يوميات الأخبار

هى الفرامل..فين؟!

سمير الجمل
سمير الجمل

سمير الجمل

زف إليها البشرى بأن شركة أمريكية قررت فتح باب التقدم لمن يريد أن يتعلم قيادة المكوك الفضائى وكان الشرط الوحيد أن يوقع صاحب الطلب بالموافقة على أن تكون رحلته للذهاب فقط!!

طلبت منه فجأة أن يعلمها قيادة السيارات فهى ليست أقل من فلانة وعلانة.. والسائق الذى تعتمد عليه يضع أنفه فى كل شئونها ويحسب عليها أنفاسها.. وقد استهلكت حتى الآن أكثر من 20 سائقا  وشهيدا لأسباب يطول شرحها وكلهم على خطأ وهى دائما على حق.
وحاول زوجها أن يعالج المشكلة بوجود سائقة من جنسها ويمكن أن تصحبها إلى أى مكان بلا حرج بل وتدردش معها فى الفاضية والمليانة..
لكن المشكلة أن السائقة التى وقع عليها الاختيار تحمل درجة الماجستير وتذاكر الدكتوراة وهى تعمل لكى تعول نفسها.. ولأنها أغلب الوقت صامتة.. اعتبرتها الزوجة- النوع المنفوخ على الفاضى ولما ارتفع ضغط الدم عند الزوج ودافع عن «شيماء» باعتبارها عملة نادرة اعتبرت أن بينه وبينها «حاجة» وقد جاء بها خصيصا لكى تكون تحت عينه وفى المتناول على طريقة شغل السيما حتى انها وضعت شيماء فى كفة.. وزوجها والعيال والبيت والعفش فى كفة ثانية.
ومشيت شيماء ونزلت كلمته المرة دى والمرات السابقة واللاحقة..  ولم يكن أمامه سوى أن يعرض عليها الالتحاق بمدرسة تعليم القيادة وفيها الآن  معلمات..لكنها رفضت الأمر لانها ليست تلميذة يقال لهايمين شمال وعادت تجادله فى الاقتراح الذى يرفضه شكلا وموضوعا لأنه يخاف عليها ومش فاضى.. وسوف يتعصب عليها وتتعصب عليه وتدق طبول وصاجات الحرب وكان جوابها: ايه رأيك تعلمنى فى الصحراء.. أكثر من هذا وافقت من حيث المبدأ فى هذا «الهو» أن يشخط وينظر ويلطم براحته لكن فى حدود الأدب.. مفهوم فى حدود الأدب الذى لا تحده الحدود أبداً ونزلت كلمته المرة دى..ووافقها واختار لها تلك المنطقة التى تخلو من «صريخ ابن يومين أو تلاتة».. وقبل أن ينزل من مقعده ويطلب منها أن تحل محله.. أراد أن يعطيها فكرةعن السيارة عموما والموتور والتروس والفرامل والدبرياج لكنها بعد دقيقة واحدة صرخت فى وجهه:
> بلاش وجع دماغ خش فى الموضوع وخلصنى!
نظر إليها مندهشا:
> على كده حضرتك عندك فكرة عن الأمور التى تكلمت فيها!
قالت وبراءة الأطفال فى شفتيها:
> ماعنديش
سألها وهل يعقل ياست الكل تقودين سيارة.. ولاتعرفين الفارق بين البوجيهات وأصابع الكفتة؟
إلى هنا واعتبرت المسألة حالة «تنمر».. وكادت ان تنادى على المجلس القومى للمرأة لولا انها استجمعت مالديها من طاقات كامنة وقالت له بكل ثقة:
وسيادتك مستهتر بقدراتى.. طيب ايه رأيك أنا المرحوم خالى كان دائما ما يرشحنى لسباقات «الفيراري» و«الفورميلا وان» لأن نسبة ذكائى أعلى من المعدلات العادية.. وسألته:
> تحب تشوف!
وهز رأسه مضطرا كأنه دولة نامية فى مجلس الأمن:
> أحب جداً والبقاء لله مقدما
اعترضت من حيث المبدأ على هذه الجملة وطلبت شطبها من المكلمة وان يسحبها فوراً لانه بهذا يحاول أن يهز ثقتها فى نفسها.
واعتذر بكل هدوء لايعرف من أين حصل عليه.. وأبدى شديد الأسف والندم على غلطته فى حق «الهانم» واستسمحها أن تكشف عن قدراتها الخرافية وبكل شموخ وكبرياء نادية الجندى فى أفلامها ونبيلة عبيد فى أحاديثها أدارت مفتاح السيارة.. ونظرت إليه متسائلة:
- سامع صوت الموتور يا أستاذ؟
واستعاذ بالله من شياطين الإنس والجن وعفاريت الاسفلت ماظهر منها وما بطن ومايستجد على الساحة والتزم الصمت حتى يمنحها الفرصة كاملة بعدأن نجحت خطوتها الاولى فى إدارة الموتور.. وكأنها تدير البيت الأبيض.
لكن ماذا بعد زن الموتور؟.. هذا هو السؤال الذى وقفت أمامه حائرة كأنها طالبة ثانوية عامة.. اكتشفت أن غدا هو امتحان مادة اسمها «الكيمياء»..لكنها من باب العنجهية وضعت قدمها على الفرامل وظلت السيارة على حالها فى مكانها لأن «الاوردر» الذى وصلها يعنى أن العملية لاتبشر بأى خير ونظرت الى زوجها وصاحت فيه:
> عاجبك كده.. أهى العربية باظت.. لأنك لخبطتنى؟!
وعلى عكس المتوقع طلب منها بكل هدوء حسين فهمى فى فيلم خلى بالك من زوزو.. أن ترفع قدمها الذهبية من فوق الفرامل وان تضعها على دواسة البنزين الموجودة فى الناحية اليمين..
ونظرت أسفل قدميها وسألته بكل بساطة:
< هى فين؟!
هنا انفجر مثل بركان اندونيسى معتبر:
> فى جهنم!!
ثم غير «المقام» ونزل من أعلى الجواب الى أسفل قرار ممكن:
< عندك مانع يامدام تدخلى بينا فى أقرب شجرة ونخلص..أنا مش عايز أعيش؟
وهنا.. وربما من المرات القليلة التى تمنحها نفسها الفرصة أن تستخدم هذا التباع المسمى بالعقل لكى تفكر قبل أن ينطلق «الاربجية» من فهمها المحذق:
- طبعا مش عايز تعيش لانك اكيد عامل عملة سودة؟!
وكان جوابه على طريقة نجيب الريحانى وهويواجه تحية كاريوكا فى فيلم «لعبة الست»:
- أيوه..عامل مليون عملة!!
إلى هنا.. انتهت حصة قيادة السيارة.. إلى حصة التحقيق الاجتماعى ونصحته وقد تقمصت دور كمال الشناوى فى فيلم «الكرنك».. ولاحظ التشابه بين اسم الفيلم واسم ذلك الجزء الموجود فى السيارة ويحول الحركة الى العجلات ونصحته ان يعترف من تلقاء نفسه قبل أن تجبره على ذلك بدون اللجوء الى خالد الذكر «فرج» وتصبح قضية حضرته أوسع انتشاراً من أخبار اللا ملابس التى ترتديها وفى نفس الوقت لاترتديها «الممثلة إياها». أو ما يعادلها من الموجودات على السجادة الدمياطي!!
وأخبرها على الماشى بان ما جرى بين كلينتون ومونيكا كان أقوى.. ثم ترك لها السيارة وغادرها مبتعدا ونزلت خلفه.. والسيارة دائرة على مرتفع..وهى بالطبع أن هناك ما يسمى بفرامل «اليد» لان خوفها على المانيكير أهم من كل هذا العبط.. وبدأت السيارة تتدحرج والراديو بداخلها يذيع اغنية سعد عبدالوهاب.
- الدنيا ريشة فى هوا.. طايرة بدون جناحين!
بينما هو يدندن مع نفسه:
- انا اللى استأهل كل اللييجرى على!
وبعدها قررت أن تتوقف عن دروس قيادة السيارات وفكرت فيما أبعد وأعلى فى قيادة الطائرات حيث لازحام ولا إشارة ولاكمين..وبالمرة تتعلم قيادة السفن حباً فى «تياتينك».. حتى جاء اليها الزوج ذات يوم يزف إليها البشرى بأن شركة أمريكية قررت فتح باب التقدم لمن يريد أن يتعلم قيادة المكوك الفضائى وكان الشرط الوحيد أن يوقع صاحب الطلب بالموافقة على أن تكون رحلته للذهاب فقط!!
«توماتيكي»
>> كل الكارنيهات التى تحملها «كوم» ورخصة قيادة زوجها كوم تاني!
>> للسيارات غالبا خمس سرعات وللمرأة يضاف اليها «فتيس الغرز»!
>> المرأة فقط يمكنها أن تقود السيارة للأمام وهى تنظر للخلف!
>> هذا اللص المتميز سرق سيارة «الحلوة» وترك لها فى موقع الباركينج وردة جميلة وبطاقة تقول: سيدتى، هذه السيارة لاتليق بجمالك الصارخ وفى اليوم التالى وجد اللص بطاقة من الست تقول فيها..
- شكرا ايها اللص المحترم واسمح لى أدفع عنك أجرة المحامى الذى سيخرب بيتك!!
>> كانت الفنانة الشهيرة بأدوار الاغراء المقلى والمشوى والسنجارى تقف فى إشارة المرور الخضراء والكل يتطلع اليها وهى توزع الابتسامات ولما لاحظ ضابط المرور ان الاشارة مفتوحة لكن لا أحد يتحرك جاء يستطلع الامر وعندما رأى الفاتنة سألها:
< أى خدمة من المرور ياست الكل؟
- قالت بصوت يعادل قنبلة نووية خارجة طازة من الفرن الايرانى:
ياريت تغيروا ألوان الاشارة أصلها بلدى قوى!