حوار| علي الحجار: أسعى لإرضاء جميع الأذواق دون الانزلاق إلى «التريند»

 على الحجار .. رحلة طويلة من الابداع والتأمل
على الحجار .. رحلة طويلة من الابداع والتأمل

حوار: خالد‭ ‬محمود 

- أغنية‭ ‬‮ «أنت‭ ‬المدد»‬‭ ‬تذكر‭ ‬كل‭ ‬إنسان‭ ‬بأنه‭ ‬يمكنه‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬المدد‭ ‬لنفسه‭ ‬وينتصر‭ ‬على‭ ‬إحباطاته‭ ‬ويحقق‭ ‬معجزات‭ ‬لو‭ ‬أراد 
- أعتبر‭ ‬نفسى‭ ‬من‭ ‬أوائل‭ ‬الفنانين‭ ‬الذين‭ ‬فكروا‭ ‬في‭ ‬عمل‭ ‬حفلات‭ ‬أونلاين‭ ‬وحققنا‭ ‬السعادة‭ ‬للجمهور
- نزول‭ ‬ألبوم‭ ‬يحتوي ‬على‭ ‬17‭ ‬أغنية‭ ‬لا‭ ‬أعتبره‭ ‬مجازفة‭ ‬لأني ‬تعلمت‭ ‬من‭ ‬خبراتي‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬44‭ ‬عاما‭ ‬من‭ ‬الاحتراف
- ‮«‬طبطب» ‬إشارة‭ ‬لوجوب‭ ‬إيماننا‭ ‬بأن‭ ‬ما‭ ‬نراه‭ ‬شرًا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يجعل‭ ‬الله‭ ‬فيه‭ ‬خيرا‭ ‬كثيرا‭ ‬وأكدنا‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬المعنى‭ ‬عندما‭ ‬ألمت‭ ‬بنا‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا

-والدي نصحني: «اعمل أغاني تعيش بعد ما تموت ومتعملش أغاني تموت وأنت عايش»


يبقى المطرب الكبير علي الحجار أحد مبدعي العصر الملهمين صوتا وشجنا ويقينا بما يقدمه، فى كل مرة يطرح أغنية أو ألبوما جديدا يطوف بمشاعرنا يبهجها، يمنحها لحظات أمل في زمن عزت فيه الفرحة، في أغنياته رنين لجرس إنذار يذكرنا بأننا علينا أن نعيش حلو أيامنا.. في صوته بحق حياة، ينهض دائما ضد الصعاب مدافعا عن تاريخه، وجوده الذي يشكل عصرا من الطرب الجميل امتد سنوات طويلة ومازال.. 

وأنا أطلب منه ان نتحاور حول مشروع ألبومه الجديد "لو عايز"، وكيف يفكر فى تلك المرحلة، قال لى انه سيرسل اغنيات الألبوم وطلب مني أن أسمعها ربما توحي لي بنقاط جديدة تلهمني في مشروعه الذي يستهل به العام الجديد، لم أنم تلك الليلة قبل ان استمع إلى 14 اغنية جديدة، شعرت بمدى اصرار الحجار على مواصلة مشواره الثرى الذى امتد حوالى 44 عاما.

بنغمات يلتف حولها الناس، يعيشون اجواءها كما عشت انا لحظات كبرى من الأمل والشجن، انتفض قلبى مع "موضوع حساس " وارتاح فكرى مع "طبطب بروحك على اللى حاسين بالقلق وقولهم ان فى رب فوق، لما خلق الدوا قبل ما يكون فى اى داء" وغصت بين الحاضر وقادم الأيام مع "ست الودع" و" أنت المدد" و"مافيناش م الخوف"، و"ليه الطريق"، " وسعدت بـ"حلم من قلبى" وذلك الدويتو المتناغم برومانسيته واحساسه، الذى قدمه مع حنان ماضى حيث تبادل الاثنان "فى عنيك الدنيا بتتلون انا من روحك روحى بتتكون".

- قلت لعلي الحجار: الألبوم الجديد يشكل لك عودة قوية بتنوعه واختياراته وكأنه موجه لكل الأطياف ويرضى كافة الثقافات هل كنت تحرص على ذلك؟

− وقال : بدأت فى اختيار أغنيات ألبومى الجديد (لو عايز) منذ عامين تقريبا وكنت حريصا على العمل بمنتهى الهدوء دون تحديد موعد لطرح تلك الأغانى حتى يتحقق التنوع فى أشكالها وموضوعاتها لإرضاء مختلف الأذواق والثقافات والأعمار دون الانزلاق إلى هاوية موضة "التريند" الذى أصبح مرضا أصاب كثيرا من الفنانين وأيضا جمهور السوشيال ميديا. فقد كانت أهم نصيحتين أعطاهما لى والدى هما ) خليك نفسك.. اوعى تبقى شبه حد ( والثانية ) حاول تعمل أغانى تعيش بعد انت ما تموت.. ما تعملش أغانى تموت وانت عايش.

كما أنه كان من حظى أن تعلمت فنون الغناء على يد هذا الوالد الموسيقار والمطرب الكبير إبراهيم الحجار الذى تتلمذ على يديه عدد كبير من المطربين، وعلى مستوى الاحتراف كانت بدايتى مع الكبار، فالذى قدمنى للجمهور الموسيقار الكبير بليغ حمدى بأغان من أشعار عبد الرحيم منصور ثم قابلت العظيم صلاح جاهين وغنيت له الرباعيات من ألحان الموسيقار الكبير سيد مكاوى، ثم يأتينى الحظ مرة أخرى لأغني من أشعار والد الشعراء فؤاد حداد في فيلم المغنواتى ويكتب لى الشاعر الكبير سيد حجاب من ألحان الموسيقار الكبير عمار الشريعى أغانى مسلسل الأيام قصة حياة عميد الأدب العربى دكتور طه حسين، ثم أغنى من أشعار الخال عبد الرحمن الأبنودى أغانى مسلسل عبد الله النديم شاعر وخطيب الثورة العرابية، من ألحان عمار الشريعي، وبعدها غنيت من أعمالهم أيضا أغانى مسلسل أبو العلا البشرى مرورا بمسلسلات شيخ العرب همام والرحايا ووادى الملوك وابن ليل ولعمار أيضا المصراوية وحدائق الشيطان وهارون الرشيد من أشعار سيد حجاب.

وغنيت من أشعار عبد السلام أمين وألحان الموسيقار محمد الموجى أغانى مسلسل عمر بن عبد العزيز ، ثم غنيت عددا كبيرا من أغانى الألبومات والمسلسلات للموسيقار ياسر عبد الرحمن والموسيقار عمر خيرت ، حتى أصبح رصيدى من المسلسلات أكثر من مائة مسلسل حيث وصل عدد أغانى هذه المسلسلات من تترات وأغان داخلية ما يزيد على ألف وخمسمائة أغنية وغنيت قصائد مع الشاعر الكبير محمود درويش فى حفل أقيم بمكتبة الإسكندرية ، وغنيت للموسيقار كمال الطويل وللشاعر سميح القاسم وصلاح عبد الصبور وهارون هاشم رشيد وعبد الفتاح مصطفى وغيرهم من الكبار. وتلك هى أسباب كبيرة ومهمة كان يجب أن تحصننى من الوقوع فى هوة جهنمية سحيقة تسمى موضة "التريند" الذى يتحقق هذه الأيام بتقديم كل ماهو فج أو إباحى سوف يزول مع إصرار الدولة على الانتقال إلى عصر جديد متحضر يعيد إلى مصر أمجاد حضارتها القديمة ويعيد إليها ريادة الفن والثقافة فى المنطقة.

- نزول ألبوم به 17 أغنية.. أليست مجازفة بأن تنزل بهذا الكم في وقت واحد.. وألم تخش أن تظلم بعض الأغنيات؟

− نزول ألبوم يحتوى على 17 أغنية لا أعتبره مجازفة لأنى تعلمت من خبراتى السابقة على مدى 44 عاما من الاحتراف ومن تجارب سابقة منها مثلا عندما طرح ألبوم "رباعيات صلاح جاهين" حدث له وقت نزوله سقوط مدوى بسبب أن الأغانى التى تغنى وقتها عام 1978كانت مدتها لا تقل عن سبع وثمانى دقائق وأحيانا تصل مدتها إلى 20 دقيقة للأغنية الواحدة حتى إن الألبوم كان يحتوى فقط على أربع أغنيات وأحيانا أغنيتين ، بينما كان ألبوم الرباعيات يحتوى على 52 رباعية كل واحدة لا تزيد عن دقيقة ونصف ، كما أن موضوعات أغانى الرباعيات لم تكن تشبه أغانى الحب المعتادة وقتها ، ولكن مع مرور الوقت أصبح ألبوم الرباعيات من أكثر الألبومات مبيعا. وحدث أيضا عند نزول ألبوم "لم الشمل" الذى كانت أغنياته سياسية بحتة تخص ما حدث بسبب حرب الخليج وقد تم سحبه من الأسواق ومنعى من غناء تلك الأغانى فى حفلات أضواء المدينة وليالى التلفزيون. وبعد سنين أصبحت أغنيات ماتغربيناش وعم بطاطا ولم الشمل ومرمر زمانى من أكثر الأغنيات التى تطلب منى فى حفلاتى الشهرية بساقية الصاوى لمدة تزيد على 13 سنة. كما حدث أن طرحت عام 1986 ألبوم بعنوان " فى قلب الليل " ولم أكن أمتلك وقتها مبلغا ماديا لدعاية الألبوم ولذلك لم يشعر به الجمهور إلا فى عام 1997 عندما صور لى المخرج طارق الكاشف أغنية "فى قلب الليل" وفازت فى هذا العام بجائزة أفضل أغنية فى مهرجان الإذاعة والتلفزيون وتم عرضها لمرات عديدة فى التلفزيون المصرى وأصبح أصحاب محلات بيع الأشرطة يطلبون الألبوم مرة أخرى بناء على طلب الجمهور. فما بالك بالتطور التكنولوجى الذى حدث بسبب خلق مواقع للتواصل الاجتماعى مثل يوتيوب ومواقع أخرى كثيرة تحتفظ بكل الأعمال الفنية مدى الحياة.

فتجربتى مع الفن الجيد أنه يبقى ولا يموت فقد عاشت بالفعل أغانى العظماء أمثال سيد درويش وعبد الوهاب وأم كلثوم وعبد الحليم حافظ وفريد الأطرش وغيرهم ممن آمنوا بأن الفن رسالة ومسئولية. (فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث فى الأرض)، وهذا ما وعدنا الله به والله لايخلف وعده وإن طال الزمن علينا كبشر.

- هناك نزعة صوفية في بعض الأغنيات، تلك النزعة التي أحبها الناس منك وارتبطت بك منذ "صلينا الفجر فين".

− فعلا هناك نزعة صوفية فى أغنية "يارب" بشكل صريح. وفى أغنية "طبطب" هناك ذكر لوجوب إيماننا بأن ما نراه شرا يمكن أن يجعل الله فيه خيرا كثيرا ، وقد قصد الشاعر طارق على هذا المعنى عندما ألمت بنا جائحة فيروس كورونا التى تسببت فى رعب البشر. ولكن فى أغنية "إنت المدد" يظن من لا يدقق فى معانى كلماتها بأنها أغنية دينية ولكنها تذكر كل إنسان بأنه يمكنه أن يكون المدد لنفسه بأن ينتصر على إحباطاته ويحقق معجزات لو أراد.

- المعانى الإنسانية السامية والطاقة والأمل والقوة تسيطر على كثير من الأغنيات، هل كنت تتعمد ذلك فى اختيار الكلمات وان تدعو للتفاؤل فى التعامل مع ظروف الزمن الصعبة فى ظل جائحة عالمية ؟

− بالفعل كنت حريصا على اختيار كلمات الأغانى التى تتحدث عن المعانى السامية وتبث فى الإنسان الطاقة الإيجابية وكان الهدف هو إعطاء بعض الأمل للمستمع فى هذا الوقت الذى نعيشه بسبب هذه الجائحة العالمية. كما كنت حريصا أيضا على اختيار بعض الأغانى الإيقاعية المرحة التى تدعو إلى التفاؤل.

- حملت بعض الأغنيات توزيعا مختلفا ربما عن طبيعة على الحجار، وبها روح شباب، هل هذا ناتج عن تعاونك مع جيل جديد من الموزعين وكذلك الملحنين؟

− بعد أن قدمنى الموسيقار بليغ حمدى للجمهور وبعد أن انتهى عقد الاحتكار مع شركته للإنتاج كنت حريصا على التعامل مع جيل جديد من الفنانين لم يكونوا معروفين للجمهور منهم محمد الشيخ ومنير الوسيمى ورضا أمين وعصام عبد الله وجمال بخيت وأحمد الحجار وخليل مصطفى ومحمد البنا وبهاء الدين محمد وياسر عبد الرحمن وابراهيم عبد الفتاح وغيرهم من الملحنين والشعراء وحتى الآن أحرص على التعامل مع كل فنان حقيقى من الجيل الجديد. وأنصح كل فنان بأن يحرص على ذلك لكى يكون فنه متجددا بشكل دائم بشرط ألا ينجرف مع التيارات التى تخرب الفن وتدنس اسمه ، لأنك لو أردت أن تتعرف على حضارة شعب فعليك أن تنظر إلى فنه.   

- تقدم أغنية "ست الودع".. إلى أي مدى تؤمن بالحظ والودع؟              

− نعم أومن بالحظ لأنه قدر الله. ولكنى أومن أيضا بأن الله أعطانا عقولا كى نعقل بها الأشياء.. بمعنى أن نربطها عند الحد الذى نراه سليما ومناسبا لأى ظرف نمر به ، والله يقول لنا دائما (أفلا يعقلون.. أفلا يتفكرون). وأغنية " ست الودع " هى أغنية رمزية يتمنى فيها الحبيب من ست الودع أن تنبؤه عن حاله مع حبيبته وعن صحة اختياره لهذه الحبيبة التى أتعبته فهو يقول (شفت البدع منها) كما أن أصحابه دائما ما ينصحونه بالبعد عنها لأنها صعبة المنال (كل اللى عارفينها قالوا بلاش منها).

- تعاونك مع حلمى بكر فى اغنية "فجأة" ماذا تقول عنه كأحد أبناء جيل العمالقة؟

− تعاونت مع الفنان الكبير حلمى بكر فى عام 1979 حينما غنيت من ألحانه فى مسلسل إذاعى مثلت فيه مع الفنانين الكبيرين فؤاد المهندس وشويكار وكان المسلسل بعنوان " سها هانم رقصت ع السلالم " والذى كان قد صدر وقتها قرارا بوقف إذاعته بعد الحلقة 11 بسبب شكوى قدمها أحد مشايخ الأزهر كان ينتقد فيها طريقة أداء الفنانة شويكار. ومنذ عامين أخبرنى صديقى الصحفى أمجد مصطفى وهو صديق للفنان حلمى بكر،  بأنه استمع إلى لحن رائع عند الأستاذ حلمى وأنه يجب علىّ أن أذهب معه للاستماع إلى هذا اللحن الجديد. وبالفعل اتفقنا على موعد للذهاب لمنزل الأستاذ الذى استقبلنى بحفاوة أسعدتنى ، وكان أول ما لفت نظرى هو مكتبة الأستاذ حلمى بكر الموسيقية فهو يستمع إلى عظماء الموسيقى فى العالم سواء الكلاسيكيين أمثال موتسارت وبيتهوفن أو الموسيقيين العالميين المحدثين أمثال نات كينج كول وراى تشارلز والبيتلز والبينك فلويد وغيرهم.وعندما استمعت إلى هذا اللحن الجديد وجدته مختلفا بشكل كبير عن ألحان حلمى بكر العظيمة التى استمعنا إليها من قبل ، واتفقت معه على غناء اللحن وتم التسجيل وتصوير فيديو كليب سوف نعرضه للجمهور قريبا بإذن الله.

- أغنيتك الجديدة تتمسك بالحلم.. إلى أي مدى صدقت أحلامك ووثقت فى تحقيقها وبأى نسبة؟

− حدث لى فى السابق أن استمعت لهذه الجملة مرات عدة، نشعر فى هذه الأغنية بتغيير فى النمط واللون والإيقاع الموسيقى، نعم حدث هذا وقت أن غنيت "ولد وبنت كل الجنينة ولد وبنت" وعندما غنيت "عنوان بيتنا زى ما كان بس انت نسيت العنوان" وعندما غنيت "تيجيش نعيش" وعندما غنيت " دى مكتوبالى مترتبالى " وعندما غنيت "مدد يامرسى ألحقلى كرسى" وعندما غنيت " الهؤه المؤه الزلمؤه " وعندما غنيت " آدى الزين وادى الزينة " ، وأنا أعرف لماذا يطرح علىّ هذا السؤال بشكل يكون فيه استغراب أحيانا ، وفى أحيان أخرى يكون فيه إدانة ، وذلك لأن إنتاجى الغنائى الذى أذيع أكثر كان من تترات المسلسلات الجادة ولأن اختياراتى لأغنياتى لم يكن لمطرب آخر الجرأة على المغامرة بغنائها مثل رباعيات صلاح جاهين فى بداياتى أو أغنية مثل " يامصرى ليه دنياك لخابيط والغلب محيط " أو ألبوماتى السياسية مثل ألبوم "لم الشمل" أو ألبوم "إصحى يناير" وقت ثورة يناير أو ألبوم "ضحكة وطن".

 كما أنه هناك شخص شرير أطلق علىّ منذ سنوات طويلة على الحجار مطرب المثقفين، لكنى أومن بأن المطرب الحقيقى لابد أن تكون لديه القدرة على التشخيص وقد تعلمت التمثيل أو التشخيص بصوتى من والدى ومن خبرتى الكبيرة بالغناء فى المسرح والدراما التلفزيونية وتعلمت أن طريقة الأداء وفتحات الصوت التى تصدر من الفم والحنجرة والصدر عندما أغنى (جالوا علينا ديابة واحنا ياناس غلابة) فى مسلسل صعيدى يجب ألا تشبه طريقة الغناء والفتحات الصوتية فى أغنية مثل (عارفة مش عارف ليه متونس بيكى وكإنك من دمى)، كما أن المغنى المتمكن يستطيع أن يغنى جميع ألوان الغناء سواء دينيا أو عاطفيا أو سياسيا أو وطنيا أو غناء للأطفال، وأومن بأنه على المطرب أن يطرق مختلف الأبواب والطرق ما دام حريصا على احترام وتقديس مهنة الفن.

- أغنية اللى اشترى بها روح من اغانيك الجميلة القديمة التى أحبها الناس مليئة بالشجن والطرب، ويبدو أن لها خصوصيتها، لماذا اخترتها، وهل تجد نفسك فى هذا اللون من الغناء "الشجنى" بنحسك قوى فى هذه المنطقة ؟

− اتصل بى تليفونيا الصديق الشاعر حسن رياض الذى غنيت له من قبل أغنية "من غير ماتتكلمى" ضمن ألبوم "أنا كنت عيدك" وقال لى (عندى أغنية شكلك وأنا عارف إنك حتحبها لما تسمعها) وبعد أن طلبت منه أن أستمع إلى كلمات الأغنية التى أعجبنى موضوعها بشكل كبير لإنه مختلف عن الموضوعات المطروقة والتقليدية فهو يقول فى بداية الأغنية (اللى اشترى منك ماوزنش فما تحزنش) وجدت فى هذه الشطرة معنى أنه من لم يعرف قيمتك ولم يستطع تقديرك لا تحزن على خسارته. وبالفعل اتفقنا على موعد نتقابل فيه مع الملحن حسن زكى الذى غنى الأغنية بصوته الجميل المتمكن فازداد حبى للأغنية واتفقنا على تسجيلها منذ عام تقريبا وستكون ضمن الألبوم الجديد بإذن الله.

- هل أصبحت الأغانى القصيرة سمة العصر؟

نعم الأغانى القصيرة هى سمة العصر لأن الجمهور أصبح يستمع إلى الأغنية عبر مواقع السوشيال ميديا على تليفونه المحمول أثناء انشغاله بقراءة خبر عن إحدى الفنانات التى طلقت حديثا أو وهو ينتوى التعليق على إحدى الصور التى لفتت انتباهه ولذلك فلا وقت عنده للإصغاء إلى جملة لحنية طويلة أو التأمل فى معنى قد يكون مهما.

ولكن الأغنية القصيرة كانت موجودة منذ بدايات صناعة السينما فأنت تلاحظ أن أغانى الأفلام فى السابق كان يراعى فيها قصر مدتها الزمنية، عدا الأفلام الغنائية للمطربين أمثال ليلى مراد وفريد الأطرش ومحمد فوزى كان يمكن أن نرى فيها استعراضات غنائية طويلة.

- الدويتو مع حنان ماضى من أروع الأغانى.. ماذا عن التجربة خاصة أنكما نجحتما كثيرا معا؟

كانت بداية حنان ماضى ومعرفة الجمهور بصوتها العذب بغنائها معى دويتو مسلسل اللقاء التانى من أشعار سيد حجاب وألحان عمر خيرت بأغنية "زى الهوى" وبعدها غنينا معا أكثر من دويتو من ألحان ياسر عبد الرحمن ومحمود طلعت. وعندما كتب الشاعر سالم الشهبانى دويتو باضحك من قلبى ولحنه شادى مؤنس اتفقنا على إن حنان ماضى هى أنسب مطربة لهذا الدويتو لرغبتنا فى أن نذكر الناس بالأغنيات السابقة التى غنيناها معا.

- كان لك تجربة رائدة فى أيام الكورونا بتقديم حفلات لايف على اليوتيوب، هل ستكررها فى العام الجديد ؟

− صدقنى أنى أعتبر نفسى من أوائل الفنانين الذين فكروا فى فكرة عمل حفلات أونلاين إن لم أكن أول من بدأها ، وساعدنى فى ذلك أنى أمتلك استوديو للتسجيلات الصوتية وأن أعضاء فرقتى الموسيقية هم أصدقائى منذ زمن طويل وهم يحفظون عددا كبيرا من أغنياتى ولذلك كنا نستطيع أن نلبى رغبات جمهورنا لأى أغنية يطلبون الاستماع إليها والحمد لله كانت تجربة مفيدة جدا لأننا أنا والفرقة الموسيقية تخلصنا من الملل وأسعدنا أنفسنا بحلاوة الموسيقى والطاقة الإيجابية التى تصدر من نغماتها ، وحققنا أيضا بعض السعادة لمن تابعونا وقتها. بالطبع أحب أن أكرر هذه الحفلات أون لاين ولكنى أتمنى أن يبرأ العالم من هذا الفيروس اللعين كما أنه متعة أن نغنى على المسرح أمام جمهور الحاضرين وأهم كثيرا من الغناء عبر الأجهزة المرئية.

- على الحجار.. حوالى نصف قرن من العطاء والإبداع الغزير المميز وما زال عطاؤك متدفقا ومتجددا كيف ترى الرحلة؟

− كلما أتأمل رحلتى خلال 44 عاما من المتعة والمعاناة قضيتها فى مجال الفن أحمد الله كثيرا أن جعل مهنتى هى هوايتى وهى رحمة كبيرة من عند الله لم يعطها لكل البشر. والحمد لله أن يسر لى دون كثير من المطربين أن أغنى لكبار الشعراء والملحنين ، بل وكان من حسن حظى أنى مثلت مع الكبار أيضا مع محمود المليجى وعبد الوارث عسر وحمدى غيث ومحمد الطوخى ومحمد السبع وعبد الرحيم الزرقانى ومحسنة توفيق ويحيى الفخرانى فى المسرح ، ومع صلاح منصور وشكرى سرحان وملك الجمل وسهير المرشدى ونور الشريف ومحمود يس ومحمد توفيق فى السينما ، ومع زوزو نبيل وحسن يوسف ومحمود مرسى وأحمد مظهر ومريم فخر الدين وليلى فوزى وعبد الله غيث وصلاح قابيل وبوسى وعزت العلايلى ومديحة يسرى وفريد شوقى وحسين فهمى فى الدراما التلفزيونية. وأن أتمتع برصيد من الأغنيات يزيد على ثلاثة آلاف أغنية وهو رصيد ضخم لم يتحقق لمطرب آخر. وأنى بقدر الإمكان استطعت أن أحقق نصيحة والدى فى أن أكون نفسى وأن تكون لى شخصيتى الغنائية سواء فى اختياراتى أو بإيمانى الراسخ الأكيد بأن الفن الذى أقدمه هو رسالة ومسئولية كبيرة وليس فقط لتحقيق الشهرة أو المال.