أما قبل

الكشك يتحدى القصر!

داليا جمال
داليا جمال

 بلا أدنى شك لو أن البارون امبان مؤسس ضاحية مصر الجديدة أجمل واعرق احياء القاهرة، وصاحب قصر البارون المطل عليها بعظمة هندسته المعمارية لو كان يعلم ما سيلاقيه هذا القصر على ايدينا.. كان سيفكر ألف مرة قبل أن يفضل مصر عن موطنه الأصلى بلجيكا لتضم تحفته الفنية قصر البارون. أو كان كشف رأسه ودعا علينا من قلب مؤمن، طالبا من السماء أن تصب غضبها على أصحاب الأفكار المستفزة التى تجرى فى محيط قصره المنيف حاليا.

فالقصر الذى عانى من الإهمال لعشرات السنين وترك للصوص والمشردين، وعبدة الشيطان إلى أن انتبهت له الدولة وأعطته حقه من الاهتمام أخيرا، فرصدت لترميمه مبالغ طائلة بلغت ١٧٥ مليون جنيه ليعود له رونقه.

وللأمانة فرحت جدا بفتح أبوابه للزوار كما تفتح القصور التاريخية الأثرية بدول العالم المتقدم.. إلا أننى فوجئت بقيام وزارة الآثار بالسماح بعمل أكشاك داخل القصر لتقديم المأكولات والمشروبات وشحن المحمول والسجاير طبعا )كشكى بقى وأنا حر فيه( نطلع كراتين شيبسى ونرص صناديق )الأزوزة( قدام الكشك براحتنا. وعربيات البضاعة النصف نقل تدخل وتخرج جوه القصر براحتها.. إحنا مش لينا كشك جوه؟!!

ومافيش ما يمنع أن الكشك يركب سماعات دى جى ويشغل مهرجانات مزعجه اومال الزوار هتاخد بالها منه ازاى؟!!

اليست هذه سلوكياتنا واكشاكنا.. وللعلم الأكشاك من كترها مافيش حد عارف عددها ولا بتوع الآثار أنفسهم والعجيب أن مسئولى وزارة الآثار يبررون وجودها بأنها أكشاك معدنية!

ياسلام!!

وهى هاتفرق معدنية من خشبية من خرسانية حتى؟ السلوكيات والمنظر غير اللائق موجود.. إهانة الأثر التاريخى بتلك الأكشاك موجود.

أرجوكم... اتركوا القصر بحديقته وبرونقه الجميل، فمساحته بحديقته المحدودة، وفترة وحجم الزيارة لا تسمح بالجوع أو العطش، والقصة مش مستاهلة تجارة وبزنس. وان كان ولابد ارفعوا قيمة تذكرة الزيارة لكن أبقوا على المكان راقيا.. كرقى من بناه وأوصى أن يدفن فى مصر حبا فيها.. فياريت نكون بنفس الأصالة والجدعنة وبناقص من الكشك الذى يقلل من قيمة القصر.. أقصد الأثر.