الزوجة الثالثة للملك فاروق تعترف: سرقوا مني اليخت

الزوجة الثالثة للملك فاروق
الزوجة الثالثة للملك فاروق

 انطلق صفير اليخت الخاص بالملك فاروق، "المحروسة" من ميناء الإسكندرية، معلنا الرحيل إلى منفاه بإيطاليا، عقب ثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢، يكتنف الغموض في حياته، وأخباره، وحتى وفاته في ١٨ مارس ١٩٦٥.

الأميرة إيرما مينوتولو الزوجة الثالثة للملك فاروق كشفت حقيقة الأقاويل التي كان يوصف بها، كالملك المستهتر، والمبذر، والطائش، والتي سعت لنفيها عنه باعتبارها رفيقة سنوات المنفى، والتي وصفها بعض أقارب الملك فاروق بأنها لم تكن سوى إحدى محظياته، بينما أكدت هي بأنها كانت زوجته الثالثة والأخيرة.

وفي أحد اللقاءات معها والتي كانت دموعها تتساقط منها كلما تأملت، تذكرت الأيام السعيدة التي قضتها برفقته، وزواجها منه وفقا للشريعة الإسلامية، وبصوت يشوبه حب، وشجن قالت: عندما وصل الملك فاروق ضيفا في نابولي قام مجموعة من النبلاء الإيطاليين من أقاربي بتنظيم حفل استقبال كبير له، ووقع الاختيار علي لأقدم له باقة من الزهور والورود.

وأضافت: "كنت آنذاك عمري ١٣ عاما، وشعرت مسترسلا، وضفائري طويلة جدا، وفوجئت بالملك فاروق يداعبني، وقبلني من رأسي، وتملكتني فرحة عارمة، بالرغم من إنني لم أكن أعرف شيئا عن تاريخه، لكنه شد انجذابي له، وفور عودتي إلى المنزل سألت والدتي عن هذا الملك، فأخبرتني بأنه ملك عظيم يحكم بلدا من أهم بلاد العالم، وهي مصر".

وبعد مرور ٣ سنوات، وبلوغي عامي السادس عشر، قدم لي أحد أمراء نابولي هدية لي بهذه المناسبة، وكانت عبارة عن رحلة إلى مدينة كوبري لمدة أسبوع، وهناك رأيت الملك فاروق يشير إلى ثم مد يده، وأخرجني من حمام السباحة، حيث كنت أقضي معظم وقتي في ممارسة هواية السباحة، وبكلمات رقيقة فوجئت به يقول لي "بإنني فتاة رائعة الجمال" فقمت بتوجيه الشكر له.

وفي اليوم الثاني وجدته يتقدم إلى وفي يده بوكيه من الورد، ووقعت المفاجأة على رأسي عندما وجدت بأن البوكيه يحتوي على مجوهرات من الياقوت، وبعد ذلك قمت بالمشاركة في فيلم إيطالي مع الفنان الكبير إدوارد دي فيليبو، والذي دعا الملك فاروق لحضور حفل افتتاح الفيلم.

واستطردت قائلة: لقد جلست على يمين الملك فاروق، والذي ظل ينظر إلى طوال الوقت ويركز كثيرا في المشاهد التي أؤديها في الفيلم، وكان يبدي إعجابا مبالغا بتمثيلي، ونتبادل خلال فترة العرض الكثير من الأحاديث، والنظرات، شعرت خلالها بأن قلبي أوشك أن ينخلع من داخلي، وقررنا أن نترجم قصة حبنما إلى زواج عام ١٩٥٨، وكان عمري ١٨ عاما.

وكنا نحتفظ بوثيقة عقد الزواج، والكثير من الصور الفوتوغرافية في يخت الملك فاروق الشهير "لافافوريتا" لكن قام أحد الأشخاص بسرقته بالكامل بعد وفاة الملك مباشرة، وقمت بالاتصال بالمحامي الخاص بي، واستحضار الأوراق، والأشياء الخاصة بي، لكنه أخبرني بأن كل ما تبقى من اليخت هو هيكلة الخارجي فقط، حتى موتور اليخت تم سرقته.

وعن سؤالها بأنه لم يتبق أي دليل واضح على زواجكما قالت: لقد تبقى لدي العديد من الصور، التي تخلد حفل زواجنا، وأن هناك العديد من الصحف، وخاصة الفرنسية، غير أن لدي خطاب مرسل من صديقي، وسكرتير فاروق العزيز الإيطالي "لينو مارتيني" الذي كان أحد شهود الفرح.

وبسؤالها عن علاقتها بأفراد العائلة المالكة قالت أيضا: "لقد كانت تربطني علاقة قوية ببنات فاروق، خاصة الأميرة فريال، التي كانت القريني في العمر، ولم أر منهن أي اعتراض على زواجي منه، واعتدت زيارتهم في سويسرا".

وأضافت أن علاقتها بزوجتيه، فريدة، وناريمان، كانت تقوم على كل كب واحترام للملكة فريدة، بعدما قابلتها في باريس قبل وفاتها، واحتضنتها بشدة، وجاملتها كثيرا بالرغم من علمها بالزواج من الملك فاروق، واكتشف بأنه كان محقا في وصفها حيث كان دائما مستخدمي بأن فريدة حبه الكبير في حياته، أما ناريمان فلم يتحدث عنها مطلقا، ولم تربطها بها أي علاقة.

إيرما بيموتوا في سطور

ولدت في نابولي بجنوب إيطاليا عام ١٩٤٠، وتنتمي لعائلة نبيلة تنحدر من حكام نابولي، ووالدها الأمير كابيتشي مينوتولو، تزوجت من الملك فاروق في أغسطس عام ١٩٥٨، ودرست في أوبرا روما على يد ماريا كاميليا مغنية الأوبرا الشهيرة، وتخرجت من كونسلفاتور ميلانو عام ١٩٦٨، واشتهرت في فترة الستينيات كمغنية أوبرا شهيرة، وغنت أوبرا بفرنسا، وانجلترا، والبرتغال، وطوكيو، ونيويورك، وكثير من البلدان حول العالم.

وحصلت على الكثير من الأوسمة، والنياشين منذ عام ١٩٦٦ حتى عام ٢٠٠٤، وجاءت إلى مصر عام ١٩٥٨، وانت في المعهد الإيطالي، وجسدت أكثر من ١٠ أفلام بإيطاليا، وقامت بالتدريس في مدرسة الغناء الدولية بروما التي أسسها عام ١٩٩٠، وحصلت على جوائز اهتمامها بالمحافظة على البيئة، والغابات حيث خصصت جزءا من عائد حفلاتها لخدمة البيئة.

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم