يوميات الأخبار

«عبير تفضحه.. وتفضحهم»

حمدى الكنيسى
حمدى الكنيسى

أتمنى أن يُسدل الستار على هذه الحكاية فلا يتجه الأهلى الى القضاء قائلا، «عفوا أنا نادى القرن يا».

تشهد تونس تطورات وتداعيات بالغة الأهمية لن تنحصر نتائجها وأبعادها داخل الدولة الشقيقة وحدها، حيث ستتعداها إلى الأمة العربية، وتفرض نفسها على «مشروع الإسلام السياسى إياه!!» وتتجلّى هذه التطورات فيما حدث داخل البرلمان إذ انطلقت جلسات مساءلة رئيس المجلس وزعيم حركة النهضة: «راشد الغنوشى» الذى استفز الكثيرين من النواب والأحزاب والشارع التونسى بمواقفه واتصالاته وتصريحاته التى تُجسّد استهانته بالدستور وتجاوزه صلاحيات رئيس البرلمان، وكأنه يُعلن ارتباطه المباشر بالمحور التركى - القطرى ومشروعه السياسى. وقد تألقت النائبة «عبير موسى» رئيس الحزب الدستورى الحر فى توجيه اتهامات خطيرة للرجل حتى إنها قالت له بأعلى صوت وبأدق العبارات «إن قيادتكم إخوانية ومصنفة إرهابية عالميا، وحزبكم (النهضة) أكبر خطر على تونس» ولم تكتف البرلمانية الواثقة من نفسها وفكرها بانتقاده هو وحركته قائلة بالوثائق إن الاغتيالات السياسية رجعت مع دخولهم البلاد كما كشفت أسلوبه المخادع الحافل بالأكاذيب مثل إعلانه من قبل أنه اقتصر فى اتصالاته كرئيس لبرلمان تونس بالتحدث مع رؤساء برلمانات عربية، واتضح أنه لم يتحدث مع رئيس البرلمان الليبى وكان اتصاله فقط مع نائب من أعضاء الجماعة إياها.
وقد انضم الى عبير عدد من النواب الذين أكدوا إدانة «الغنوشى» بتجاوز صلاحياته، واتهموه مباشرةً بالعمالة لتركيا وقطر، وأشاروا الى زيارته لأنقرة ولقائه مع الرئيس التركى دون أى إعلان عن ذلك ولم يكشفه إلا الإعلام التركي، واعتبروا أن ذلك اللقاء مع إردوغان واتصالاته به وبرئيس حكومة الوفاق أمر يدخل فى إطار إذلال تونس وجعلها ولاية تابعة للخلافة العثمانية كما قال النائب «ثامر سعد».
وقد تكامل مع ما شهده البرلمان.. انطلاق الآلاف فى مظاهرات عارمة بالشوارع وأمام مقر البرلمان رافعين لافتات كُتب على إحداها «الغنوشى على رأس المجلس يمثل خطرا على الأمن القومي» وأخرى تقول «ياغنوشى ياسفاح ياقتال الأرواح» وإذا كانت النائبة المتألقة «عبير موسى» قد نالت إعجابا وتقديرا برلمانيا وشعبيا يؤهلها لقيادة التحرك الحزبى والشعبى ضده وحزبه كما ظهر فى انضمام «٧٨» نائبا إلى موقفها بالرغم من أن حزبها لا يمثله إلا «١٦» نائبا، فإن الوجه الآخر يتضح فى أن جلسة مساءلة الغنوشى تحولت الى محاكمة شعبية كبرى تؤكد أنه اقترب من النهاية الحتمية ومعه حزبه مهما كانت مساندة التنظيم الدولى للإخوان والدعم التركى والقطرى المباشر، وقد ظهرت فعلا مقدمات ذلك من ارتباك «النهضة» واستقالة وهروب عدد من الأعضاء البارزين، مع تزايد الغضب الشعبى والبرلماني، وبهذه النهاية القريبة يتضح أن المتاجرين بالإسلام السياسى الذى تأكد أن الإسلام منهم براء.. كما تأكد أن «الوطنية» و«القومية» أبعد ما تكون عن فكرهم وتحركهم يتلقون ضربةً قاتلة تستعيد من خلالها الأمة العربية والأمة الإسلامية توازنها.. وتماسكها.. وصلابتها فى مواجهة المؤامرات والمخططات الرهيبة.
«الحاجة العاجلة للعدالة العاجلة»
فى تناوله لجوانب وأبعاد الحملات الإعلامية التى تبثّها «الجماعة إياها» بتنظيمها الدولى وقنواتها التركية والقطرية، ومواقع التواصل الاجتماعى المشبوهة والمفضوحة،  بهدف ضرب الأمن والاستقرار والانتقاص والتشويه لما نحققه من إنجازات، تحدث الكاتب الكبير «ياسر رزق» عن ضرورة اجتثاث هذه الجماعة حمايةً لمصر، ثم وضع - بفكره المنطقى العميق - رءوس عناوين يراها ضرورية لاختصار مدة الحرب فى مواجهة التنظيم الفاشى ولإفشال أى عمليات إغارة دعائية تستهدف تحقيق أهدافه الخبيثة. ولعلنى أختار من بين هذه العناوين التى ذكرها ما يتصل بالقضاء حيث يُعرب عن تمنياته بأن تسارع مؤسستنا القضائية الشامخة بإغلاق ملف المحاكمات المعروف عبر إصدار الأحكام النهائية الباتة حتى يتسنى تحطيم إرادة من يظن أن الذين فى أقفاص الاتهام سيعودون مجددا من وراء القضبان إلى قصور الحكم والسيطرة. من جهة أخرى أتمنى أنا - شخصيا - أن يكون ذلك مقدمة عملية لانطلاق منظومة العدالة الناجزة العاجلة التى تشمل بقية ما يواجهه مجتمعنا من أخطاء وخطايا وجرائم يرتكبها البعض مثل ترويج الإشاعات المغرضة، والاستهانة عمليا بالإجراءات الاحترازية والوقائية، وممارسة الاحتكار ورفع الأسعار حتى فى أمور الصحة والتعليم، لو تحققت هذه العدالة العاجلة.. يبدأ فورا دور الإعلام بنشر الأحكام بصورة مكثفة مع توضيح أسبابها وأبعادها حتى يرتدع المغرضون وذوو النوايا والأهداف السيئة كما تزداد مؤسستنا القضائية شموخا وفاعلية.
 «استئناف المفاوضات.. أم استئناف المناورات»
بحث وزراء الرى فى مصر والسودان وإثيوبيا الترتيبات النهائية لاستئناف المفاوضات بين الدول الثلاث، وفى إطار التشبث ببصيص الأمل فى إمكانية تحقيق نتائج جيدة حاسمة خاصة بعد الموقف الجديد للسودان التى تخلصت من حكم وتواطؤ نظام البشير وبدأت التنسيق مع مصر، استبعد احتمالات واردة منها مثلا أن إثيوبيا لن تتخلى بسهولة عن أسلوبها المراوغ والمستهين بأى اتفاق لأن النظام الحاكم يمر بأزمات شعبية ويخشى بالتالى الاستماع الى صوت العقل والمنطق وبالتالى يوقع على اتفاقية واشنطن التى سبق أن هرب منها بصورة مخزية، مما يجعله عرضة للاتهام بالتراجع أمام الإرادة المصرية التى انضمت إليها أخيرا الإرادة السودانية وإذا استمرت هذه الخشية ستتحول المفاوضات إلى مجرد مناورات لاستهلاك الوقت حتى نفاجأ ويفاجأ العالم بقيام سد النهضة كاملا، ولعل ذلك الاحتمال هو الذى دفع السودان الى أن يبعث بمذكرة الى رئاسة مجلس الأمن حول ما تم من اتصالات بين الخرطوم وأديس أبابا مع تحذير واضح من أى إجراءات أحادية قد تصدر من إثيوبيا تؤثر بالتأكيد على السلم والأمن الاقليمى والدولي، هذا وقد اتخذت مصر نفس الموقف تقريبا خاصة وهى تُطلع أوروبا على آخر مستجدات ملف سد النهضة، وبغض النظر عن احتمالات التفاؤل وإحتمالات التشاؤم لا بديل عن تأكيد وتعظيم التفاهم والتنسيق بين مصر والسودان، مع مزيد من الجهود فى اجتذاب دول الحوض لصفنا القانونى الانسانى ومزيد من الجهود فى تدويل القضية لو عادت إثيوبيا الى طريقتها السابقة، مع كشف مغالطاتها المتكررة، ودفع أمريكا والبنك الدولى صوب حتمية تفعيل الاتفاقية السابقة واتخاذ موقف صارم ضد التهرب منها.
«عفوا.. لا تكن حمارا!!»
ليست هذه الكلمات المدوية من بنات أفكاري، إذ إنها جاءت بالحرف الواحد على لسان الفنان العالمى «ارنولد شوارزنجر» (حاكم كاليفورنيا السابق) مُتحدثاً إلى متابعيه على موقع «إنستجرام» وذلك بوضع صورة «تى شيرت» سوداء كتب عليها: «لا تكن حمارا. ابق بالمنزل» ومادمت قد استثمرت أنا كلمات النجم العالمى لأوجهها بدورى الى كل مواطن لا يحترم الإجراءات الاحترازية والوقائية بالبقاء فى البيت والبعد تماما عن التجمعات، فإننى أؤكد على ذلك بعد أن دخلنا مرحلة دقيقة بتزايد أعداد المصابين والمتوفين، بينما لا تملك الدولة إلا أن تقلّل من هذه الإجراءات نسبياً حتى تدفع عجلة الانتاج والاستثمار لحماية وتعظيم الإصلاح الاقتصادي.
«عفوا... إنه نادى القرن!!»
أزعجنى وأزعج كل من يتمنى انطلاق الرياضة المصرية وفى مقدمتها اللعبة الشعبية «كرة القدم» صوب التفوق والتألق محليا وافريقيا ودوليا، مع عودة الجماهير الى مدرجات الاستادات، أن تثار فجأة حكاية «نادى القرن» باتجاه إدارة الزمالك إلى إنكار أحقية الأهلى فى اللقب الذى حازه إفريقيا ودوليا منذ عشرين عاما، مما جعل صحيفة إيطالية كبرى ترى هذا التوجه كمجرد مُزحة لا مبرر لها، كما رجحت تقارير فرنسية معاقبة الزمالك، وقالت شبكة «٣٦٥» الفرنسية إنه تنتظره «ركلة جزاء من الكاف». أتمنى أن يُسدل الستار على هذه الحكاية فلا يتجه الأهلى الى القضاء قائلا، «عفوا أنا نادى القرن يا...» ولا يتشبث قادة الزمالك العريق بوجهة النظر التى ردت عليها الحقائق والأرقام.