إيطاليا تكشف مفاجأة.. «كورونا مصر» علاج من الأوبئة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

"كورونا" أصبح الاسم الأكثر تداولا في العالم، يعرفه الكبار والأطفال، ويخافون منه، على الرغم من أن المعرفة الأولى له ارتبطت بقصة شهيدة قبطية، أصبحت قديسة بعد استشهادها في عام 177م.

كان للقديسة القبطية كورونا نصيب من اسمها فالمعنى العربي لكورونا هو الإكليل، أو التاج، أو الهالة، فأصبحت الفتاة ذات الثامنة عشر من عمرها شهيدة لكي تنال معنى اسمها.

فكانت "كورونا" مصرية من عائلة وثنية، تزوجت في عمر السابعة عشر، وفي يوم من أيام عام 177م، كانت تمر من أمام مكان يعذب فيه الشهيد القبطي "بُقطر"، فوقفت لكي ترى وتفهم، لماذا يتحمل ذلك الرجل كل هذا العذاب وماذا سوف يجني، فما هي القوة الخفية التي ينتظرها لإنقاذه، راودتها أسئلة كثيرة وسط الصمت الذي خيم على المكان رغم وجود أعداد كبيرة، تشهد تعذيب القديس بُقطر، وفي لحظة هي بداية النهاية، رأت القديسة كورونا ما لم يره غيرها، واطمأنت وصاحت.

فقد رأت ملاكين واقفين بجوار القديس بُقطر، يحملان إكليلين رائعين، فاطمأنت نفسها وتأكدت بأن القوة الخفية التي تجعل القديس بُقطر يتحمل العذاب، من عند الله، وهذين الملكين مرسلين بإذنه ليطمأن ويصبر وتطمأن هي أيضًا لما ستلقاه، بعد إيمانها، فصرخت بصوت مدوي قائلة "طوباك يابقطر، طوبى للعمل المجيد الذي قدمته لله"، فانزعج الحاكم، وتعجب المشاهدين من أهل البلدة، وابتسم بُقطر، فاستكملت "إننى أُبصر ملاكين يحمل كل منهما إكليلاً رائعاً أثمنهما لك والآخر سيصبح لي.

وأعلنت إيمانها بعيسى بن مريم، وإلهه الواحد قائلة: "على الرغم من صغر سني وضعف طبيعتي كامرأة إلا أنه بقوة إلهك الذي أصبح إلهى أنا أيضاً سأحتمل تنكيل الوالي وعذابه ليكون لي نصيب مع المسيح".

فثار الحاكم وحاشيته، وأتى بـ"كورونا"، وطلب منها أن تصلي للأصنام، لتبين أنها تراجعت عما قالت، فرفضت وأعادت ما قالته من قبل وأكدت أنها آمنت بإله القديس بُقطر، وأنها تعلم عاقبة ما تقول، وبمنتهى الشجاعة لم تبالي من تهديدات الحاكم، فأمر بتعذيبها بطريقة وحشية حتى الموت.

فأتى جنوده بشجرتين وربطا أيدي وأرجل القديسة كورونا بهما وجذبهما حتى تمزق جسدها الشريف إلى نصفين، ومنذ تلك اللحظة أصبحت كورونا هي قديسة شفيعة للأوبئة والأمراض المعدية، ووردت سيرتها في مراجع عديدة تعود للقرن الرابع إلى السادس الميلاديين، وما زال جسدها محفوظ في مدينة انتزو بشمال إيطاليا.

فكانت "كورونا" قديسة تحمي من الأمراض والأوبئة في ذلك الوقت، وها هي الآن يطلق اسمها على وباء قاتل يجتاح العالم، دُفنت كورونا في إيطاليا، وكذلك اجتاح فيروس كورونا إيطاليا فأصاب أكثر من 136 ألف مواطن وأودى بحياة الكثير.

فتغير انطباع البشر بعد أن كانوا يتذكرون بهذا الاسم قديسة مؤمنة عُذبت حتى الموت، ويتباركون بها في صلواتهم ودعائهم، أصبحوا الآن يستعيذون من وصول فيروس كورونا إلى أجسادهم. 

معنى اسم كورونا الإكليل أو التاج، واعتبرت شفيعة للأوبئة والأمراض المعدية، ووردت سيرتها في العديد من المراجع الحديثة نقلًا عن مصدر قديم ربما يعود إلي الفترة من القرن الرابع إلى السادس الميلاديين، وجسدها محفوظ في مدينة انتزو بشمال إيطاليا .