في عيد الحب| كيف عشق رمسيس الثاني «حلاوتهم» وحطم قواعد الملكية

صورة توضيحية
صورة توضيحية

استخدم المصريون القدماء الورود للتعبير عن الحب، والنقوش ورسوم المعابد والمقابر ترصد الكثير من صور الحب والعشق في مصر القديمة.

شاهد أيضا : مع اقتراب الفلانتين.. تعرف علي قصة حب الأميرة والقزم

وتمثل قصة حب «رمسيس الثاني» و«نفرتاري» أول قصة حب خلدها التاريخ قبل أكثر من ثلاثة آلاف سنة، ويظهر هذا الحب الفياض جليًا من خلال الكلمات الرقيقة التي نقشت على جدران معبد «نفرتاري» بأبو سمبل، والتي يصف فيها «رمسيس الثاني» زوجته الحبيبة بأنها ربة الفتنة والجمال وجميلة المحيا وسيدة الدلتا والصعيد، وأعطاها اللقب الملكي.

تشهد تلك الكلمات على حب من نوع خاص ترجمتها عالمة المصريات «لالويت» إلى الفرنسية عن النص المصري القديم حيث تقول: "صُنع هذا المعبد المحفور في الجبل، عمل يدوم إلى الأبد، من أجل الزوجة العظيمة نفرتاري محبوبة (الإله) موت للزمن الأبدي واللانهائي، من أجل نفرتاري، التي تتألق الشمس حبا فيها".

قام «رمسيس الثانى » ببناء معبد «نفرتاري» في أبو سمبل، حتى تتمكن زوجته من أن تتعبد آلهتها المحبوبة «حتحور» إله الرقص والسعادة والطرب والحنان ، لأن معبد "حتحور" الرئيسي يقع في مدينة دندرة التي تبتعد 100 كم شمال الأقصر.

وكان يصعب على الملكة "نفرتاري" عند المجيء لمنطقة ألوسمبل والنوبة أن تعود سريعًا إلى "دندرة" لأداء الطقوس الخاصة بمحبوبتها "حتحور" لذا قرر رمسيس الثاني بناء معبد لحتحور في ابوسمبل حتى لا تبتعد نفرتاري كثيرًا عن محبوبتها "حتحور"..

تميز هذا المعبد باللمسة الأنثوية الحانية التي تعبر عن رقة صاحبته، حيث توجد فيه مجموعة من النقوش الناعمة التي تبرز جمال نفرتاري، وهي تقدم القرابين للملائكة، وفي يدها الصلاصل رمز الموسيقى، ويعلو رأسها تاج الآلهة الحتحوري ربة الفتنة والجمال .

وحرص المهندس المصري القديم مصمم المعبد على أن تظهر نفرتاري في غاية الجمال بقوامها الممشوق وملابسها الشفافة التي تظهر مفاتنها وكذلك ملابسها الزاهية البراقة..ويظهر ذلك جليًا من خلال واجهة المعبد التي خلدت الملكة "نفرتاري" في تمثالين رائعين، وهي تلبس ثوبًا طويلًا فضفاضًا، وفي يدها الصلاصل رمز الموسيقى..

ويقف أمام هذا المعبد ستة تماثيل هائلة يصل ارتفاعها إلي حوالي عشرة أمتار منها أربعة تماثيل للملك "رمسيس الثاني" واقفًا وتمثالان لنفرتاري ويحيط بهما تماثيل صغيرة الحجم لابناءهما، وجعل رمسيس الثاني تماثيل “نفرتاري” بنفس حجم التماثيل الخاصة به تقديرًا وعرفانًا بحبه الشديد لها..

كما توجد في قاعة الأعمدة ستة رؤوس علي شكل الإلهة "حتحور" وفي الردهة و الحجرات المجاورة توجد مشاهد ملونة لها ولمركبتها المقدسة..كما بني "رمسيس الثاني" لها واحدة من أجمل المقابر في البر الغربي بالأقصر بعد رحيلها ليؤكد إخلاصه وحبه الأبدي لجميله الجميلات "نفرتاري"..

ويذكر أن "رمسيس الثاني" تزوج من "نفرتاري" قبل أن يتولي العرش وكان عمره وقتها 19 عاما، وكانت "نفرتاري" واحدة من عامة الشعب وليست من القصر الملكي..ويعني اسمها جميلة الجميلات أو "حلاوتهم" في اللغة العامية المصرية، وهو اسم علي مسمي لأن النقوش علي جدران معبد "نفرتاري" توضح أنها صاحبة وجه دائري جميل وخدود ممتلئة وهي كانت مولعة بالإكسسوارات والزينة في جميع ملابسها.

انجبت نفرتاري ستة أبناء للملك رمسيس، ولكن لم يتول أي منهم العرش لأنهم ليسوا من الخط الملكي لعدم انتماء “نفرتاري” للقصر ولكن تم تصوير أبناء “نفرتاري” الستة أربعة ذكور وابنتين علي جدران معبدها، ومن ابرز بناتها “ميريت آمون” أي حبيبة آمون وكانت جميلة للغاية وذات مكانة عظيمة ودور كبير في حياة الملك رمسيس الثاني فيما بعد

"نفرتاري" لم تكن الزوجة الأولي أو الأخيرة في حياة رمسيس الثاني ولكنها كانت أحب زوجاته وان كان هذا الحب لم يمنع رمسيس من الزواج من امرأة أخري وهي "است نفرت" أي "ايزيس الجميلة"..وكانت هناك علاقة نادرة بين "نفرتاري" و"است نفرت" لدرجة أن كل واحدة منهما كانت تسمي ابنتها علي اسم الاخري فـ "است نفرت" لها ابنة اسمها "نفرتاري" ولنفرتاري ابنة اسمها "است نفرت".

وبعيدا عن قصة الحب الملكية، فقد كانت معابد ومقابر الأشراف والنبلاء ممتلئة بالصور التي تجسد علاقة المصريين القدماء بالحب واحتفائهم بالعشق والعشاق في احتفالات خاصة، فقد احتفى المصري القديم بمحبوبته وزوجته، وكان يعبر عن عواطفه تجاهها في احتفالية يطلق عليها "الوليمة" ومقابر الجيزة وسقارة ومقابر النبلاء غرب الأقصر حوت بها عشرات اللوحات التي تصور احتفاء المصري القديم بمحبوبته وتقديمه الزهور لزوجته وحبيبته .