عاجل

على صفيح ساخن

كورونا.. لا تعرف التهريج

حسين عبدالقادر
حسين عبدالقادر

اسلوب تعاملنا مع كورونا أمر يدعو للدهشة.. سواء كان ذلك على المستوى الرسمى أو الشعبى... فمعروف للجميع حالة التفشى الواسعة للفيروس الذى ينتشر حاليا بصورة أكثر بشاعة من الهجمة الماضية لسنا فى حاجة للتأكيد على شراسة الواقع فعلى مدار اليوم تبدأ بوستات الفيس بوك لمئات الحالات من كل صوب وحدب تدعو بالشفاء من الفيروس. وبوستات أخرى يتحدث فيها اصحابها عن تجربتهم مع الاصابة بالفيروس وهم يحذرون الاخرين من التهاون والاهمال حتى لا يقعوا فى المحظور.. بوستات اخرى تحمل وفاة أقارب وأصدقاء سقطوا ضحايا للفيروس بعضهم شخصيات عامة. الصورة الماضية هى مؤشرات الانتشار الواسع لكورونا خاصة ان المستشفيات مكتظة بمصابى الفيروس لدى قائمة بمستشفيات ازدحمت عن آخرها وهو ما يؤكد عدم دقة البيانات الرسمية عن مصابى كورونا خاصة كما علمت أن بيانات وزارة الصحة لا تعترف الا بأصحاب المسحات الرسمية التى تجرى عن طريق مراكزها فقط.وحتى تتأكد عزيزى اذهب لصيدليات مثل صيدلية الاسعاف وشاهد هذا الطابور من البشر الذين حضروا للحصول على أدوية بروتوكول علاج كورونا ورغم هذه الصورة المرعبة فتعاملنا مع الفيروس -رغم علم الجميع بخطورة الموقف- يتم بحالة من اللامبالاة بداية بمشاهد الاختلاط والتزاحم بين المرضى وذويهم سواء داخل بعض المستشفيات والتى الغوا تماما خلالها مفهوم العزل. المراكز التعليمية يتكدس الطلاب خلالها بالمئات داخل القاعة الواحدة نفس الشىء فى مختلف وسائل الموصلات العامة بداية من المترو والاتوبيسات والميكروباصات.. الغالبية ارتدوا الكمامة وجعلوها تحت الذقن ولا ترتدى كاملة الا عند وجود أى تفتيش أو الزام بارتدائها ونطبق منطقا غريبا وكأننا نخشى الاوامر ولا نخشى على حياتنا وينطبق نفس المنطق على انتشار الشيشة فى جميع المقاهى جهرا بدون استثناء.. الغريب بعد ذلك فى موقف الحكومة التى اكتفت حتى الان -رغم حدة وخطورة الموقف- بإصدار البيانات والتحذيرات ولم تفكر أو تبد نيتها فى بدء الحظر ولو تدريجيا حتى يلتزم الجميع فالموقف ينذر بسوء ومخاطر ربما تنهار بالفعل معها المنظومة الطبية التى يبدو فى الأصل انها قائمة بالبركة مثلها مثل أشياء كثيرة.. اخشى ان ندخل فى النفق المظلم الذى دخله اخرون رغم أن امكانياتهم أفضل بكثير.