رحلة إلى الجنة

لأن مصر لا تنسى أبناءها الذين ضحوا من أجلها بأرواحهم ودمائهم الزكية بكل الشجاعة والحب والاخلاص وجسدوا أجمل معانى العطاء والانتماء والتضحية نحتفل يوم الاثنين القادم بيوم الشهيد الذى تم تحديده فى التاسع من مارس ليوافق ذكرى استشهاد واحد من أفضل واخلص رجال القوات المسلحة هو الفريق أول عبدالمنعم رياض رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق الذى كان يلقب بالجنرال الذهبى لتفوقه وبراعته واستشهد وعمره خمسون عاما يوم التاسع من مارس عام ١٩٦٩ خلال تفقده لجبهة القتال بقناة السويس أثناء حرب الاستنزاف التى استمرت عدة سنوات قبل حرب أكتوبر المجيدة لتبقى أقوال الشهيد وبطولاته خالدة فى عقول ووجدان مصر وأبنائها ويحدد يوم استشهاد رياض للاحتفال بالذكرى العطرة للشهداء من رجال القوات المسلحة والشرطة البواسل حيث يقوم الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية بتكريم أسرهم.
والاحتفال بيوم الشهيد ليس مناسبة لتجديد الاحزان ولكنه للتأكيد على فكرة العطاء والانتماء وحب الوطن والتضحية بالروح والدم من أجل الحفاظ على كرامته وأرضه وعرضه ليصبح واحدا من أعز وأغلى المناسبات.
إن شهداء مصر عبر التاريخ لا يعدون ولا يحصون فمنذ فجر التاريخ قدم المصريون أرواحهم وهم يصدون هجمات الهكسوس والتتار والمغول فهم دائما وابدا يجعلون مصر مقبرة للغزاة وهم الدرع والسيف الذى يحمى الوطن فهم الجنود الذين قال عنهم رسولنا الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم انهم فى رباط إلى يوم القيامة.. حيث شهدت مصر استشهاد الآلاف من أبنائها الأبطال خلال حروب ١٩٤٨ و١٩٦٧ و١٩٧٣ المجيدة ومازلنا نقدم الشهداء من رجال القوات المسلحة والشرطة والعظماء الذين يحاربون الإرهاب الأسود ضاربين أروع امثلة البطولة والفداء للحفاظ على أمن واستقرار البلاد وسلامة مواطنيها وكلما سقط منهم شهيد ازداد عزم زملائه واصرارهم على الفوز بالشهادة.
سلام على أرواح شهدائنا فى عليين الاحياء عند ربهم يرزقون فريحين بما آتاهم الله من فضله كما وعد المولى عز وجل فى محكم آياته بكتابه الكريم.. وكل التحية والتقدير والدعاء بالصبر وبأن يربط الله سبحانه وتعالى على قلوب الآباء والأمهات والزوجات والأبناء والاخوة والأخوات الذين قدموا أعز الرجال وأغلى الشباب فداء للوطن وتحية اعزاز وتقدير للزعيم السيسى الذى حول الاحتفال بيوم الشهيد إلى مظاهرة فى حب مصر.