والموسيقى جيمس براون فى فيلم "جيت أون أب" فى عام 2014.
ومع ذلك، سيظل أكثر فيلم يتذكره الناس من خلاله هو "الفهد الأسود" فى عام 2018.
ولعب بوسمان فى الفيلم دور حاكم واكاندا، وهي دولة أفريقية خيالية تتمتع بأحدث التكنولوجيا على وجه الأرض.
وبالإضافة إلى ثناء النقاد وتحقيق عائدات تجاوزت 1.3 مليار دولار في دور السينما في جميع أنحاء العالم، كان يُنظر إلى الفيلم على نطاق واسع على أنه إنجاز ثقافي، كون فريق العمل يتألف من مخرج أسود هو ريان كوجلر وممثلين سود، كما عرض له هذا العام فيلم "Da 5 Bloods".
شادويك يعد ثاني ممثل راحل يحصل على جائزة جولدن جلوب، كأفضل ممثل في دور رئيسي بعد "بيتر فينش" الذي حصل عليها عن فيلم "Network" بعد وفاته عام 1976، والفنان السابع الذي يحصد جائزة بعد رحيله.
وكانت جين إيجلز، هي أول نجمة في هوليوود تحصل على ترشيح لجائزة بعد وفاتها، لجائزة أوسكار أفضل ممثلة عن دورها في فيلم "The Letter" عام 1930، وذلك بعد وفاتها فجأة عن عمر يناهز 39 عاما، ولكنها لم تحصل على الجائزة، بينما فاز جيمس دين بجائزة الإنجاز الخاص بعد وفاته في حفل توزيع جوائز جولدن جلوب، لعام 1956.
واستمر في تلقي ترشيحات أفضل ممثل في حفل توزيع جوائز الأوسكار لعامي 1956 و1957 عن فيلم "East of Eden and Giant"، على التوالي.
وتم ترشيح الممثل البريطاني الأسترالي، بيتر فينش، بعد وفاته لجائزة جولدن جلوب لأفضل ممثل في عام 1976، وفاز بالجائزة فى حفل 29 يناير 1977، وكان قد توفى قبل أسابيع فقط فى 14 يناير بسبب نوبة قلبية عن عمر يناهز 60 عامًا، وبعد شهرين، فاز بجائزة الأوسكار لأفضل ممثل عن نفس الدور، وأصبح أول ممثل يفوز بجائزة الأوسكار بعد وفاته.
وترشح هيث لدجر، الذى توفى عن عمر يناهز 28 عامًا فى يناير 2008، لجائزة جولدن جلوب عام 2009 وفاز بها لأفضل ممثل مساعد عن دوره الشهير لشخصية الجوكر فى فيلم "The Dark Knight"، وقبل استلم مخرج الفيلم، كريستوفر نولان، الجائزة نيابة عنه، وترشح لجائزة أوسكار عن نفس الدور ليصبح الشخص الثاني فقط، بعد زميله الأسترالي فينش، الذي يفوز بجائزة الأوسكار بعد وفاته.
