حق ربنا

إعلانات التليفزيون «تانى»

عصام حشيش
عصام حشيش

لا أظن ابدا ان شركات الاتصالات تلح علينا بإعلاناتها لأنها تبحث عن الشهرة ولكن اعتقد ان لديها فوائض اموال تستغلها فى تكثيف الدعاية لنفسها والاعلان عن خدماتها بالتكرار والإلحاح لدرجة انها جاءت بمردود عكسى..فالجمهور الآن يشعر بالغضب من تكرار الاعلانات بهذه الفجاجة التى يرفضها أى متابع.. فمن غير المحتمل ان يشاهد انسان طبيعى نفس الاعلان عشر مرات فى نصف ساعة !! وهذا ما دعا السيدة مها ابو السعود كبيرة مترجمى الأمم المتحدة لتبنى حملة واسعة على الفيس بوك تدعو لمقاطعة شركات الاتصالات وإظهار عدم رضاهم بعدم استخدام المحمول لمدة نصف ساعة فقط.. وانا اضيف لما تبنته السيدة مها ابو السعود اقتراحا ارى ان جمهور المستخدمين وهم الشعب المصرى كله سيرحب به وهو ان تعلن هذه الشركات عن تمويل مجموعة من مشروعات الخدمة العامة من فوائض اموالها التى تهدرها فى تكرار اعلاناتها..وبدلا من ان يتهمها الجمهور بالسفه والتبذير يرفع لها القبعة تقديرا واحتراما لأنها اختارت ان تقف فى صفه..تصور ان شركة اعلنت مثلا عن تحملها مصروفات ترميم وليس بناء مدارس لعدد من المحافظات يعنى اصلاح دورات المياه ووسائل الإيضاح والأحواش والإضاءة والدهانات أو دعم جمعيات خيرية تقدم مساعدات للأرامل والأيتام وطلبة العلم والمرضى المحتاجين أو انشاء وتشجير مساحات تركت للمخلفات والزبالة فى الشوارع وتحت الكبارى ولا بأس من ان تضع عليها لافتات دعاية لنفسها بالاتفاق مع الأحياء أو تدريب اطفال الشوارع على اعمال يتكسبون منها..ومئات الأفكار التى تخدم المجتمع وتحسن صورته الحضارية بدلا من ترك العبء فقط على الدولة..هل تجد افكار من هذا النوع رد فعل ايجابى لدى اصحاب القرار فى شركات المحمول ام ان الحرب معها والحملات ضدها ستستمر وتزيد ؟!
الاستغفار
لو نزلت صاعقة من السماء ما أصابت مستغفرا..نعم..كلنا اصحاب هموم ونعانى من ازمات نستعين عليها بأسبابنا المادية..ولكن الذى يعرف اكثر وهو الخبير بالله يقول لك ان من لزم الاستغفار جعل الله له ثلاث جوائز الأولى ان الله يوجد له من كل ضيق مخرجا..والثانية ان الله يجعل له من كل هم فرجا..والثالثة ان الله يرزقه من حيث لا يحتسب..فمن الذى يستخدم هذا السلاح الناجح للتعامل مع ازماته والنبى ضامن له؟
قالوا لرسول الله وكيف نستغفر..فقال لهم: قولوا استغفر الله.. فلماذا لا نكثر منها ونجعلها تلازم ألسنتنا ؟