فيض الخاطر

عبد العاطى حارس النهر

حمدى رزق
حمدى رزق

تولى الدكتور محمد عبد العاطى مقدمة الفريق المصرى فى الشوط الأخير فى مفاوضات سد النهضة، خيار صادف أهله، مفاوض عتيد، وفاهم ودارس الحق المصرى، وقبلها واع لطبيعة المفاوض الإثيوبى الذى ينتهج سياسة النفس الطويل حتى تتقطع الأنفاس.
دكتور عبد العاطى مدعوم من قيادة حكيمة تنتهج الصبر سبيلا لكسب الحق المصرى، ومفاوضين أشداء فى الحق، فريق التفاوض المصرى يذكرك بوفد المفاوضات العظيم فى مباحثات «طابا» المارثونية، لا تفريط فى الحق المصرى مهما طال المشوار.
الوزير العالم دكتور عبد العاطى، مستوعب تماما القضية، وإيمان راسخ أن ما تحله المفاوضات فيه خير لدول الحوض الأزرق الثلاث، مصر والسودان وإثيوبيا، وما بينهم أبقى كثيرا من ظرف صعيب علينا جميعا، وتعبير «زواج كاثوليكى»، الذى استخدمه الوزير عبد العاطى فى توصيف العلاقة بين المنبع والمصب لمن يستوعبه على الجانب الإثيوبى كاف لتحسين أجواء المفاوضات فى شوطها الأخير.
يقتصد دكتور عبدالعاطى فى الظهورات الإعلامية، وإذا خرج على الهواء يرسل رسائل بعلم الوصول، لا يخفى شيئا عن الرأى العام إلا ما تستوجبه المصلحة العامة فى سياق المفاوضات، يزن كلماته بميزان الذهب، هذه مفاوضات لا تقبل عنتريات، وكسب الرأى العام العالمى صنعة يجيدها خريج مدرسة الرى المصرية العريقة..
مراجعة إسهامات الدكتور عبد العاطى فى تنوير الرأى العام المصرى والعالمى بشرعية الموقف المصرى تطبيقا للقاعدة، التى صكها الرئيس السيسى «لاضرر ولا ضرار» تترجم على وجود مفاوض مسيس، واع لعقلية المفاوض الإثيوبى، منفتح على عقلية المراقب الدولى الذى يصيخ السمع لما يصدر عن العواصم الثلاث ويعد عليهم الأنفاس تنطق بالمواقف.
ثقة فى المفاوض المصرى، لا يضيع حق وراءه مطالب، هكذا تقول الحكمة الخالدة، وإن غدا لناظره قريب، يومئذ يفرح المصريون.