ترتيلة الميلاد فى كل الأوقات

د. جميل جورجى
د. جميل جورجى

بقلم/ د. جميل جورجى

لقد كان ميلاد المسيح بمثابة علامة فارقة فى تاريخ البشرية حيث قسم التاريخ إلى ما قبل وما بعد الميلاد كدلالة على التميز والتفرد.. لقد كان ميلاده خطا فاصلا ما بين حياة الظلمة والظلم والقهر وتسيد مفهوم القوة والبطش وبين حياة الرحمة والعدل والترفق بالانسان فى ذلك العصر «الهيرودسى» الذى كان اقسى وأشر العصور.. لقد تنبأ اشعياء النبى عن ذلك العصر الذى سبق ميلاد المسيح بحوالى 8 قرون وحالة الشعب اليهودى وغيره من الشعوب وقتذاك فكتب يقول الشعب السالك فى الظلمة أبصر نوراً عظيماً الجالسون فى أرض ظلال الموت أشرق عليهم نور (أشعياء 2:9).. لذلك كان الشعب فى حاجة إلى مخلص أو منقذ وهو ما حملته بشارة الميلاد على فم الملاك حيث قال ليوسف النجار «ستلد ابنا وتدعو اسمه يسوع لأنه يخلص شعبه من خطاياهم» متى (22:1).. لقد كانت ترتيله الميلاد «هى العلامة الفارقة والتى ظلت ترددها الأجيال على مر العصور وفى كل الأوقات وهى التى كانت بمثابة إعلان عن ما يعنيه ذلك الميلاد» - لقد تغنت الملائكة بها والتى كانت تحمل التمجيد لله والسلام للأرض والسرور والبهجة للعالم» «المجد لله فى الاعالى وعلى الارض السلام وبالناس المسرة» لوقا (14:2).. من القصص التى تروى حول الميلاد وتأثيره على الشعوب والأمم حتى فى أحلك الظروف وهى قصة حقيقية تدور أحداثها فى الحرب العالمية الأولى وتعد أيقونة فى هذه الحرب والتى كانت حصيلتها فى أربعة أعوام 25 مليون مقتول وجريح.. وتقع هذه القصة خلال فترة الهدنة فى ليلة الميلاد الساعة الثانية والنصف حيث اضاء الألمان خنادقهم وبدأوا فى غناء ترتيلة الميلاد مع التمنيات لخصومهم بالأمنيات الطيبة. وقد تبادل معهم البريطانيون الأغانى الخاصة بالميلاد.. ويقال إن أحد البريطانيين قد قابل رئيس الوردية الألمانية الذى منحه زجاجة ويسكى وبعض السجائر تلك هى سمة الميلاد ومفعوله حتى فى أحلك الأوقات وأقساها مرارة.