مشوار

«التطبيع»سؤال إجابته.. لا

خالد رزق
خالد رزق

هل هو شخص فاته الزمن منفصل عن الواقع ذلك المواطن العربى الذى لا يرى فى الدولة العبرية إلا عدوًّا أبديًّا مغتصبًا للحقوق وأنه لابد وسيأتى يوم وترد هذه الحقوق إلى أصحابها وهم شعوب أمة بأكملها؟!
هل هو إنسان قاصر التفكير مصاب بتجمد العقل ذلك الذى يرى أن هذا الكيان الشاذ المختلق لا يمكن مسالمته، ويقول بأن الكيان لم يتوقف يوماً عن عدوانيته تجاهنا جميعاً حرباً وتآمراً وحصاراً، ويعتقد أنه ما من سبيل مع العدو يراه من تسميهم الدنيا عرباً ويؤمنون هم بدورهم بمعنى عروبتهم ويستمسكون وجدانياً بمبادئها، وهؤلاء هم الأكثر من شعوبنا، «سوى» الإعداد والتأهب لحرب وجودية شاملة قادمة لا محالة وبأن الواجب ومنطق الأمور وقواعد الحق تقول بأن علينا أبناء هذه الأمة أن نشارك ذات يوم بحرب مستعرة لم يوقفها كيان الاحتلال ولو لساعات؟!
إذا كانت إجابتك عن الفرضيات السابقة بـ لا وكنت ترى بأن هذا هو حال المواطن العربى الطبيعى وما ينبغى أن نكون عليه، فلابد أنك تفهم أن كثيرا مما يجرى طرحه من أفكار تروج لما يسمى بالتطبيع هى فى حقيقتها تشكل اعترافاً منافياً للعدل يقر للغاصب بحقوق فيما سلب ويهدر حقوق المسروق ويقهره بأكثر وأشد مما يقهره العدو نفسه. ولست هنا أكتب لأنتقد أو لأرفض وأعارض مواقف أنظمة رسمية، فللحكومات دائماً أسبابها وإن كانت عادة لا تقنع أمثالى من العوام، وإنما أكتب لأذكر كل من يمكن أن تصله هذه السطور أنظمة ومؤيدين ومن يناقضونهم من شعوب، بأن بلادا مثل مصر والأردن تلك التى حاربت غير مرة، ثم تحت دعوى السلام هادنت واعترفت على المستويات الرسمية بشرعية وجود الكيان المغتصب، لم تفلح أبداً أنظمتها المتعاقبة فى تحويل ما حرر على الورق من تعهدات بالتطبيع إلى عقيدة شعبية، ولا حتى على أى مستوى ونشاط غير رسمى والأكثر ربما لم تسع للأمر الأنظمة نفسها وليسمعنى فى ذلك بدورهم أعداء أعرف أنه لا يفوتهم حرف من كلام فى شأنهم. وأخيراً ليس هناك عربى حر ذكى النفس مؤمن بقوميته بل وليس هناك إنسان حر يعتنق العدالة الإنسانية يقبل بأن يتعاطى مع عصابات قاتلة عدوانية مغتصبة بصورة طبيعية.
أقولها قاطعة ليس لهم هناء بين ظهرانينا.