قبل مؤتمره الصحفى غداً ..

حوار| إنتشال التميمي: «الجونة» له جاذبية خاصة.. ونجحنا في اقتناص أفضل أفلام ٢٠٢٠

إنتشال التميمي
إنتشال التميمي

حوار: هويدا حمدي

فى عام صعب يعده العالم عاما كارثيا أو كابوسا مخيفا اختار مهرجان الجونة "عالم الأحلام" شعارا لدورته الرابعة متحديا كل الظروف ومتناقضا مع الواقع المحبط الذى يسيطر الوباء على كل مفرداته..ووسط شك فى عودة الحياة لطبيعتها، يعود مهرجان الجونة، لينطلق فى ٢٣ الشهر الحالى بإجراءات احترازية صارمة وبرنامج مبهر كعادته كل عام، يعلن عن تفاصيله فى مؤتمر صحفى ضخم يقام بأحد الفنادق الكبرى ظهر غد الخميس.


قبل المؤتمر، كان لنا لقاء مع انتشال التميمي مدير المهرجان وأحد أسرار نجاحه ليكشف لنا ترتيبات ومفاجآت الدورة الرابعة أو دورة التحدى فى زمن الوباء.


< فى البداية سألته مندهشة عن سر اختيار هذا الشعار البعيد عما نعيشه منذ بداية العام؟
- «عالم الأحلام» اخترناه ليعكس نوعا من التحدى والرغبة فى تجاوز الحالة الصعبة التى فرضها الوباء هذا العام.. دائما فى الفترات الصعبة يهرب الإنسان إلى الحلم، وارتباط البشر وحبهم للسينما هو ارتباط وتمسك بالأحلام.. فى السينما فقط ينتصر الحلم والخيال فيصعد البطل والبطلة من قاع المجتمع إلى قصور الحكم، وتتزوج الخادمة الأمير ويقهر الانسان الواقع المستحيل، الآن فى ظل عالم حزين محبط إما أن نستسلم أو نتمسك بالحلم وأعتقد الحل الأخير أفضل وهو ما يمنحنا القدرة على مواصلة الحياة.


< فاجأنى تصريحك بأن هذه الدورة كانت الأوفر حظا فى عدد الأفلام المقدمة للمهرجان، كيف، والإنتاج السينمائى تقلص جدا هذا العام؟
- الحقيقة هذا العام وصل إلى المهرجان عدد كبير من الأعمال يفوق أى دورة سابقة، فالمهرجان أصبح مقصدا وله سمعته دوليا وصناع الافلام يتقدمون لنا، لكننا لا نعتمد على ما يقدم، ولا يشكل أكبر من ٥ ٪  مما يضمه برنامجنا، المشكلة أننا نختار من المشاريع المهمة لنقتنص أهم أفلام العام، وهنا كانت الأزمة، لأن العناوين الممتازة التى اخترناها وتتبعناها تم تأجيل معظمها لأسباب ارتباك التوزيع بسبب الوباء هذا العام، ورغم ذلك استطعنا اقتناص أفلام متميزة عرضت بالمهرجانات الكبرى وحصدت جوائزها.


< هل مجرد اشتراك الفيلم بمهرجان كبير هو جواز للمرور لبرنامج الجونة؟
- لا يهمنا أبدا أن الفيلم مختار من قبل مهرجانات مثل كان أو فينيسيا أو تورونتو وغيرها، المعيار الأساسى للفيلم لغته السينمائية العالية وأن يكون متوهجا جديدا، نحن نريد أن نتيح فرصة للمتخصصين والنقاد من المصريين والعرب أن يشاهدوا الأفلام الجديدة.. وللعلم نختار الأفلام وهى مازالت مشاريع أو عناوين ونتابعها بعد الانتاج، فنحن نذهب لأى منصة للانتاج كأى مبرمج دولى ونجوب العالم من الشرق للغرب نتواجد بكل الأسواق ولدينا أصدقاء من كبار صناع السينما فى العالم، نختار الأفلام قبل ذهابها للمهرجانات فعلا وقبل أن يعرف عنها أى مبرمج آخر لكنها بالتأكيد ستنطلق من أحد الأقسام المهمة لمهرجان دولى كبير ثم تذهب للجونة وغيره.ورغم الصعوبات الكثيرة هذا العام ستلاحظين الفارق فى البرنامج رغم القيود العديدة.


< ماهى القيود؟!
- كثير جدا، أولها إرجاء أفلام عربية وأوروبية للعرض فى فترات لاحقة بعيدا عن هذا العام، السينما الأمريكية مثلا تأثرت بالوباء وأجلت أفلامها،نتفليكس مثلا قررت ألا تطلق أى فيلم من إنتاجها فى أى مهرجان دولى، كان هناك أفلام أمريكية عديدة وقوية معنا فى البرنامج ولكن الشركات الأمريكية أجلت أفلامها ومنعت أعضاءها من المشاركة فى أى مهرجان، ارتباك حركة الطيران وتوقفها حتى يوليو الماضى،بخلاف تبادل منع السفر بين أمريكا وأوروبا الذى أحدث ارتباكا شديدا فى الحضور الدولى، وزاد من تعقيد الظروف التى ننطلق فيها كأول مهرجان عربى يتحدى كل الصعوبات من أجل مسئوليته تجاه الحركة السينمائية.


< ماهى الإجراءات التى تضمن دورة آمنة للمهرجان وسلامة الضيوف؟
- من فينيسيا أخذنا كل الإجراءات اللازمة للسلامة الصحية للضيوف، وأمامنا مسئولية كبيرة باعتبار أن نجاح تلك الدورة سيعد مثالا يحتذى لأى مهرجان آخر يقام فى هذا التوقيت، والتحدى فى إقامة دورة ناجحة ببرنامج ثرى ومشاريع ممتازة ولقاءات وندوات وحفلات مثمرة تحقق تفاعلا بين الجمهور والسينمائيين والنقاد مع الأخذ فى الاعتبار سلامة الجميع، وقد وفرنا كل التكاليف للتغلب على صعوبات الطيران وكل الإجراءات اللوجستية ولتنفيذ فحوصات كورونا للضيوف الأجانب وإجراءات التعقيم وتنفيذ كل معايير السلامة فى المنشآت والقاعات التى لن تستقبل سوى نصف طاقتها فقط.


مونيكا بيللوتشى !
< يتردد أن المهرجان يستضيف النجمة العالمية الجميلة مونيكا بيللوتشى، هل هذا حقيقى؟
- النجمة العالمية مونيكا بيللوتشى شاركت فى بطولة فيلم «الرجل الذى باع ظهره» ويعرض بالمسابقة، ومحاولات استضافتها حقيقية لكن حتى الآن لم تؤكد الحضور، لأن ذلك مرتبط بظروف الوباء وانتشاره بين لحظة وأخرى، وظروف تعامل أوروبا مع القادمين من مصر لأنه يشترط على القادم حجرا صحيا لمدة أربعة عشر يوما وهو شرط قد يصعب تنفيذه على كثيرين، لذلك من الصعب التكهن بوصول أى نجم وتعديل الخطط جائز فى أى وقت.. نحن نواجه تغييرات فى الموقف العام كل يوم أو يومين وهو ما أعده دمارا شاملا.. بالنسبة لى شخصيا أشبه تلك الدورة بسباق الحواجز. 


< قلت لى سابقا، إن هدفك أن يصبح « الجونة» مقصدا لصناع الأفلام، هل حققت هذا الهدف؟
- ماقلته كان أملا وأصبح حقيقة، فالمهرجان أصبح قادرا على استقطاب أفضل إنتاج السينما عربيا ودوليا، وصناع الأفلام يعتبرون الجونة المكان المثالى لإطلاق أفلامهم فى المنطقة العربية، وتقريبا ٨٠٪ من الأفلام الفائزة بجوائز دولية نقتنصها، سعفة «كان» وما نطلق عليه على سبيل الفكاهة حديقة حيوان المهرجانات، من نصيب الجونة،فهد لوكارنو، ودب برلين،وأسد فينسيا،ونمر روتردام، ذلك جعل موقفنا قويا واسمنا معروفا دوليا وأتاح لنا اختيار أفلام تعبر عن شخصية المهرجان، وعرضها بشكل مميز من الناحية التقنية ولجان التحكيم الكبيرة والجوائز والتغطية الإعلامية الضخمة جعلت ضيوفنا يطمئنون ويفضلون الجونة عن أى مهرجان آخر بالمنطقة، وكذا الرعاة أصبحوا يسعون لدعم المهرجان بعدما كنا نحن نسعى إليهم.


< هل هناك من يدعم المهرجان غير عائلة ساويرس وشركاتهم؟
- أول دورة كانت على عاتق عائلة ساويرس وشركاتهم، لكن السنوات الماضية كان هناك ٤٠٪ تتحملها شركات أخرى لاعلاقة لها بعائلة ساويرس، فقد أصبح للمهرجان جاذبية للرعاة أيضا وليس صناع الأفلام فقط، لو لم تتنوع مصادر دخل المهرجان ما استطعنا الاستمرار، وللعلم دعم الرعاة لنا لم ينعكس على الجونة فقط وإنما انعكس على كل المهرجانات المصرية.


< كيف ذلك؟
مهرجان القاهرة كانت ميزانيته ٨ ملايين جنيه فأصبحت تتجاوز ٤٠ مليونا بسبب الجونة وهو باعتراف حفظى رئيس المهرجان، فلأول مرة يدرك الرعاة أن للمهرجانات السينمائية قيمة ترويجية كبيرة، فيلتزمون بدعم المهرجانات، والتزامهم له أثر كبير حتى على الجوائز التى تتضاعف كل عام.


< كم تبلغ ميزانية الجونة؟
- نحن لا نعلن ميزانيتنا، لكن نؤكد أنها ليست بالضخامة التى يتصورها البعض، ونؤكد أنها لا تتجاوز أى مهرجان آخر بالمنطقة العربية.


< مثل مهرجان القاهرة مثلا ؟!! كيف ونحن نسمع أنكم تنفقون ببذخ وبأرقام خرافية؟!
- أترك للمهتمين بالأرقام أن يسرحوا بخيالهم، أما نحن فنتعامل بصرامة مع ميزانيتنا، ومع العقود التى نبرمها ولا ندفع أكثر من أى مهرجان آخر بل فى كثير من الأحيان ندفع أقل لأن بعض الأفلام التى تفضل الجونة ندفع لها رقما زهيدا جدا.


< لكنك «متهم» منذ الدورة الأولى باقتناص الأفلام بما تدفعه ببذخ شديد؟!
- لم أسمع هذا الاتهام من المنافسين، ولكن نحن ملتزمون معهم باتفاق اخلاقى ألا يتجاوز أحدنا رقما محددا اتفقنا عليه، وللعلم ميزانية الأفلام بسيطة ولا تتجاوز ٢٪ من ميزانية المهرجان.


< وفيم تذهب ميزانية المهرجان الضخمة إذن؟
نحن نحتاج ميزانية أكبر من أى مهرجان آخر بسبب بناء قاعات عرض سينمائى جديدة كل عام للتوسع فى عروض المهرجان، هذا العام مثلا أضفنا قاعة عرض مفتوحة وقاعة ضخمة جدا بقصر ثقافة الجونة الذى نفتتحه.


< ماذا يضيف قصر الجونة للثقافة والمؤتمرات؟
- وجود هذا القصر الرائع مرتبط بشعارنا «عالم الأحلام»، فقد حققنا حلمنا بوجود مكان قادر على استيعاب كل أنشطة المهرجان، قصر للمؤتمرات وقاعة سينما وقاعة موسيقى،نفتتح جزءا منه هذا العام، فبسبب كورونا أجلنا جزءا من الخطة، حتى الآن تبدو الأعمدة الخارجية بجمالها الاستثنائى والتى ستحقق حالة رائعة باحتضانها للمهرجان. القاعة الضخمة بالقصر تستوعب أكثر من ٢٤٠٠ مقعد لكن لظروف الوباء سنقتصر على ١٢٠٠ فقط.


< هل أصبح للمهرجان جمهورا يستدعى كل هذه القاعات؟
- فى الواقع نعم هناك جمهور يتابع، عادة الجمهور نصفه من الضيوف والنصف الآخر من أهل المدينة والسائحين القادمين لمتابعه المهرجان، فالبعض يضبط إجازته بتوقيت الجونة وكثيرون يأتون لمشاهدة أحدث الأفلام العالمية ويتكلفون سفرا وإقامة العام الماضى بيع ٢٦ ألف تذكرة وهو رقم ممتاز بالنسبة لمدينة صغيرة، وأعتقد أن الرقم سيتصاعد كل عام وهو يعتمد على التوسعات فى المدينة كسكن وفنادق، فحتى الآن الحصول على حجرة وقت المهرجان أمر صعب والبعض يذهب إلى الغردقة لانه لا يجد مكانا بالجونة، وهذا يسبب انتعاشا سياحيا فى مصر كلها.


< ماهى الأفلام التى ترشيحها لجمهور الجونة ليحرص على مشاهدتها؟
- لدينا ٦٥ فيلما لو وضعت إصبعك على أى منها ستكتشفين جواهر، كل الأفلام تستحق المشاهدة لكنى أرشح منها فيلم «LISTEN» «استمع» واحد من أجمل أفلام العام وأقواها فاز بجائزة أسد فينسيا للعمل الأول، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة فى مسابقة آفاق.. ويعرض بحضور صناع الفيلم على رأسهم المخرجة آنا روخا دى سوسا.ويعرض بالمسابقة للأفلام الطويلة. والفيلم البوسنى «إلى أين تذهبين يا عايدة» وهو أحد أقوى الأفلام التى عرضت فى فينسيا للمخرجة البوسنية ياسميلا زبانيتش بالمسابقة أيضا فيلم «الصبى صائد الحيتان» لفيليب يوريف الفائز بجائزة العمل الأول فى أيام فينسيا وجائزة الإخراج.. و«The Ties» للإيطالى دانيال لوتشيتي.


وخارج المسابقة «MY TENDER MATADOR» وهو واحد من أفضل الأفلام التشيلية.ومن الأفلام الرائعة و«falling» لفيجو مورتنسن، و»Beginning “ لديا كولومبيجاشفيلى الفائز بجائزة المصادفة الذهبية لأفضل فيلم وأفضل مخرج وممثلة وسيناريو فى مهرجان سان سيباستيان.. و» Mainstream “ لجيا كوبولا، و» True Mothers” لناعومى كاواس، «Father» الفائز بجائزة الجمهور فى برلين، وفيلم «برلين ألكسندربلاتز» لبرهان كربانى مدته ثلاث ساعات ونصف.


ومن الأفلام العربية التونسى «الرجل الذى باع ظهره» لكوثر بن هنية، ويعرض بمسابقة الافلام الروائية الطويلة، والفلسطينى «٢٠٠ متر» لأمين نايف، واللبنانى بمسابقة الافلام الوثائقية «نفس طويل».


< وماذا عن الأفلام المصرية؟
- ستعلن فى المؤتمر.. لكن من مفاجآت المهرجان والتى نعلنها فى المؤتمر وجود الفيلم الاسترالى «The Furnace» لرودريك ماكاى بطولة النجم المصرى أحمد مالك، الذى يشاهده جمهور الجونة يمثل بالإنجليزية لأول مرة وفى رأيى أن هذا الممثل نجح فى تحمل بطولة فيلم كبير، سيصبح له حضور دولى فى المستقبل.