قارئة الفنجان

الحريف عادل إمام

يسرى الفخرانى
يسرى الفخرانى

يسرى الفخرانى

عادل إمام مصنع الضحكات الجميلة، كم ضحكة من القلب منحها لنا فى العمر؟ كم ليلة سعيدة أهداها لنا بمشاهد مبهجة فى مسرحية رأيناها قبل النوم؟ كم لقطة تعلقنا بها فى أفلامه وخرجنا من السينما نرددها مثله؟
ظل عادل إمام يعمل على خشبة المسرح سنوات طويلة دون توقف، خمس ساعات كل ليلة يقطع فيها طول المسرح وعرضه وهو يمثل ويُضحك ويرقص ويغنى، كان يمشى كل ليلة على خشبة المسرح عشرات الكيلو مترات كأنه لاعب كرة قدم ويُحلق كأنه فراشة ! ولم ننتبه مرة أنه يكاد يكون الممثل الوحيد فى العالم الذى استطاع أن يمتلك هذا القدر من الطاقة والقدرة على مواصلة العمل بحيوية و احتراف سنوات وسنوات، ويجمع داخله كل هذه المواهب المختلفة.. لأزمنة.. كان الجمهور يقف طابورا فى الصباح ليحصل على تذكرة دخول فيلمه الجديد.. ويقف طابور آخر كل مساء للحصول على تذكرة دخول مسرحيته.. عادل إمام له فى حياة كل واحد فينا ألف ضحكة وضحكة، ألف كلمة وكلمة، ألف معنى ومعنى من معانى السعادة.. وحتى اليوم.. لا تكتمل الأعياد إلا بسهرة حلوة مع مسرحياته القديمة والحديثة، المسرحيات التى بدأ بها مشواره الصعب والطويل مع فؤاد المهندس فى أدوار صغيرة أو المسرحيات التى مثلها من المشهد الأول إلى المشهد الأخير.. عادل إمام رحلة اصرار عظيمة ليس فقط للنجاح إنما للتميز والخصوصية والبقاء وهو صاحب سر الخلطة المدهشة فى تقديم الضحك والدموع والحب والنجاح والسخرية فى روايات واحدة، أن يمثل وجوه وأرواح ملايين البسطاء والحالمين والدراويش.. قصة حياته الفنية التى بدأت من الستينيات حتى اليوم.. تصلح رواية صعود شاب حالم ذكى وبسيط من أسرة تعيش عند خط الستر فى بيت من بيوت الحلمية القديمة حتى جلس على القمة وأصبح صديقا للرؤساء والملوك.. وجود عادل إمام بيننا هو تكريم للفن المصرى هو اعلان بفخامة فنان ذى قيمة عالمية، هو رصيد ضخم للفنون المصرية.. لابد أن نعترف أنه أعطانا فنا وضحكا ودموعا ومتعة أكثر مما يحتمل فنان وإنسان، وفى صندوقه مايكفيه لكى يفخر بعطائه وابداعه لمائة عام قادمة. وهو لا يكفيه تكريم.. إنما أن نُعيد نقد ودراسة أفلامه ومسرحياته وكل أنواع الدراما التى قدمها، نختلف على بعضها فهذا قَدر من يفيضون فى انتاجهم الغزير.. لكننا سوف نتفق على أن أغلبها كان فيها عادل إمام عملاقا صاحب مدرسة من التمثيل غير مسبوقة وصاحب علامة تجارية لن تتكرر.
شكرا أستاذ عادل إمام على كل فن جميل قدمته وكل فن جميل تفكر فى تقديمه دائما.. ربنا يسعدك كما أسعدت ملايين الناس أيها الحريف الحُر.