اختبار الديموقراطية المزعومة

المهندس‭: ‬محمد‭ ‬السباعي
المهندس‭: ‬محمد‭ ‬السباعي

المهندس‭: ‬محمد‭ ‬السباعي

عضو مجلس الشيوخ

تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين

تُثبت مجريات الأحداث أن لدينا مخزونا حضارىا لا ينفد،،، وأن الأمة المصرية بعراقتها وتاريخها الممتد تزخر بمخزون وطنى برغم ما يمارس علينا من ضغوط على كافة المستويات والأصعدة. 

فخلال العشر سنوات الأخيرة مررنا بكثير من الأحداث التى كان بعضها كفيلا بأن يفتت وحدة الأمة المصرية برعاية ما أطلق عليه (الفوضى الخلاقة) والتى كانت تستهدف العصف بتاريخنا العريق لولا الإرث الحضارى لدى الشعب المصرى وقواته المسلحة.. شاهدنا وعشنا العديد من السيناريوهات التى استهدفت استعداء المصريين لبعضهم وبالرغم من ذلك لم نر مواجهة مسلحة بيننا أو اقتحام للمؤسسات الرسمية بالدولة، والجدير بالذكر أن تقديس المصريين لهذه المؤسسات الذى ظهر جليًا فى المحافظة على هيبتها وعدم المساس بها جاء نابعًا باستمرار من قناعة المصريين أنفسهم بضرورة حماية هذه المؤسسات التى تعبر عن الهوية المصرية. 

كما أُختبر مخزوننا الحضارى فى العديد من الأحداث والمواقف بداية من مرحلة الانفلات الأمنى بعد أحداث ٢٥ يناير ٢٠١١ وما تتبعها من تكاتف الشعب المصرى لحماية مقدراته وممتلكاته الخاصة والعامة ومرورًا بما تم من محاولة فصيل لاستعداء على الشعب المصرى بكافة طوائفه وفرض إرادته عليه، وكانت وحدتنا فى ٣٠ يونيو ومن خلفنا جيشنا الباسل حجر العثرة الذى تفتت عليه كافة مخططاتهم لهدم الدولة.. وجاءت دولة ٣٠ يونيو لبناء مصر الحديثة وكانت التحديات الاقتصادية وعلى رأسها برنامج الإصلاح الاقتصادى فى ٢٠١٦ وظهر المعدن الأصيل للشعب المصرى الذى تحمل كافة آثاره من ضغوط اقتصادية، مروراً بجائحة كورونا التى أصابت العالم فى ٢٠١٩ وواجهنا الموجة الأولى بأقل الخسائر مقارنة بما أصاب دول العالم من انهيار اقتصادي.. ومازالت التحديات مستمرة فى ضوء الموجة الثانية والثالثة لفيروس كورونا المستجد وكذلك تحديات إقليمية لا تخفى على أحد على كافة حدودنا، كما أثبت الشعب المصرى أن الرهان على وعيه هو صمام الأمان الدائم والمستمر لحماية أمننا القومى..وخلال الأحداث التى مرت على مصر فى العشر سنوات الأخيرة لا ننسى موقف الدولة المصرية من ملف حرية التعبير والحكمة فى التعامل مع الملف وفى هذا الصدد وعلى الجانب الآخر من رصد المشهد لا ننسى مقولة رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون أنه حينما يتعلق الأمر بأمن بريطانيا لا تسألنى عن حقوق الانسان .. ومن المفارقات أيضا نجد حينما تعرّض أمن الولايات المتحدة للخطر، منع موقع تويتر ترامب من التغريد عبر حسابه.. منع رئيس الولايات المتحدة شخصيا وليس ناشطًا أو متظاهرًا!.. فى سابقة لم تحدث من قبل فى بلد الحريات، واستكمالا لرصد المشهد ظهرت  تصريحات بايدن  التى تستنكر  تكسير نوافذ  الكونجرس وإذا به يسميها بعمليات التخريب، ويصفها  بأنها ليست  تظاهرات بل فوضي... 

فى حين أن المجتمع الدولى كان له رأى مغاير حين قام الإخوان بحرق المجمع العلمى فى مصر، واقتحموا أمن الدولة، حيث وصفوها حينها بأنها حرية تعبير وعلى الدولة المصرية تقبل ذلك وأى إجراء تجاه ذلك وصف بالقمع ودحر الحريات وانتهاك حقوق الإنسان.... وبالرغم من كل هذه المفارقات والتحديات ظلت مصر ولا تزال صامدة فى وجه التحديات بوحدة صف شعبها وتماسكه فى وجه ما تفرزه الأحداث والمجريات فى اختبار الديمقراطية المزعومة من العديد من المفارقات التى سنتابعها عن كثب خلال الأيام القادمة.