حكايات مصرية

قصة الملكة حتشبسوت .. حجر أساس المعبد

زاهى حواس
زاهى حواس

نعتقد أن تاريخ بدء بناء معبد الدير البحرى قد تم ما بين منتصف الشهر الأول ومنتصف الشهر الثانى من فصل الشتاء فى العام السابع. بدأت مراسم وضع حجر الأساس لهذا المعبد والتى تمت بواسطة الملكة حتشبسوت نفسها وتم عمل حفرة عميقة لا يقل عمقها عن ارتفاع قامة الإنسان ووضع فيها بعض الفواكه والخضراوات الموسمية مثل التين والتمر والعنب وشجر البرسا والكرامن. ووضع بها أيضا بعض القرابين من لحوم ودجاج فى سلال من القش وأيضا بعض أدوات البناء مثل فاس ومطلة ومطرقة خشبية ذات رأسين ومقصات وبوتقة للصهر وبعض قوالب البناء وحعول من الخشب وغربال من القش وبداخل بعض الأوانى الخشبية وضع بعض النطرون بألواح صغيرة من النحاس والصينى وبعض الحبات من القشانى الذهب والفضة وأربعة رءوس صغيرة تمثل رأس الإلهة حاتحورن ربة الحب والجمال ثم تمثال للإله بس، إله المرح والسرور ويمثل هذا الأسلوب مثلث أشكال الحياة الحيوانى والنباتى والمعدني.. ثم قامت الملكة حتشبسوت بعد ذلك بتزويد المعبد بطاقم الأثاث الجنائزى وتتابعت احتفالات وضع الأساس حتى اليوم الخامس والعشرين من الشهر الثالث بفصل الشتاء. "لقد قامت ابنة رع حتشبسوت بهذا العمل من أجل أبيها آمون فى وقت مد الحبل من أجل المعبد (قدس الأقداس) متعت بالحياة".
فى هذا الوقت توفى والد المهندس سنموت الذى بنى هذا المعبد وذلك خلال الشهر الثانى من الشتاء وقد احتوت مقبرتهما على قطع أثرية ونسيج باسم حتشبسوت وبعد شهرين استعان سننموت فى القرنة بقطعة من الطوب الآجر كان قد نقش فوقها لقب حتشبسوت كزوجة الإله. استمر العمل فى هذه الإنشاءات خلال جميع أشهر الشتاء فى العام السابع وفى نفس الوقت كان يتم العمل فى المعبد الصغير الخاص للأستقبال والذى كان عبارة عن ميناء للسفن يقع بجوار النيل والعمل أيضا فى الممر الصاعد الذى يؤدى إلى سطح المعبد بينما كانت هذه الأعمال قائمة بدأ (هابو سنب) والذى كان يلقب بالنبى الأول للإله آمون فى بناء المقبرة الملكية للملكة والتى تقع فى وادى الملوك على الجانب الأخر من الشاطئ الصخرى الذى يقع فيه المعبد الجنائزى الخاص بالملكة حتشبسوت ونجدها قد سارت على خطى أبيها وجدها فأبعدت ما بين مقبرتها ومعبدها وقد جاءت حجرة الدفن ذات شكلا مستطيلا يتكئ سقفها على أعمدة مربعة ووضع بها التابوت وصندوق الأوانى الكانوبية الخاصة بالملكة بحتشبسوت.