مصر التى فى خاطرى

موسمُ تساقط أوراق الخيانة

إيهاب القسطاوى
إيهاب القسطاوى

إيهاب القسطاوى

 ليست بغريبة الخيانة على من امتهنَّ بيع الأوطان، فمن باع وطنه، لن يشترى فلسطين، ففى الوقت الذى كانت تنطلق فيه المبادرات الداعمة لفلسطين وللفلسطينيين من قلب القاهرة النابض بشموخ الماضى وزهاء الحاضر.
كانت تتساقط ورقة أخرى من أوراق الخيانة اليابسة، على أعتاب شجرة الوطن الراسخة فى ثراء المجد، والوارفة بأبنائها الشرفاء، فقد دونت صفحة «إسرائيل تتكلم بالعربية»عبر حسابها الرسمى على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، رسالة تهنئ فيها الخائن عمرو واكد لمشاركته مع الممثلة الإسرائيلية «جال جادوت» فى فيلم جديد، لتضجّ على إثرها مواقع التواصل الاجتماعى خلال الساعات القليلة الماضية، بسيل متدفق من التدوينات والتغريدات الرافضة والمستنكرة لهذا العمل الذى اعتبره البعض خيانة لدماء شهدائنا، بينما كان نزيف الدم الفلسطينى على الجانب الآخر يتدفق، ليرد بتبجح على منتقديه، ملوحاً بمفردات باهتة بلا معنى، ليوارى حقيقة الخيانة الساطعة، قائلاً: إن مشاركته فى عمل مع ممثلة إسرائيلية، يأتى إنسانًيا قبل أى شيء. يحارب التطرف والضغينة والكره لأى إنسان.
والحقيقة أننى إذ أستغرب من هذا الهجوم الضارى على شخص الخائن عمرو واكد، فإننى أدرك تمامًا، أننا قد نقع فى وطأة الشعور بخيبة الأمل والخذلان عندما نراهن على أشخاص فيصدر منهم عكس توقعاتنا.
فهل كان يمثل الخائن عمرو واكد فى يوم ما!، إلا أحد وجوه الخيانة، إلا أحد المتآمرين على هذا الوطن؟
فلم يكن الخائن إلا أحد أبواق التنظيم الإرهابى ﻨـﺎﻗﻼ لسمومهم الفتاكة، حاملا حقدهم الدفين تجاه الوطن، المتغلغل فى نفوسهم المريضة، منقاداً يعمل بكل جهد على تشويه إنجازاتها التى لا تخطئها العين، محاولا طمس الحقائق بأكاذيب وادعاءات مجحفة ومغلوطة.