الخاطرة التاسعة

الداعية أسامة فخري الجندي يتحدث عن «باب الريان وصيام الجوارح»

الداعية أسامة فخري
الداعية أسامة فخري

واصل الدكتور أسامة فخري الجندي، الداعية بوزارة الأوقاف، خواطره الرمضانية في اليوم التاسع من شهر رمضان تحت عنوان «باب الريّان وصيام الجوارح، وثمرة أن تجعل قلبك وقفًا لله سبحانه وتعالى».

وبدأ خاطرته بما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لاَ يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ يُقَالُ أَيْنَ الصَّائِمُونَ فَيَقُومُون لاَ يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ». [متفق عليه].

وأوضح الجندي، أن الذي يتأمل كلام رسول الله يدرك أمرين : الأول منهما : أن الرسول قال: «إن في الجنة بابًا»، ولم يقل: «إن للجنة بابًا»، مما يخبر بأن دخول الجنة أمرٌ متحقق، فقوله: «للجنة» يفيد أن بابًا للجنة من خارجها، وأما قوله: «في الجنة بابًا» يفيد أنه بداخل الجنة، وأما الأمر الثاني فهو قوله: «يقال له الريّان»، ومعلوم أن الريّان من الإرواء، فهل المقصود هنا إرواء من العطش وانتهى الأمر ؟!.

وأشار إلى أن الرسول يريد أن يلفتنا إلى أن الإرواء واقعٌ لكل جارحة صامت عن كل ما نهى الله عز وجل، بنعيم من عند الله في الجنة، إذن فليس الأمر متوقفًا عند حدِّ صيام البطن والفرج، وإنما لا بد من صيام الجوارح؛ ولذلك روى أبو هريرة رضي الله عنه، عن الرسول قال: «رُبَّ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلا الْجُوعُ، وَرُبَّ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إِلا السَّهَرُ »[أخرجه ابن ماجة]، مشددا على كلِّ مسلم إذن أن يُصّوِّمَ الجوارح عن كل ما نهى الله عز وجل، وهذا يحقق معنى رائعًا وهو «وقف القلب لله سبحانه».

وبين أنه معلوم أن القلب هو الذي يُحرّك الجوارح ويوجّهها، فإذا أوقف الإنسان قلبَه لله عز وجل، حكم القلبُ حركةَ الجوارح، فتنفعل الجوارح لإرادة القلب، وإرادة القلب هي أن توافق مرادَ الله عز وجل، ومن ثمّ فلا تقع الجوارح في أي معصية في حق الله تعالى أبدًا، وهذه هي غاية الصيام المقصودة أن تجعل قلبك وقفًا لله عز وجل.