حوار| نقيب الصحفيين الفلسطينيين: خطة ترامب تنهي أي أمل لقضيتنا.. ولن ننسى لمصر مواقفها

ناصر أبو بكر
ناصر أبو بكر

-ناصر أبو بكر: أكثر الجرائم المرتكبة بحق صحفيينا في القدس

-موقف اتحاد الصحفيين العرب من الصفقة يؤكد البعد القومي العربي

-لدينا 50 صحفيًا قُتلوا منذ عام 2000.. والصحفيون يتعرضون لأبشع أنواع التنكيل

 

الصحافة هي مهنة البحث عن المتاعب، تبقى هذه هي الحقيقة الثابتة مع اختلاف الزمان والمكان، وتصبح الأرض المحتلة أشد وطأةً في ظل آلة التنكيل والقمع التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي في أرض فلسطين التاريخية، والتي تطال الصحفيين الفلسطينيين.

"بوابة أخبار اليوم" أجرت حوارًا مع نقيب الصحفيين الفلسطينيين ناصر أبو بكر، تناولت خلاله المشهد الأخير في فلسطين، والمتعلق بخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ومعاناة الصحفيين الفلسطينيين أثناء أداء مهام عملهم في الأراضي المحتلة.

في البداية.. ما تعليقك كصحفي فلسطيني على خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي أعلنها الثلاثاء الماضي؟

خطة ترامب مؤامرة على القضية الفلسطينية، ومشروع إسرائيلي أمريكي هدفه إنهاء أي أمل للقضية الفلسطينية، ويهدف إلى السيطرة على المقدسات الإسلامية، وهو مشروع صهيوني أمريكي عقائدي يستهدف الفلسطينيين والمسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة، وذلك عبر فرض الهيمنة على المقدسات الدينية في القدس، بهدف إقامة هيكل سليمان المزعوم.

 والاحتلال منذ أكثر من خمسين عامًا يقوم بأعمال الحفر أسفل المسجد الأقصى، ولم يجد أي أثر في المنطقة للهيكل المزعوم.

كيف ترى المواقف العربية تجاه هذه الخطة؟

أعتقد أن جامعة الدول العربية في اجتماعها يوم السبت الماضي صفعت هذه الصفقة، بقرارها رفض الخطة الأمريكية وهو بمثابة بداية النهاية للصفقة، خاصةً مع رفض العرب مجتمعين لهذه الصفقة ورفض كذلك دول منظمة التعاون الإسلامي وروسيا ودول الاتحاد الأوروبي، كما أن العالم بدأ يدرك أن هذه الخطة هي محاولة لشطب القضية الفلسطينية.

ودعني أقول أن خطة ترامب لا يوجد فيها لفظ دولة فلسطينية، ومع ذلك الفلسطينيون أثبتوا أنهم قادرون على مواجهة هذه الصفقة.

وماذا إذًا على المواقف العربية من الناحية الصحفية وتحديدًا اتحاد الصحفيين العرب الذي عقد اجتماعًا خصيصًا لهذا الشأن؟

موقف اتحاد الصحفيين العرب موقف يشرف موقف رائع منهم، وعلى رأسهم رئيس الاتحاد مؤيد اللامي، فهم بادروا بالدعوة لعقد الاجتماع الطارئ بشأن صفقة ترامب، وهذا يؤكد البعد القومي للعرب ولاتحاد الصحفيين العرب.

وكذلك صدرت بيانات رسمية من كافة النقابات الصحفية في الوطن العربي، وجميعهم نددوا بصفقة ترامب.

وما رأيك في موقف نقابة الصحفيين المصرية؟

موقف نقابة الصحفيين المصرية ليس بجديدٍ فهي دائمًا مع القضية الفلسطينية، نحن لم نتفاجأ من هذا الموقف المشرف، هم يؤكدون يومًا بعد الآخر أن مصر بتاريخها ستبقى مع القضية الفلسطينية ونحن نعتز بقيادة مصر للأمة العربية.

 ونحن أيضًا كفلسطينيين لن ننسى لمصر هذه المواقف، وستظل محفورة في أذهاننا دائمًا.

بعيدًا عن الحديث عن خطة ترامب.. صف لنا معاناة الصحفيين الفلسطينيين أثناء أداء مهمتهم؟

نحن نعيش في ظروف غاية الصعوبة، ومن بيننا الصحفيون الذي يتعرضون لأبشع أنواع التنكيل، وكل يومٍ تقريبًا يصاب صحفيون، وطبقًا لإحصائية رسمية، هناك 150 صحفيًا أُصيبوا العام الماضي، وهناك أربعة منهم فقدوا أعينهم، وفي عام 2018، هناك 800 صحفي تعرضوا لإصابات، بالإضافة إلى استشهاد صحفيين اثنين، فنحن لدينا 50 صحفيًا قُتلوا منذ عام 2000 وحتى الآن.

هل رفعت النقابة شكاوى لدى المنظمات الصحفية الدولية لتسليط الضوء على انتهاكات الاحتلال للصحفيين الفلسطينيين؟

رفعنا قضايا لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وبعثنا شكاوى وملف آخر من أجل تعزيز هذه الشكاوى، كما أننا نتواصل كذلك مع الاتحاد الدولي للصحفيين، وأصدرنا عدة بيانات تدين قتل الصحفيين الفلسطينيين، وأرسلنا هذه البيانات لبرلمانات دول في العالم، للمطالبة بمحاسبة المسؤولين الإسرائيليين على جرائمه بحق الصحفيين الفلسطينيين.

في شهر ديسمبر الماضي قامت قوات الاحتلال باحتجاز إعلاميين من تلفزيون فلسطين ولم تفرج عنهم إلا بضمانات.. ما دوافع الاحتلال في ذلك؟

لأنهم اتخذوا قرار بإغلاق مكتب تلفزيون فلسطين، وهذه كانت تمهيدًا لصفقة القرن، لأنهم لا يريدون نقل معاناة الشعب الفلسطيني، وهي محاولة لتصفية الإعلام والوجود الفلسطيني بالقدس، وأود أن ألفت لنقطة مهمة أن أكثر الجرائم التي ترتكب بحق الصحفيين في القدس، وهذا يؤكد أن القدس هي المستهدف الأول للاحتلال، وهذا يدل أيضًا أنهم يريدون ألا ينقل الصحفيون الرواية الفلسطينية، ويريدون فقط رواية الكذب والتضليل.

ومع ذلك، نحن مصممون على مواصلة رسالتنا ولن يثنينا ذلك عن مواقفنا، وكل جريمة ضد الصحفيين تزيدنا إصرارًا.

- معاذ عمارنة ونماذج كثيرة دفعت ثمن تغطيتها الصحفية في الآونة الأخيرة.. هل فعلت النقابة شيئًا لملاحقة الاحتلال في جرائمه ضدهم؟

قمنا بالإجراء القانوني بأننا وثقنا هذه الجرائم، ولدينا كفاءات مهنية، ومعنا منظمات حقوقية فلسطينية، وذهبنا للمحاكم من أجل أن يحاسب أولئك المجرمون على جرائمهم بحق الصحفيين الفلسطينيين.

نقطة أخيرة.. ما هي الإجراءات الوقائية التي توجهها النقابة للصحفيين من أجل تقليل تعرضهم للمخاطر خاصةً في ظل تغطيتهم للأحداث في الأراضي المحتلة؟

قمنا في الفترة الأخيرة بتدريب أكثر من ألف صحفي على السلامة المهنية، ونحن نتواصل مع اتحاد الصحفيين العرب في ذلك، ونعطي للصحفيين دورات تدريبية في كيفية التعاطي في الحروب، لنحاول أن نقلل من الجرائم المرتكبة بحق الصحفيين الفلسطينيين.