عاجل

قضية ورأى

الصعيد وتذاكر السكة الحديد

م. فرج حمودة
م. فرج حمودة

م. فرج حمودة

يعانى أهلنا فى الصعيد الأمرين بمجرد دخول أشهر الشتاء من وسائل المواصلات بين القاهرة وكل مدن الصعيد، ومعاناتهم تكمن أولا فى عدم توافر تذاكر السفر بقطارات النوم والمكيف بدرجاته ثم يزيد الطين بلة أن هيئة السكة الحديد ترفع سعرها فى فترة إجازة نصف العام بنسبة لا تقل عن 25% ثم تعود لسعرها العادى بعد انتهاء الموسم، والحقيقة أنها كانت فى السنوات السابقة تباع التذاكر بأسعار خيالية فى فنادق قريبة من محطة رمسيس ويعرفها أهلنا الصعايدة بالاسم فيذهبون إليها مباشرة حيث إن الكلمة الوحيدة التى ستقال لهم (مفيش أماكن لغاية أول مارس) وبرغم ذلك كانت القطارات تسافر خالية فيها أماكن كثيرة مما كان يسبب خسائر للهيئة.
أما فى أسوان فكانت تباع على القهاوى فى ميدان المحطة والغريب أنها كانت تسجل من على القهاوى فى أوراق العربات فى خلال ثوانٍ. أما بعد تولى الوزير الجديد الرائع فإن رفع السعر فى الموسم تم تطبيقه ولا نجد التذاكر لا أعرف لماذا ولا أين تباع خارج الشبابيك، وأغلب ظنى - وكثير من الظن إثم - أن مافيا التذاكر قد وجدت لها طريقا آخر وأثق أن هذا الطريق سيكتشف آجلا أو عاجلا.. ويستعيض أهلنا البسطاء فى الصعيد عن القطارات عند عدم وجود أماكن بالأتوبيسات والميكروباسات وعن حوادثها وسرعاتها المخيفة حدث ولا حرج.. ويلجا المتعجلون والقادرون إلى شركات الطيران الوطنية وأكبرها شركة مصر للطيران وهذه خضت تجربتها فى ديسمير الماضى وهالنى أسعارها فرحلة أسوان والعودة يماثلها فى شركة دولة أفريقية هى الشركة الأولى فى أفريقيا ولا أرغب فى ذكر اسمها هى بسعر 98 دولارا أى بحوالى 1600 جنيه مصرى سافرتها على الطيران الداخلى المصرى بأكثر من 3200 جنيه مصرى أى الضعف، ولا أفهم لماذا.
ما أريد الوصول إليه هو أن وسائل السفر داخل مصر تحتاج إلى إعادة دراسة أسعارها وتكثيف عدد رحلاتها إلى الصعيد ورقابة ومراقبة شديدة وخاصة فى المواسم، ولا أحب أن أكيل لها اتهاما أنها تساهم - والله يعلم بالنوايا - فى قتل السياحة الداخلية فضلا عن أن الصعيد مليء بالمزارات الثقافية التاريخية والإنجازات الحديثة مثل المدينة الشمسية فى بنبان بأسوان والسد العالى وبحيرة ناصر والمتاحف والمعابد، ونحن فى حاجة إلى زيادة الجرعة الثقافية والمعرفية لدى الجيل الحالى.
هذا بالإضافة أننا (ما صدقنا إن السياحة تنتعش والناس فى الصعيد بتنتظر الموسم ده تاكل عيش.
< مهندس استشارى