بكل الحب

ليبيا البائسة

نجوى عويس
نجوى عويس

أصبحت الأحوال فى ليبيا الشقيقة لا تسر عدوا ولا صديقا.. كلما سمعت أخبارها أحمد الله على ما نحن فيه فى مصرنا الغالية.. فهم يعيشون فى ظلام ساعات طويلة من اليوم، حتى المياه يمتد انقطاعها بالأيام.. حرب شوارع من مرتزقة أردوغان.. تهديد المواطنين بالمال.. هكذا جاءتنى رسالة الكترونية على بريدى من صديقة ليبية استغاثت معبرتة عن الشعب الليبى فى حربه ضد الإخوان وأذنابهم الذين دخلوا طرابلس بالآلاف واستقروا فيها.. شعرت بنبرة الحزن والأسى فى رسالتها من فرط معاناتها وبأسها من تلك الحياة التى يعيشونها.. استطردت كاتبة الرسالة أنهم أصبحوا يعيشون فى عتمة قد تمتد إلى عدة ليال، ولم يعد الظلام هو الابتلاء الوحيد الذى نعيشه، ولكن حتى الماء فلقد قام المرتزقة بقطع المياه عنا بعد أن تم نسف خط المياه الرئيسى الذى يمد طرابلس دون التفكير فى الشعب كيف سيعيش بدون نور ومياه وهناك أطفال صغار تحتاج إلى الاثنين.. وقالت: أصبحت حياتنا بائسة لما يمارسه المتسللون إلى ليبيا والقادمون من سوريا.. ولم يكتف الاخوان بذلك بل أيضا أصبحت المرتبات تنقطع بالشهور بعد تحويلها إلى البنوك التى بدأت تغلق أبوابها لعدم وجود أرصدة يمنحونها للجمهور.. حتى البنك المركزى أوصد ابوابه خوفا من الاعتداءات التى تتعرض لها البنوك.. فالأموال تدخل بالملايين ولكن لا تحول إلى البنوك ولكن تقسم على الاخوان وتحول إلى تركيا.. وأضافت الصديقة قائلة: أما الغلاء فأصبح فاحشا للسلع التموينية والخضراوات والفاكهة ،فالدقيق أصبح سلعة نادرة بعد ارتفاع سعره خمسة أضعاف ما كان عليه.. فالخبز الذى كنا نشترى العشر قطع منه بربع دينار أصبح الرغيف الذى لا يشبع طفلا صغيرا بربع دينار.. وحتى نتمكن من الحصول عليه لابد من الوقوف فى الطابور من الفجر.. وقد ينفد ولا يتمكن البعض من الحصول عليه.. أزمات خانقة ونقص كبير فى الاحتياجات الضرورية.. كل هذا فى وقت كانت الأسر أحوج ما تكون إلى أن تحيا حياة مريحة يسودها مسحة من الاستقرار.. اختتمت السيدة تستحلفنى الدعاء لعل الله يخلصهم من المرتزقة والاخوان ويعود الأمان إليهم.