تؤمن أسماء محمود سيد رئيس قسم تمريض الرعاية بمستشفى عزل هليوبوليس، بأن توفير الراحة النفسية للمرضى خاصة الحالات الحرجة فى الرعايات التى تشرف على التمريض بها تعد سببًا كبيرًا فى تعافى هذه الحالات.
بابتسامة قابلتنا فور خروجها من غرفة الرعاية لإحدى المريضات قائلة :أحاول توفير الراحة النفسية للمريض، والأمان لهم بالإضافة إلى الخدمة الطبية، فنقوم مع فريقى من التمريض بعمل دعم نفسى للمريض لأنه ذلك يساعده بشكل كبير على التعافى، ونحاول نعوضه غياب أهله، فالمريض يشعر أننا مثل أولاده وأخوته خاصة أنهم يقيمون لفترات فى مكان مغلق لا يتحركون منه، ويعد ذلك أول خطوة لتقبل المرض والعلاج.
وعن اللحظات الصعبة التى تعيشها قالت :وقت عمل إنعاش القلب الرئوى للمريض فكلنا نعمل على المريض لأقصى درجة لكى يستجيب لأن حالته تتدهور فجأة ويكون ذلك ضغط كبير علينا كتمريض، وهذا شيء مدمر لنا نفسيا، وحالات كثيرة أثرت فيّ، فجأة بعد التحدث مع المريض ويكون فى وعيه يدخل فى غيبوبة.
وطوال 24 عاما عملتها كممرضة لم تمر عليها أزمة مثل الجائحة الحالية، مضيفة :صعوبة كورونا البعد عن الأهل، وأنت والمريض فقط صعبة، وأنت أصبحت أهل المريض وأهل نفسك، فأنت كل حاجة لنفسك وللمريض.
وتوضح أن ارتداء بدل العزل لفترات عملية صعبة جدًا، فهى مؤلمة لكن تعودت عليها، والأعراض فى الموجة الثانية أشد والاستجابة أبطأ والمريض يخاف الذهاب للمستشفى، فيأتى بعد تدهور حالته.
وتشير إلى أنها تقيم 14 يوما فى عزل المستشفى، وتذهب لمنزلها مدة مماثلة، ولو ظهر أعراض تعود للمستشفى، وتجلس 5 أيام معزولة عن أولادها وفى البداية كان الأمر صعب على أولادى لكن حاليا هم «فخورين بنا وعملنا وبعد الـ5 أيام نعيش حياتنا بشكل عادى لكن يكون فيه حذر فى التعامل».