حكايات مصرية

قصة الملكة حتشبسوت.. الملكة والأب

زاهى حواس
زاهى حواس

قامت الملكة حتشبسوت بتوسيع المعبد الجنائزى الخاص بأبيها الملك تحتمس الأول بل وقامت بعمل دمج بين مراسمها ومراسم أبيها الجنائزية ولكنها قررت بعد ذلك وبمنتهى الغرابة هدم هذا المعبد الصغير وقامت بإخراج مومياء أبيها من قبره وأمرت بنقله إلى مقبرتها الخاصة التى لم تكن قد اكتملت بعد وثم أمرت بتعديل وإصلاح التابوت الحجرى الذى كان مصنوعا من أجل الملكة والذى كان صغير الحجم ليتسع لأخذ جثمان الملك تحتمس الأول وقد تم إدخال المومياء بصعوبة شديدة داخل التابوت الحجرى الخاص بالملكة حتشبسوت وكشط اسم حتشبسوت وحل محله اسم الملك تحتمس الأول.
وتم نحت تابوت أخر للملكة حتشبسوت ووضع بجانب التابوت الحجرى الأول وتم نقل جميع القطع والآثاث الجنائزى الخاص بالملك إلى مقبرة الملكة واختلطت أوانى الطعام الخاصة بالأثنين وتقرر أن يقام هيكل أو محراب من أجل أداء المراسم الدينية (لتحتمس الأول) بمعبد الدير البحرى والذى لم يكن إنشئ بعد ونجد أنه وضع به بعد ذلك لوحة كانت توجد فى الأصل فى المعبد الجنائزى الخاص بالملك. ونجد أن حتشبسوت قد تركت لنا مقبرتين وثلاثة توابيت حجرية، واحدا من هذه التوابيت كان مخصصا لحتشبسوت الملكة والثانى لحتشبسوت الملك والثالث كان مخصصا لحتشبسوت الملك ثم عدل بعد ذلك من أجل استقبال مومياء الملك تحتمس الأول ولا نعلم حتى الآن سبب قيام حتشبسوت بهذا النقل، فربما كانت تريد عمل اتحاد مع أبيها المتوفى الأوزيرى فتكون بذلك قد جمعت بين الأب وابنته جسديا وعقائديا فيكون ذلك بمثابة تأكيد على وراثتها للملك فى الحكم مثل حورس الملك ابن أوزير ملك العالم الأخر الذى قام بإثبات شرعية وراثته أمام جميع الألهة فى المحكمة الإلهية. ولكن نجد أن هذا الاعتقاد ربما يكون ضعيفا حيث نجد أنها لجأت لأسلوب أخر لتآكيد حكما على عرش البلاد عن طريق وضع أسطورة توضح فيها أنها ابنة الإله آمون الذى تجسد وفقا لما ذكرته الأسطورة فى هيئة الملك تحتمس الأول الدنيوى وأنجب من أمها الملكة- البنت التى تولت عرش مصر.