مصرية أنا

أنجيلا ميركل

إيمان أنور
إيمان أنور

لا استطيع ان اخفى اعجابي بالمستشارة الالمانية انجيلا ميركل التى قررت عدم الترشح لمنصبها مرة اخرى بعد استمرار حكمها لأكبر اقتصاديات العالم لأكثر من ١٥ عاما.. اذ قررت بشجاعتها المعهودة وحسمها الانسحاب من خوض انتخابات حزبها الديمقراطي المسيحي المقرر اجراؤها فى ٢٦ سبتمبر المقبل لتنتهى بذلك فترة حكمها وربما اعتزالها للعمل السياسى..

هذه المرأة الحديدية التى بدأت حياتها بالعمل "جرسونة" فى احدى المطاعم الصغيرة.. لطالما مثلت رمزا عجيبا لخلطة مدهشة غريبة.. فهى بقدر قوتها وحسمها واخلاصها وعنادها.. بصورة ربما حكمت قرارات دولية وعالمية لقضايا مصيرية بقدر بساطتها وايمانها بأنها فى المقام الاول مواطنة المانية تبحث دائما عن تحقيق الامن والامان لبلادها إلى ان تعود مرة اخرى إلى صفوف المواطنين العاديين.. فبرغم تقلدها أرفع منصب فى البلاد فإن ذلك لم يغير من عاداتها وتقاليدها فكم من مرات رأينا صورا لها وهى تقف فى طابور لدفع ثمن مشترياتها من السوبر ماركت مثلها مثل أى مواطن بسيط.. وفوق ذلك فهى لم تغير مسكنها الصغير فى شقة متواضعة بوسط احياء العاصمة برلين ولم تشترِ السيارات الفارهة.. ولعل اشهر حكاية عكست تواضعها الجم وقوة شخصيتها عندما حاولت احدى الصحفيات احراجها بسؤال فى مؤتمر صحفى عالمى عن ظهورها بنفس الزى الذى ترتديه منذ سنوات طوال.. فكانت اجابتها فورية ودون تردد بانها لم تأت لتقدم عرضا للازياء والموضة ولكنها اتت لتحكم بلادها.. كما

سألتها صحفية أخرى عمن يقوم بغسل ثيابها وثياب زوجها؟.. فأجابتها: "إنى أرتب الثياب وزوجى من يشغل الغسالة ويكون عادة فى الليل لأن الكهرباء تكون متوفرة ولا ضغط عليها وأهم شيء مراعاة الجيران من الإزعاج والجدار الفاصل بين شقتنا والجيران سميك".. ثم قالت: "كنت أتوقع أن تسألونى عن النجاحات والإخفاقات فى عملنا فى الحكومة"..! فنالت اعجاب واطراء وسائل الاعلام والصحافة حتى اصبحت كلماتها اقوالا مأثورة يضرب بها المثل..

منذ ايام قليلة تركت ميركل منصب رئاسة الحزب وسلمته لمن بعدها.. فكان رد فعل الالمان غير مسبوق عندما انتفض الشعب وخرج الكل إلى شرفات المنازل فى عاصفة من التصفيق استمرت لمدة ست دقائق متواصلة تقديرا واحتراما وحبا لها..

يا سادة انها انجيلا ميركل مستشارة ألمانيا اكبر اقتصاديات اوروبا!