الحقبة المظلمة في تاريخ الفلسطينيين.. 20 سنة من القتل والقهر بلا شاهد أو دليل

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تحل اليوم الجمعة 15 مايو ذكرى نكبة الشعب الفلسطيني، التي تحمل الرقم 72، ولا يزال الشعب الفلسطيني صامدًا في أرضه، حاملًا مفاتح دياره، قائلًا بعلو صوته "إننا عائدون".

حلم العودة لا يزال يلازم أذهان كل الفلسطينيين ويخطب ود قلوبهم، فلا أمل إلا بعودة الأرض، ولا حلم سوى جلاء الاحتلال الذي جاوز من جرائمه المدى.

وفي الذكرى الثانية والسبعين، نسترجع تاريخ بدايات الاحتلال، وما آل بالشعب الفلسطيني في تلك الحقبة الزمنية من عام 1948 إلى حين عام 1967، حينما أعاد الاحتلال الكرة مرة أخرى واحتل غالبية الأراضي الفلسطينية، بما فيها الضفة الغربية والقدس الشرقية.

مرحلة عصيبة مظلمة

وفي غضون ذلك، قال عبد الناصر فروانة، مدير وحدة الدراسات والتوثيق بهيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، إن المرحلة التي أعقبت نكبة عام 1948، مهمشة وغائبة إلى حدٍ ما عن سجلات ووثائق تاريخ الحركة الأسيرة الفلسطينية، وعندما يعكف الباحثون على توثيق هذا التاريخ، تراهم يستهلونه من بداية الاحتلال عام 1967، ثم لا يتم التطرق إلى هذه المرحلة المهمة بما تستحقه.

وأكد فروانة لـ"بوابة أخبار اليوم" أن النهاية المحتومة لأغلب المعتقلين في تلك الفترة، عقب النكبة، كانت هي القتل والدفن في مقابر جماعية، مشيرًا إلى ذلك كان يتم دون علم ذويهم، الذين اعتبروهم في ذاك الوقت في عداد المفقودين، وفقاً لروايات وشهادات من نجوا من الفلسطينيين.

وبسؤاله حول مدى وجود توثيق لعددٍ معينٍ من الشهداء الفلسطينيين في تلك الحقبة الزمنية، أجاب فروانة قائلًا "بصراحة لا يوجد توثيق للعدد.. لكن الحديث عن إعدامات جماعية للآلاف". 

وأردف قائلًا "ما زال ذلك اليوم الذي توثق فيه كل هذه الجرائم المقترفة بحق المعتقلين الفلسطينيين والعرب خلال تلك المرحلة ينتظر القدوم".

أبشع جريمة

ومن جانبه، قال صلاح أبو صلاح، كاتب وصحفي فلسطيني، إن هذه الفترة شهدت أبشع جريمة في التاريخ وهي تهجير شعبٍ بأكمله قسريًا إلى خارج حدود دولته، مضيفًا أن الإحصائيات تشير إلى أن 418 قرية تم تدميرها، و533 قرية هُجّر أهلها بالقوة العسكرية للعصابات الصهيونية التي ارتكبت أبشع المجازر بحقهم لدفعهم على تركط أرضهم ومنازلهم، بدءًا من دير ياسين، مكرورًا بمذبحة الدوايمة، التي راح ضحيتها أكثر من 500 شهيد، وانتهاءً بمذبحة كفر قاسم.

وأشار أبو صلاح إلى أن هذه المذابح التي يحفل بها تاريخ الاحتلال الإسرائيلي بلغ تعدادها في تلك الفترة أكثر من 35 مذبحة.