لم تعرف مصر في تاريخها المعاصر رجلا مثل بطرس غالي، فهو أول رئيس وزراء مصري، وكان متشبعا بالروح الوطنية وحب الحرية، وصمم برنامجا لحل مشاكل مصر الخارجية، وهو البرنامج الذي يعد أول وثيقة سياسية من هذا الطراز .
أكد «غالي» على حق مصر في الاستقلال عن الاحتلال البريطاني، وضرورة وضع الحدود السياسية بين العلاقات المصرية وبريطانيا، لكي لا تستغل بريطانيا مصر وتعطيها الاستقلال التام .
وقال «غالي» إن هدفه الوحيد هو تحقيق مطالب الأمة ويشاركه الوفد المصري بقياده سعد زغلول.
بدأت القصة عندما عين الملك فؤاد الأول، المناضل «بطرس غالي» رئيسا للوفد المصري للسفر للمفاوضات بين مصر والإنجليز حول قضية الاستقلال .
وبالفعل سافر «غالي» مع الوفد المصري إلى لندن، وطالب بحقوق المصريين في الحرية، مما أغضب الإنجليز، وللأسف فشلت المفاوضات وعاد «غالي» حزينا إلى وطنه، ليجد الشعب المصري في انتظاره ليلقيه بالبيض والطماطم .
ولد بطرس نيروز غالي عام 1262 ميلاديا ، تولي رأست وزراء مصر عام 1908 ، كان والدة يعمل ناظر مدرسة سنية في الصعيد ، تلقي تعليمه الجامعي في كلية «البابا كيرلس الرابع» ، وعين في المدرسة القبطية في القاهرة ثم سافر إلي أوربا في بعثة علمية ، وبعد رجوعه من بعثته العلمية أشتهر «غالي» بحياته السياسية فكان أشهر الأقباط الذين عملوا بالسياسة في مصر ، وتوفي «بطرس غالي» عام 1910 ميلاديا عن عمر يناهز 64 عاما .
أخبار اليوم - 5 مارس 1950
اقرأ ايضا || الاغتيالات السياسية «2»| مقتل «بطرس باشا غالي» في عهد الاحتلال البريطاني
