تقرير خاص| في ذكرى النكبة.. هكذا أوفى الفلسطينيون العهد لأجدادهم الراحلين

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

"سلوا الزيتون وبساتين التين والعنب فهي تعرفني.. وتشهد أن هذه بلدي.. سأعود إلى أرضي حتمًا"، هذه هي حكاية وطن بأبنائه، الذين مهما مزقتهم الأيام وفرقتهم، فإنها لا يزالون تجمعهم غاية واحدة وأرض واحدة يحلمون بيومٍ يعيشون تحت سمائها. 

علمتنا فلسطين أن لها شعبًا أبيًا عرف الإخلاص والثبات على أرضه والوفاء لآبائهم وأجدادهم والسير على دروبهم، دون أن يحيدوا عن ذلك المسار أو يتسلل لهم اليأس والإحباط.

واليوم الجمعة 15 مايو تحيي فلسطين ذكرى النكبة، الذي يصادف هذا التاريخ من كل عام، حيث يختلط الماضي بالحاضر، وتحضر ذكريات المأساة التي فقد الفلسطينيون خلالها معظم أراضيهم بفعل احتلالٍ غاشمٍ.

وفي الذكرى الثانية والسبعين للنكبة، كان لا بد أن يظهر الوفاء عند فلسطينيين لا يزالون يتوقون إلى عودتهم إلى ديارهم وأرضهم المسلوبة.

ماء سبيل لروح جدته

هذا الوفاء حضر في رام الله حينما أقدم أحد الفلسطينيين على صنبور ماء في أحد شوارع رام الله، وكتب عليه "ماء سبيل عن روح جدتي نبيهة الهنيدي التي قضت وحيدة عطشى إثر طردنا من اللد في 13 تموز (يوليو) 1948".

واللد هي أكبر وأقدم مدن أرض فلسطين التاريخية، تقع شمال غرب القدس، وهي حاليًا ضمن الأراضي التي تحتلها إسرائيل، وهي تقع على مسافة 16 كيلومترًا شرق مدينة يافا المحتلة.

وأراد هذا الفلسطيني أن يستحضر روح جدته التي راحت ضحية الاحتلال، الذي نكل بالفلسطينيين منذ بداية إقامة دولته عام 1948، فماتت جدته من العطش، فلم يرد لغيرها أن يلقى نفس مصيرها في هذه الأيام.

نظر بيت آبائه
وفي جنوب حيفا المحتلة، لم يمنع المواطن الفلسطيني أبو سمير درويش أن أقعده المرض على كرسي متحرك في أن يذهب إلى منزل عائلته القديم رفقة زوجته وابنته (على ما يبدو)، الذي يسكنه حاليًا مستوطنون إسرائيليون.

وفي الذكرى الثانية والسبعين للنكبة، جمعت صورة تاريخية الرجل الفلسطيني الشجاع وزوجته وابنته وهو يطالعون المستوطنين الإسرائيليين، الذين سكنوا بيت أهله، عينًا بعينٍ دون أن يهاب ذلك الرجل المستوطن وزوجته.

نظر الثلاثة إلى المستوطنين السارقين لمنزلهم الأصلي، وقالت أعينهم كلامًا لم تفوه به الشفاء مرده كلمةٌ واحدةٌ "أننا عائدون حتمًا".

عائدون إلى اللد
ليس هذا فحجسب، فطفلٌ صغيرٌ لم يسمع عن بلدة أجداده التاريخية "اللد" سوى اسمها فقط فلم يزورها أو تلامس أقدامه ثراها، لكنه في ذكرى النكبة أبى إلا أن يرفع تأجًا على رأسه يقول كلمة واحدة "عائدون إلى اللد".

ويقول والده، وهو فوزي عوض، متخصص في شئون اللاجئين الفلسطينيين، "نحن نتفنن بكل الوسائل والأدوات التي تؤكد حقنا بالعودة إلى ديارنا، واللد هي مدينتا الأصلية التي شرد وتشرد منها الآباء والأجداد بفعل المجازر والمذابح الصهيونية".

وأكد عوض لـ"بوابة أخبار اليوم" قائلًا، "تفعيل وتأكيد حقنا بالعودة هو جزءاساسي في عقول ووجدان الكل هنا في فلسطين".