الكوارث الجوية| الرحلة 123 تنهي حياة 524 شخصًا بينهم 12 رضيعًا.. صور

الطائرة المنكوبة
الطائرة المنكوبة

واحدة من أسوء الكوارث الجوية، ذهب ضحيتها 524 قتيلا من بينهم 12 طفلا رضيعا، بعد سقوط طائرة من طراز بوينج 747، في شهر أغسطس من العام 1985، خلال رحلتها الداخلية رقم 123، من العاصمة اليابانية طوكيو إلى أوساكا. 

وعقب الحادث أعلنت شركة الخطوط الجوية اليابانية آنذاك، عن تحطم إحدى طائراتها من طراز بوينج 747 في منطقة جبلية شمال غرب طوكيو فيما قال مسؤولون بوزارة الدفاع، إنه لا توجد أي دلائل تشير إلى وجود ناجين.

وحاول نحو ألف عامل طوارئ الوصول إلى مكان الحادث سيرا على الأقدام، فيما واجه رجال الإنقاذ صعوبة كبيرة في الوصول إلى جبال الألب اليابانية النائية، والتي تبعد نحو 70 ميلاً شمال غرب العاصمة، هذا إلى جانب فريقا آخر من المظليين تجاوز عددهم 70 مظليًا للبحث عن حطام الطائرة المنكوبة.

وأفاد طيار الخطوط الجوية اليابانية، الكابتن ماسامي تاكاهاما، قائد الرحلة، و البالغ من العمر 49 عامًا، عن صعوبات بعد وقت قصير من المغادرة، و أعطى موقعه على بعد 55 ميلاً جنوب غرب طوكيو، ما يعني أنه انحرف عن طريقه إلى أوساكا.

و أخبر الطيار المراقبين الأرضيين، أن الختم قد تلاشى على أحد الأبواب، وأن طائرته كانت تنخفض إلى ما دون 24000 قدم، وهو الارتفاع المخصص لرحلته، و بعد ذلك بقليل، أرسل عبر موجات الراديو أنه فقد السيطرة على التحكم بالطائرة، كما أنه لم يعد يعلم موقعه الذي أصبح بعيدا عن مسار الرحلة.

في ذلك الوقت طلب سؤيعا المراقبون الأرضيون من الطيار إن يقوم بهبوط اضطراري في قاعدة جوية أمريكية قريبة، لكن كان على ما يبدو أن قائد الرحلة أو مساعده لم يتلق تعليمات مراقبي الحركة الجوية، بعد أن أصبحت أجهزة الاستقبال بالطائرة مشوشة. 

ولم يتم يتلقى طاقم المراقبة الأرضي أي رد على تعليمات الطوارئ التي أصدرها للطيار، ولكن لاحقًا، عندما سئل الطاقم عما إذا كان يريد الطيار العودة إلى مطار طوكيو، رد الكابتن تاكاهاما بحماس: "نعم".

وقال قائد طائرة كانت قريبة من موقع الحادث، إنه سمع الطيار عبر موجات الراديو، وقد بدا من أنه يعاني من ضيق في التنفس، وأن صوته كان مكتومًا، كما لو كان يرتدي قناع أكسجين، وكان من الواضح أنه فقد السيطرة على طائرته، كما فقد ضرب الجانب الشمالي من جبل أوغورا على بعد حوالي 2000 قدم عند سفح قمة الجبل، فيما قال خبراء الأرصاد الجوية اليابانيون، إن المنطقة كانت قد تأثرت بعواصف رعدية شديدة وقت وقوع الحادث ما زاد الأمور تعقيدا.

وقال الشهود الذين رأوا الطائرة في لحظاتها الأخيرة، إنها بدت وكأنها تقوم بـ "منعطف طويل"، وهي مناورة كان من الممكن أن تكون محاولة من قبل الطاقم للعودة إلى مسارها فوق بلد جبلي، بعد تلقي تفاصيل عن موقعهم الحقيقي من الجو مراقبي المرور، إلا أنه على ما يبدو أن الوقت قد فات لتصطدم الطائرة بالأرض وتقع الكارثة.

أقرأ أيضا.. فيديو| استعراض جوي ينتهي بكارثة مروعة في أوكرانيا

وقال حينها متحدث باسم وزارة الدفاع اليابانية: "عثرت طائرة هليكوبتر على ما يشبه ذيل الطائرة، وقد تناثر الحطام على مساحة لا تقل عن ثلاثة أميال"، فيما قالت ربة منزل من محافظة ناغانو، بالقرب من المكان الذي يُعتقد أن الطائرة تحطمت فيه، لهيئة الإذاعة اليابانية: "حلقت طائرة فوق منزلي باتجاه الجنوب، و كانت الطائرة منخفضة على الجانب الأيسر، ويبدو أنها على وشك السقوط".

وجاء ذلك بالتزامن مع قرار إرسال مسؤولين من مجلس سلامة النقل الوطني الأمريكي في أعقاب تقارير حول الحادث، تفيد بأن الطيار واجه مشاكل في الباب الخلفي، وذلك من خلال رسالة قام ببثها عبر موجات الراديو، أكد خلالها أن الختم الخاص بالباب قد انفجر.

وقال متحدث باسم المجلس في واشنطن، إن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها الإبلاغ عن مثل هذه المشكلة مع طائرات بوينج 747، على الرغم من أنه في عام 1974، تسبب فقدان باب البضائع الخلفي الذي تم تثبيته بشكل سييء في تحطم طائرة الخطوط الجوية التركية DC-10 بالقرب من باريس، مما أدى إلى مقتل 346 شخصًا.

وكانت الطائرة، وهي نسخة خاصة قصيرة المدى من 747، محملة بالكامل، وقد خصصت للسفر الداخلي باليابان للاحتفال بالعيد الديني "لأوبون"، وهو العيد الذي اعتاد فيه اليابانيون الذهاب من المناطق الحضرية إلى منازلهم الريفية احترامًا لأسلافهم وأجدادهم.

وكان من بين أولئك الذين قيل إنهم استقلوا الرحلة، أحد أشهر المطربين اليابانيين، وهو كيو ساجاموتو، والذي أصبح معروفًا للجماهير الغربية في الستينيات من خلال سجله القياسي Sukiyaki.

وكان الكابتن تاكاهاما أحد أكثر الطيارين خبرة في الخطوط الجوية اليابانية، وقد انضم إلى شركة الطيران في عام 1966 ، وسجل حوالي 12000 ساعة طيران. 

وقال متحدث باسم الشركات المصنعة في سياتل، إن التحقيقات في الحوادث السابقة التي شملت بوينج 747 "أظهرت عدم وجود خطأ في أي منها"، فيما تكهن خبراء الطيران بأن المشكلة المبلغ عنها في الباب، وفقدان الطائرة قد تكون مصادفة، ولم يكن هناك أي دليل على تخفيف الضغط عن طريق المتفجرات بينما كان الطيار يتواصل مع الأرض.

وفي كل الأحوال فإن الرحلة 123 طيران داخلي طوكيو – أوساكا، تعد من أسوء حوادث الطيران في تاريخ النقل الجوي، خاصة وأنها جاءت خلال احتفالات بأعياد دينية وذهب ضحيتها 524 قتيلا، وما اعتصر القلوب آنذام أن من بينهم 12 رضيعا كانوا مسجلين على قوائم الركاب.